حسن المطروشى: الشعر يتخبط والدخلاء يتكاثرون والشاعر تصنعه الظروف

السبت، 03 ديسمبر 2016 06:16 م
حسن المطروشى: الشعر يتخبط والدخلاء يتكاثرون والشاعر تصنعه الظروف الشاعر العمانى حسن المطروشى والزميل بلال رمضان محرر اليوم السابع
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حسن المطروشى، شاعر عمانى، يمتلك حضورًا متألقًا فى المشهد الثقافى العمانى، صدرت له مجموعات شعرية متعددة، كما حصل على العديد من الجوائز الأدبية الشعرية، من داخل عمان وخارجها، ونشر أعماله فى العديد من الصحف والدوريات الثقافية العمانية والعربية، كما شارك عضوا فى لجان تحكيم مهرجانات وفعاليات شعرية رسمية فى السلطنة.

 كما شارك حسن المطروشى، فى فعاليات الدورة الرابعة من عمر ملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى، والذى انتهت فعالياته مؤخراً، وكان له حضور مميز خلال قراءة عدد من قصائده فى الأمسيات الشعرية، وكان لـ"اليوم السابع" معه هذه الحوار:

 

- فى البداية.. هل هذه هى أول مشاركة لك فى ملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى؟ وكيف وجدت هذه الدورة؟

هذه هى أول مشاركة لى فى ملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى، وفى الحقيقة أنا سعيد وفخور جدًا بهذا المستوى الذى وجدته، سواءً على مستوى التنظيم والتواصل والعلاقات العامة من البداية وحتى النهاية، فكل شىء برأيى كان مرتباً بدقة متناهية، أما على مستوى الشعراء، فأعتقد أننى لست مؤهلاً أن أعطى شهادة عن الشعراء المشاركين، فهم أساتذة ومن مختلف المشارب والمدارس الشعرية، وأعتقد أن الرمزية الكبرى لهذه الدورة من عمر الملتقى، أنه يأتى تحت شعار "ضرورة الشعر" ويحتفى برمزين شعريين محمود حسن إسماعيل ومحمد عفيفى مطر، وافتتاحه كان تحت رعاية وزير الثقافة، وفى دار الأوبرا المصرية، وفى القاهرة، قلب العروبة والثقافة العربية، هذه المدينة العربية الأصيلة، كل هذه المفردات، وكل هذه المقاييس تعنى أننا أمام مهرجان من الطراز الأول المميز جدًا.

 

- برأيك هل انتهت ظاهرة الشاعر العربى برحيل أسماء معينة مثل محمود درويش؟

لا، لم تنته، ولن تنته إطلاقًا، فحتى الأسماء الكبيرة التى رحلت، لا تعنى على الإطلاق أن هذه الظاهرة انتهت، أو ستنتهى، فالأمة العربية ولادة، وأمة قادرة على أن تنجب محمود درويش، ومن هم فى مستواه، ومن هم أعلى، لأن محمود درويش وغيره صنعتهم ظروف وسياقات اجتماعية وسياسية، وأراهن على أن هذه الأمة تأتى بالشعراء.

 - برأيك ما الذى يحتاجه الشعر العربى الآن؟

هى ليست وصفة طبية، لكن أعتقد أن هناك تراجعا حضاريا، ليس فقط على مستوى الشعر، فالشعر جزء من منظومة متكاملة، فالأمة العربية تشهد إرهابًا وحرباً واقتصادا متراجعا، وبالتالى تتراجع معه الثقافة والفنون والآداب، وبالتالى نحن نمر بمنعطف تاريخى صعب، والشعر معه يتخبط، فالذى يصنع الشعر العظيم، هو الظروف والبيئة والثقافة والإعلام والازدهار والاستقرار.

 

- فى ظل هذه الظروف التى ذكرتها.. هل يمكننا تحديد إلى أين تسير القصيدة العربية الآن؟

القصيدة العربية فى رأيى مرت فى الخمسين عاماً الأخيرة، بتحولات خطيرة وكبيرة جدًا، خرجت على سياق البيت الخليلى، فجاءت قصيدة التفعيلة، ثم جاءت قصيدة النثر، وما أحدثته الحداثة من تحولات وتشظيات وانشطارات فى البنية والتفكير والرؤية الشعرية وغيرها، وبالتالى أعتقد أن القصيدة العربية مستقرة إلى درجة ما، وذلك على عكس الفنون الأخرى، فالقصيدة العربية أعتقد أنها لا تزال تناضل، والشعراء لا يزالون متمسكين بجذوة الشعر، وهناك صراع طبعًا، وفيها الكثير من الغث، والدخلاء فى الشعر، لكن يبقى هناك شعراء عظام.

- بالحديث عن الدخلاء.. كيف ترى اتجاه الشعراء إلى كتابة الرواية؟

أمر طبيعى، وبرأيى أنه ليس وليد اليوم، فقديماً فقط كان الشاعر شاعرا، وربما فى بعض الأحيان كان الشاعر حتى فى ذلك الوقت القديم، يمثل بنفسه جريدة، فهو شاعروخطيب، وصوت الإعلام للقبيلة، لكن انتهت هذه الأدوار، وصار الشاعر ممثلاً لقيم مثل الحرية والعدالة والجمال وما إلى ذلك، وربما فى اتجاه الشاعر إلى الرواية أصبح يجد مسافات ومساحات أخرى للتعبير عن العديد من الموضوعات، على عكس القصيدة، وأعتقد أن الشاعر العظيم بإمكانه أن يكتب رواية، سواءً كانت جيدة أو رديئة، لكن من الصعب جدًا أن يكتب الروائى قصيدة جيدة بنفس جودة الشاعر.

 

- على مستوى التجربة الشخصية.. ما زلت متمسكًا بكتابة قصيدة التفعيلة على الرغم من زحف الكثيرين إلى قصيدة النثر.. فلماذا؟

هو خيار جمالى، أنا شخصياً لا أنحاز ولا أتخندق، فلست ممن يرفض أى اتجاه، بالعكس أرى أننى رجل حر وبعقلية واسعة جدًا، واستفيد من كافة المدارس وأنساق الشعر، فهو ليس تمسكًا عنتريًا، بل إننى أجد نفسى بهذه الطريقة أمارس لعبتى فى الميدان الذى أجيد الكتابة فيه، وأيضًا أحس عندما أكتب القصيدة بهذه الطريقة تشبع ذاتى، فالشعر فى النهاية وسيلة تعبير عما فى داخلك، ولهذا فإن هذه الطريقة أشعر أنها تعبر عنى، فأنا ابن بحر، وتعودنا على الغناء والغوص وكل هذا الإرث القديم فى الخليج، من أسفار أوجدت لدينا حساسية شديدة تجاه الموسيقى الشعرية وغيرها، فمازال الحنين إلى النغم موجود، فالإيقاع ربما يعطينى شيئاً من هذا الإحساس.

 

- على ذكر البحر وعمان.. كيف ترى الحركة الشعرية والمشهد الثقافى لديكم؟ وإلى أى مدى يمكننا الحديث عن قوة الرقابة على الإبداع؟

نحن لا نختلف كثيرًا عن بلدان العالم العربى، فما يحدث فى بلد يمكن قياسه على بلد آخر، فنحن محكومون بحالة عربية، والجميع محكوم بقيم تاريخية وبنظم دينية وغيرها من الأمور التى تحد من الإبداع، سواءً من رقابة المجتمع ذاته أو الأنظمة.

 

- برأيك هل تعتقد أن هذه الحالة سوف تنتهى قريبًا؟

فى ظل ما يجرى نعم، ربما لو كنت سألتنى قبل عشرين عامًا، لقلت لك لا، وبأنه سينتهى، فقبل عشرين عاماً كان العالم العربى يعيش نهضة وتنوير وربما كان أفضل حالاً بكثير من الآن، فالآن وصلنا إلى القتل باسم الدين، والكلمة التى يُرمى صاحبها فى السجون باسم الدين، فبالتالى أشعر أنه من الصعب التكهن بالمستقبل فى ظل ما نعيشه من هذه الأفكار شلت وحطمت الكثير من أحلام الحرية.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة