إن المتأمل للطيور وغيرها من مخلوقات الله عز وجل عندما تستقبل الصباح مبكرة وتخرج من أعشاشها، طالبة الرزق لابد أن يكون له فى ذلك العبرة والعظة، فإن الكسالى لا يتأملون ولا يتعظون وفى القرآن الكريم يقول تعالى "وَإِنَّ لَكُمْ فِى الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِى بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ" (66) سورة النحل .
وروى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:
"لَوْ تتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمُ اللَّهُ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَعُودُ بِطَانًا".
فى هذا الحديث الشريف يوصينا الرسول الكريم بالتوكل على الله، لأن التوكل على الله تعالى هو أحد مفاتيح الرزق الحلال الذى يأتى سهلا ميسورا كما يفعل الطير، يخرج مبكرا خالى الوفاض وسرعان ما يعود ممتلئ الحواصل فيطعم ويطعم الصغار !!؟
ولنا أن نأخذ من ذلك العبرة والعظة ولا نكتفى بندب الحظ ونشكو من قلة الرزق أو انعدامه !!
ولم نأخذ بالأسباب التى هى فى المقام الأول التوكل على الله وتقواه، فيما نقول وما نفعل وثانيها السعى الجاد إلى طلب الرزق الحلال.
لاشك هى صورة رائعة رسمها لنا الرسول الكريم ومثلا يحتذى به عندما ضرب لنا مثلا بمخلوق بسيط يسعى إلى رزقه وإطعام صغاره مبكرا، وقد تكتمل فى هذا الطائر الصغير كل مقومات الحصول على الرزق الحلال وهما التوكل على الله والسعى إلى الرزق، فالطائر يسبح بحمد الله ويتقيه فلم نسمع عن طائر اعتدى على أفراخ بنى جنسه وسلبهم الطعام والعش الدافئ كما يفعل بنى البشر، فالكائن يسبح الله كقول الحق تبارك وتعالى ( تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ أنه كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) 44 سورة الإسراء .
فهل لنا أن نستمد العبرة من هذا الكائن الصغير وغيره من الكائنات أم نجعل أذن من طين وأخرى من عجين؟!.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة