أمسك الأسطى بأحد أذنى الصبى، جاذبا إياها بشدة حتى حسبناه سيخلعها من رأسه، وهو يزعق بأعلى صوته: "افهم يا حمار اللى قلت لك عليه".
استرعى انتباهنا الشجار وزعيق الأسطى، الذى طغى على صوت تهليل وتكبير الحضور فى مقهى بلدى مجاور، تشجيعا أحيانا ولعنا وشتيمة كثيرا فى لاعبى فريقين يتناحران على شاشة التلفاز .
توقف الجميع فى انتظار نتيجة الصراع الفكرى بين الأسطى والصبى، وحبسنا جميعا أنفاسنا، وبعضنا على المقهى حبس دخان الشيشة بصدره خوفا من تبخرها أو بخلا بها على الحضور فى المقهى .
وفى تلك اللحظة تنبّه الأسطى لحالة الصمت التى لفّت الجميع والأنظار التى تشخص إليه وللصبى، فرفع يده وترك أذن الصبى (وقد احمرّت واستطالت حتى أصبحت قاب قوسين أو أدنى من أذن الحمار، وهو شىء استغربنا له بشدة)، ثم جذب كرسى بلاستيك حقير متسخ بالزيوت والشحوم وجلس عليه كأحد حكام العالم الثالث، ثم طلب من صبيه بصوت أبوى حنون أن يُحضر له كوبا من الشاى الثقيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة