أحمد عزيز يكتب : حرية إبداع أم فوضى ؟

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016 12:00 م
أحمد عزيز يكتب : حرية إبداع أم فوضى ؟ جرائد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتفق الناس عادة على المبادئ العامة، لكنهم يختلفون على التفاصيل المتعلقة بهذه المبادئ، ونضرب مثالا على ذلك بما كان يفعله الفيلسوف اليونانى الكبير سقراط وهو يحاور الناس فى الأسواق، فكان يبادرهم بالسؤال عن أحد هذه المبادئ، مثلا : هل تحب العدل، فيكون الجواب بالإيجاب. هنا تتتابع أسئلة سقراط التهكمية : ما العدل من وجهة نظرك ؟ وكيف يمكن تطبيقه ؟ إلى آخره، فتختلف الإجابات. هكذا يتفق الناس فى المبادئ العامة ويختلفون فى الفروع، ذلك لأن هذه المبادئ أو القيم العليا كما نسميها، قيم معنوية أو معيارية، وليست أشياء مادية ملموسة يمكن إخضاعها لمقاييس محددة. 
 
فكلنا بالتأكيد نتفق فى حب العدل والصدق والحق والخير والجمال والسعادة والحرية ... إلى آخره، لكننا بالتأكيد سوف نختلف فى فهمنا لهذه القيم وكيفية تطبيقها.
 
مثلا الحرية بصفة عامة قيمة عليا ضرورية؛ لكى يحيا الإنسان كريما عزيزا، وحرية الإبداع، بصفة خاصة، ضرورة للمبدع؛ حتى لا يقيد خياله أو تكبل أفكاره، وهذا بالتأكيد يحد من إبداعه.
 
نحن متفقون إذن على حرية الإبداع ضرورة، ولكن ما مدى استخدام هذه الحرية ؟ وهل هى مطلقة أم مقيدة ؟ وهل هى مسؤولة أم غير ذلك ؟ ثم ما العمل مع من يسيء استخدام هذه الحرية ؟ 
 
فى اعتقادى أن الحرية دائما مقيدة، فلا توجد حرية مطلقة حتى فى الغابات، ولم تكن الحرية مطلقة فى أى مجتمع قديم أو حديث، والذى يريد أن يكون حرا مطلقا، فعليه أن يعيش منفردا فى عالم خاص به، وليس داخل مجتمع له قيمه أو أعرافه وعقائده. والحرية أيضًا مسؤولة، ذلك لأن الفرد داخلب المجتمع له حقوق وعليه واجبات، وحريته تنتهى عند حدود حريات الآخرين الذين لهم حقوقه نفسها ولا يحق له أن يجور عليها .
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة