حالة القلق الحالية داخل الهيئة مرجعها أنهم لا يعرفون الجهة التى سيأتى منها رئيسهم
فى أوائل فبراير المقبل، سيتولى السفير صلاح عبدالصادق، الرئيس الحالى للهيئة العامة للاستعلامات، مهامه الجديدة كسفير لمصر لدى رومانيا، وهو ما يعنى أنه قبل هذا التاريخ سيتم اختيار رئيس جديد للهيئة، والسؤال الآن الذى يشغل كل العاملين بالهيئة: من هو الرئيس القادم؟ وهل سيكون منتدباً من وزارة الخارجية كما جرت العادة، أم سيكون من بين العاملين بالهيئة، أم ستلجأ الدولة إلى جهات أخرى تختار من بينها شخصية تكون قادرة على إدارة الهيئة، وفقاً للمطلوب منها مستقبلاً؟ آخذاً فى الاعتبار أن قانون المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أخذ جزءًا من اختصاصات الهيئة، المتعلق بمنح التصاريح لممثلى الصحف ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام الأجنبية بالعمل فى مصر، وتحديد نطاق عملهم.
حالة ترقب شديدة داخل الهيئة وفروعها فى المحافظات، ومكاتبها فى الخارج، انتظاراً للقادم، خاصة أن هناك ملفات معلقة على وصول الرئيس الجديد، منها على سبيل المثال، اختيار رؤساء لمكاتب مصر الإعلامية فى عدد من العواصم المهمة مثل واشنطن، فضلاً عن اختيار إداريين لمكاتب أخرى، بالإضافة إلى وضع خطة الهيئة الجديدة وفقاً للمتغيرات التى سيحدثها وجود المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، حتى لا يحدث أى تضارب فى الاختصاصات بين الاثنين، وهى أمور تركها عبدالصادق للرئيس الجديد حتى يكون له القرار، وحتى لا يأتى مكبلاً بقرارات قد لا تتوافق مع ما ينوى عمله، وهو أمر جيد يحسب للسفير صلاح، الذى كانت فترته فى الهيئة من أصعب الفترات، لأنها شهدت تطبيقاً لسياسة الدولة فى ترشيد النفقات، فضلاً عن تحديات إعلامية تواجه الدولة داخلياً وخارجياً، واستطاع أن يمر بالهيئة خلال هذه الفترة العصيبة.
حالة القلق والترقب داخل الهيئة مرجعها أنهم لا يعرفون حتى الآن الجهة التى سيأتى منها رئيسهم، فهم كما يقولون لا يريدون أن تظل الهيئة «محطة ترانزيت»، وهو مصطلح يفهم سفراء الخارجية والعاملين بالهيئة، ويعنى أن من يتم اختياره من الخارجية للهيئة يعتبر فترة بقائه فيها ترانزيت لمحطة أخرى فى الخارج، لذلك فهو لا يعتمد على استراتيجية طويلة الأمد، وإنما يتعامل مع كل موقف بالوضع الذى يتناسب معه، وهو ما أوصل الهيئة إلى الحالة التى عليها الآن، لذلك فكثير من العاملين فى الهيئة يأملون فى أن يكون الرئيس القادم من بينهم، قادر على فهم مشاكلهم والتعامل معها، ووضع حلول سريعة للتعامل دون انتظار لفترة دراسة أو للتعرف على الوضع، مطالبين بمنحهم الفرصة ولو لمرة وحيدة وبعدها يتم الحكم عليهم، خاصة أن القادم لهم من الخارج غالباً لا يتعامل مع ظواهر الأمور، دون التعمق فى المشاكل.
إذا لم يأت من داخل الهيئة، فالأفضل أن يكون من مكان غير وزارة الخارجية، كما يرى عدد من أبناء الهيئة، والأفضل بالنسبة لهم أن يكون شخصية إعلامية لديها القدرة على التعامل مع الإعلام الخارجى، أو أن يكون من جهة أخرى لها قدرة على التعامل مع الملف الإعلامى الصعب، وكذلك لديه القدرة على التواصل مع كل جهات ومؤسسات الدولة، وفى نفس الوقت، القدرة على التعامل مع مشاكل الهيئة دون تأجيلها، وهذا لا يتوافر إلا فى شخصيات معينة، ربما ينتسبون لجهات سيادية.
أياً كان الرئيس القادم للهيئة العامة للاستعلامات، فإن أمامه مطبات صعبة، خاصة أن الانتقادات ستلاحقه أينما ذهب، مهما حقق من نجاحات، لأن ملف الإعلام الخارجى رغم أنه جزء من عمل الهيئة وليس كل، لكنه يحظى باهتمام الكثيريين وانتقادهم أيضاً، دون وعى من بعض المنتقدين لإمكانيات الهيئة الحالية التى لا تؤهلها لملاحقة كل ما يكتب أو ينشر فى الإعلام الأجنبى عن مصر سلباً أو إيجاباً.
عدد الردود 0
بواسطة:
،،
قصدك الهيئة العامة للأموات ، عليا النعمة أنا كنت نسيت اسمها ولا اعرف اللى رايح م الليجاي
،،