"الشعب" الصينية: الغرب يريد بقاء المعارضة السورية فى حلب باسم الإنسانية

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 09:43 م
"الشعب" الصينية: الغرب يريد بقاء المعارضة السورية فى حلب باسم الإنسانية بدء خروج المسلحين من حلب
كتب أنس حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استخدمت الصين وروسيا مؤخرا حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار بشأن وقف الأعمال القتالية فى حلب، والذى قدمته إسبانيا ومصر ونيوزيلندا إلى مجلس الأمن للأمم المتحدة، وقد أثار الموقف الصينى رد فعل شديدا من قبل وسائل الإعلام الغربية، ووجهت هذه الوسائل الإعلامية التى تعتبر نفسها "حارس الإنسانية" انتقادات شديدة للصين معتبرة الموقف الصينى بأنه "مناقض وضد الإنسانية".
 
 
وقال صحيفة الشعب اليومية الصينية إن مشروع القرار ركز على ضرورة وقف جميع الأطراف المتناحرة إطلاق النار فى حلب لمدة قصيرة لضمان تنفيذ الأعمال الإنسانية، ويبدو أن الحماية الإنسانية مبرر كاف لمطالبة وقف إطلاق النار، لكن بتحليل الوضع الراهن الصعب والمعقد الذى تشهده سوريا، فإن "الإنسانية" لم تعد أمرا عاديا، وأشارت الصحيفة فى تقريرها "تعتبر حلب ثانى أكبر مدينة فى سوريا، وبعد نشوب الاضطرابات فى سوريا، استولت المعارضة على حلب، مثيرة موجة من اللاجئين، وخلال الفترة الطويلة الصعبة والمأساوية التى مرت بها حلب لم تطرح أى دولة غربية قرارا إنسانيا، لكن بعد شن الجيش السورى حربا لاستعادة حلب والتحكم بمعظم المناطق وعلى وشك انتهاء الحرب واستعادة المنطقة، ارتفعت الأصوات الانسانية، ومطالبة روسيا وسوريا التناول فى ساحة المعركة باسم توسيع وصول المساعدات الانسانية، الامر الذى يستدعى الجدية فى التفكير".
 
وأضافت صحيفة الشعب اليومية الصينية "تركيبة القوات المحاربة ضد جيش الحكومة السورية معقد جدا، حيث تندرج "جبهة النصرة" أحد أقوى القوات المشاركة فى الحرب على قائمة الهيئات الإرهابية للأمم المتحدة، وقد طالبت روسيا الغرب عدة مرات فصل "جبهة النصرة" من المعارضة السورية، لكن دون جدوى، حيث لم يعد معروفا ما إذا كانت هناك عوائق تمنع انفصال "جبهة النصرة" من قائمة المعارضة المسلحة أم أن الغرب لا يريد انفصالها، وبعد ذلك، اقترحت روسيا مغادرة قوات المعارضة السورية المناطق التى سيطرت عليها "جبهة النصرة" ومغادرة حلب تماما، لكن الغرب رفض مرة أخرى. وعليه، فإن نية الغرب واضحة جدا، وما يهمهم هو بقاء المعارضة السورية فى حلب باسم الانسانية. ووفقا للوضع الحالى ، فإنه من يحكم حلب، يحكم زمام المبادرة. لذلك، أشارت بعض وسائل الاعلام  بشكل حاد الى أن بعض الدول تتخذ موضوع الانسانية لتسخين الوضع فى حلب ووراءه الحسابات السياسية".
 
وقال الصحيفة الصينية "تعتبر الحماية الإنسانية مسئولية الطرفين المتناحرين، إلا أن الإعلام الغربى يتهم روسيا وسوريا بما آل اليه الوضع فى حلب ومطالبتهما بتحمل مسئولية الوضع الإنسانى، ونادرا ما تتغاضى عن تصرفات الطرف الآخر ضد الإنسانية، كمخازن الذخيرة والأسلحة لقوات المعارضة السورية تم  اكتشافها فى حلب، أدهش الناس. وكيف يمكن شرح الكميات الكبيرة من الأغذية التى وجدت فى المخازن، فى حين يعانى الكثير من المدنيين من جوع ؟.. إن الذين يعرفون تاريخ الشرق الأوسط يعلمون من يزرع جذور قضايا ومشاكل المنطقة، وكيف يتطور الوضع الى ما نشاهده اليوم. وينبغى على الذين يتهمون الصين أن يجيبوا على السؤال حول من تقع عليه المسؤولية التاريخية عن الفوضى التى تعيشها منطقة الشرق الاوسط؟".
 
ونقلت الصحيفة عن مبعوث صينى فى الأمم المتحدة قوله "يجب تجنب تسييس القضية الإنسانية"، ما يشير إلى جوهرية القضية. وإن الروح الإنسانية هى روح الثقافة التقليدية الصينية، ومارست الصين الانسانية ثابثة دائما. وما ترفضه الصين هو إخفاء أمور غير إنسانية بغطاء الإنسانية.
 
وختمت الصحيفة تقريرها بقولها "هناك الكثير من الحقائق تعرضت لتشويه واخفاء فى الأزمة السورية. أمام الاضطرابات والكوارث والآلام، الضمير الإنسانى يدعو المجتمع الدولى لإعادة الموضوعية للحقائق، وإعادة العدالة أثناء  النزاع، وإعادة القداسة للإنسانية".






مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة