توقفنا عند دعوة الدولة للشباب المُتبطل للعمل فى الزراعة، وهذه "الدعوة" أود أن أؤكد عليها فى كل مقال، وليكن تفكيرنا أننا بحاجة لنسبق الدنيا لا لنُقلد الدول، ولك أن تتصور ردة فعل شاب مُتبطل يصله خطاب من الدولة بأنه أصبح يمتلك خمسة أفدنة ذاكرةً له المكان الذى تقع فيه ملكيته، وحينما يذهب سيجد من يأخذ بيده خطوة بخطوة ليجعله محترفا فى هذا المجال.
أتوقع ردة فعل بها تقدير بالغ من هذا الشاب نحو مسؤولى دولته، وسيلتفت العالم نحو تفكير المسؤولين عندنا بالتوجه الجديد وطريقة التواصل مع كل مواطن على حِدة هو أمر سيكون نموذجا تحتذى به دول العالم، وكلامى هذا ليس قطعة إنشائية ولكنه قابل للتطبيق على أرض الواقع وسهل لكن له مفعول السحر، فيجب أن نُفكر بعيداً عن الدورة المستندية والأوراق المُزيلة بالامضاءات والاختام دون ناتج مادى ملموس يستشعره المواطن .
انتظر حجم الإنتاج من الشباب المُتبطل الذى أصبح عاملا، وحجم التصدير الذى أثقل ميزان المدفوعات لدى الدولة، وحجم الدخل الذى نقل المُتبطل نقلة فريدة ستأتى الدول لكى تدون وتدرس كيف لنا بما ستكون فيه دولتنا .
باستهداف كل العاطلين للعمل فى أراضينا الكثيرة والكبيرة الصالحة للزراعة والتى تتعطش لتكون جنان خضراء بأيادى المصريين، فدولة كل من فيها يُنتج، والعاطل تدعوه للعمل فى ملكية نفسه، حدثنى بعدها عن وضعها الاقتصادى بين الدول، حدثنى عن حالة الرضا لدى المواطن، حدثنى عن اعتصامات ومظاهرات، حدثنى عن استقطاب جماعات إرهابية لشباب عاطل، حدثنى عن قيمة العملة فى هذه الدولة.
النتيجة ستكون مذهلة لأننا فكرنا بعيداً عن الأوراق التى تنتقل من مكتب لآخر للتوقيع عليها دون فائدة، فالمسؤول يجب أن يُدرك أنه لا يتعامل مع ورق ولكنه يتعامل مع المواطن الذى ينتظر منه الكثير، فالتاريخ لن يذكر عدد مرات توقيع المسؤول ولكنه سيذكر الناتج الملموس الذى تملكه المواطن .
كون الدخول فى فكرة الزراعة التى ننتوى من خلفها قتل البطالة وإحياء التصدير واستهداف دخول قوية للأفراد، سيجعل هذه الدولة تفتح بوابة اقتصادها بأمل كبير تتزين به عيون مواطنيها، إنها البوابة الكبرى للاقتصاد المصرى إنها بوابة "الزراعة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة