بوتين "كلمة السر" فى اتفاق خفض "أوبك" لإنتاج النفط.. "رويترز" تكشف: الرئيس الروسى توسط بين السعودية وإيران لتنحية خلافاتهما.. مكالمات هاتفية حسمت الاتفاق.. والعراق يوافق فى اللحظات الأخيرة

الجمعة، 02 ديسمبر 2016 10:55 ص
بوتين "كلمة السر" فى اتفاق خفض "أوبك" لإنتاج النفط.. "رويترز" تكشف: الرئيس الروسى توسط بين السعودية وإيران لتنحية خلافاتهما.. مكالمات هاتفية حسمت الاتفاق.. والعراق يوافق فى اللحظات الأخيرة بوتين - سلمان - خامنئى
فيينا (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت "رويترز"، تفاصيل ما جرى فى اجتماع أوبك الأخير، حيث لعب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، دورا حاسما فى مساعدة السعودية وإيران، عضوى أوبك، على تنحية خلافاتهما جانبا وإبرام أول اتفاق فى 15 عاما بين المنظمة وروسيا غير العضو بها.

 

وقالت مصادر من أوبك وخارجها، إن بوتين وولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، والمرشد الأعلى للثتورة الإيرانية آية الله على خامنئى، ورئيس إيران حسن روحانى، تدخلوا فى لحظات حاسمة قبيل اجتماع المنظمة الأربعاء.

 

وكان دور بوتين فى الوساطة بين الرياض وطهران، بالغ الأهمية، وأظهر تنامى نفوذ روسيا فى منطقة الشرق الأوسط منذ تدخلها العسكرى فى الحرب الأهلية السورية قبل نحو عام.

 

بدأ الأمر حينما اجتمع الرئيس الروسى مع الأمير محمد بن سلمان فى سبتمبر على هامش اجتماع قمة مجموعة العشرين فى الصين، واتفق الجانبان على التعاون لمساعدة أسواق النفط العالمية على تصريف تخمة المعروض التى دفعت أسعار الخام للهبوط إلى أقل من النصف منذ 2014 وهو ما أثر سلبا على إيرادات حكومتى روسيا والسعودية.

 

كانت المتاعب المالية هى ما جعل الاتفاق أمرا ممكنا رغم الخلافات السياسية الكبيرة بين موسكو والرياض حول الحرب الأهلية فى سوريا، وقال مصدر بقطاع الطاقة الروسى مطلع على المحادثات "بوتين يريد الاتفاق "هذا كل ما فى الأمر.. وسيتعين على الشركات الروسية أن تخفض الإنتاج."

 

وفى سبتمبر الماضى، اتفقت أوبك مبدئيا فى اجتماع بالجزائر على خفض الإنتاج للمرة الأولى منذ الأزمة المالية فى 2008. لكن تعهدات الدول اللازمة لإتمام الاتفاق فى اجتماع فيينا يوم الأربعاء لا تزال تحتاج كثيرا من الدبلوماسية.

 

وأخفقت اجتماعات "أوبك" فى الآونة الأخيرة، نظرا للجدل بين السعودية القائد الفعلى للمنظمة وإيران ثالث أكبر منتج للنفط فى التكتل، حيث إنه لطالما قالت طهران إن أوبك لا ينبغى لها أن تمنعها من استعادة مستويات الإنتاج التى فقدتها خلال سنوات العقوبات الغربية.

 

وتسببت حروب بالوكالة فى سوريا واليمن فى تأجيج التوترات المستمرة منذ عقود بين السعودية وإيران.

 

 سياسة حافة الهاوية

 

مع اقتراب موعد الاجتماع لم تكن المؤشرات مبشرة بالخير، فأسواق النفط اتجهت صوب الهبوط والأمير محمد بن سلمان طالب إيران مرارا بالمشاركة فى خفض الإمدادات ودخل مفاوضو السعودية وإيران بأوبك فى دائرة مفرغة من الجدل قبيل الاجتماع.

 

وقبل أيام قليلة من الاجتماع بدت الرياض بعيدة عن إبرام اتفاق وهددت بزيادة الإنتاج إذا لم تشارك إيران فى الخفض، لكن "بوتين" أدرك أن السعودية ستتحمل نصيب الأسد فى الخفض طالما أن الرياض لن ينظر إليها وكأنها تقدم تنازلا كبيرا لإيران وأن الاتفاق ممكن طالما لا تحتفل طهران بالانتصار على المملكة.

 

وساهمت مكالمة تليفونية بين بوتين وروحانى فى تمهيد الطريق، وبعد المكالمة ذهب روحانى ووزير النفط الإيرانى بيجن زنغنه إلى المرشد الأعلى للحصول على موافقته بحسب ما قاله مصدر مقرب لخامنئى.

 

وأضاف المصدر "خلال الاجتماع أوضح خامنئى أهمية التمسك بخط إيران الأحمر وهو عدم الرضوخ لضغوط سياسية وعدم القبول بأى خفض فى فيينا".

 

وأوضح "زنغنه" بدقة استراتيجيته، وحصل على موافقة الزعيم، وتم الاتفاق أيضا على أن حشد الدعم السياسى أمر مهم وبصفة خاصة مع بوتين، ووافق الزعيم أيضا على ذلك."

 

ووافقت السعودية يوم الأربعاء الماضى على خفض كبير فى الإنتاج لتتحمل "عبئا ثقيلا" على حد قول وزير الطاقة السعودى خالد الفالح، بينما جرى السماح لإيران بزيادة طفيفة فى إنتاجها.

 

وقال مندوبون فى أوبك إن "زنغنه" حرص على ألا يخطف الأضواء فى الاجتماع، حيث وافق بالفعل على الاتفاق مساء الثلاثاء بوساطة من الجزائر دون إحداث ضجيج.

 

وبعد الاجتماع تفادى "زنغنه" الإدلاء بأى تعليق يستشف منه إحراز نصر على الرياض، وقال للتلفزيون الحكومى "لقد كنا حازمين. لعبت المكالمة بين روحانى وبوتين دورا رئيسيا... بعد المكالمة أيدت روسيا الخفض."

 

 العراق.. عقبة اللحظة الأخيرة

 

غير أن "أوبك" لن تكون "أوبك" دون أن تشهد خلافا فى اللحظة الأخيرة يعرقل الاتفاق، وهذه المرة كان العراق هو المشكلة، فمع إجراء المحادثات الوزارية أصر العراق ثانى أكبر منتج فى المنظمة، على أنه لا يستطيع تحمل خفض الإنتاج نظرا لتكلفة الحرب التى يخوضها ضد تنظيم "داعش الإرهابى".

 

لكن مع الضغوط التى مارستها بقية الدول الأعضاء فى المنظمة، التقط وزير النفط العراقى جبار على اللعيبى، سماعة الهاتف أمام نظرائه ليحادث رئيس وزرائه حيدر العبادى، وقال مصدر فى أوبك إن العبادى أبلغ اللعيبى بأن يوافق على الاتفاق.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة