محمد أبوهرجة يكتب: رؤية خاصة لحادث الكنيسة

الإثنين، 19 ديسمبر 2016 10:16 ص
محمد أبوهرجة يكتب: رؤية خاصة لحادث الكنيسة حادث الكنيسة البطرسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مناظر مؤلمة وأصوات صراخ وضحايا تملأ المكان. رائحة القتل فى أقدم وأعرق مكان للعبادة الكنيسة البطرسية بالعباسية. حيث عبقرية المكان وعمق الزمان شاهدين على روعة الكنيسة من الداخل، حيث الرسوم الرائعة وروائح البخور التى تتجلى فى رونق خاص. وتحولت بهذا العمل الجبان من شخص لا يمت للإنسانية بصلة إلى خراب ودمار وأرواح طاهرة فُقِدَت، وهذه الصدمة التى شهدناها والحزن العميق الذى تملَّك من الجميع. فتحولت الاحتفالات لمراسم عزاء ومشاعر إحباط وملابس سوداء وحداد عام يتصدر المشهد.

 

 ما رأيناه هو جرح غائر فى صدر مصر. ونتقدم جميعا بخالص العزاء للأخوة الأقباط فى كل كنائس مصر، وندعو لكل المصابين بالشفاء التام وحسنا ما بذلته الدولة من جهود فى التحقيقات وصولا إلى المتهمين وما رأيناه فى كيفية الكشف عن الشخص الانتحارى شىء مبهر، حيث وجدنا جهودا كبيرة من الشرطة تعمل فى صمت من أجل الوصول للحقيقة ولنا فى قضية مكافحة الإرهاب بعض النقاط الهامة:

 

1 – التطرف الفكرى: نعانى من تطرف فكرى بالابتعاد عن المنطقة الوسطى المعتدلة والانجراف إلى التشدد، وهذا ناتج عن عدم فهم كامل للتعاليم الدينية وعدم وجود رقابة على الكتب الدينية والقنوات الدينية والتى تقوم ببث السم فى العسل. وما يقوى هذا الاتجاه هو كسل البعض فى الحصول على المعلومة الصحيحة والاكتفاء بما يقوله المذيع أو خطيب الجمعة رغم أنه بشر يخطىء ويصيب.

 

2 – التناول الفنى فى الأفلام والمسلسلات بترسيخ ظاهرة الانتقام وأخذ الحقوق للمواطنين بأنفسهم بعيدا عن الجهات الرسمية مثل القضاء والشرطة، ويعتبر هذا منحنى خطيرا جدا، ورأينا حوادث من هذا النوع فى أطفال المدارس الابتدائى بدون فهم أو إدراك مجرد تقليد لما يراه على الشاشة وهذه المشاهد تؤدى لنشر ثقافة العنف والكراهية بين الأفراد، وخاصة بين الانتماءات المختلفة فنحتاج إلى الحرص فى عرض هذه الأفلام والمسلسلات لما لها من تأثير بالغ الخطورة وتحديد الفئة العمرية للمشاهدة.

 

3 – الفقر والبطالة والوضع الاقتصادى والهروب من التعليم من العوامل الهامة فى استقطاب الشباب وإغرائهم بالمال والزواج فى سبيل تجنيدهم بهذه الجماعات وتضييق التمويل على هذه الجماعات يساهم بشكل كبير فى عدم قدرتها على ذلك.

 

4 – أطفال الشوارع وهم قنبلة موقوتة وعلى استعداد تام لأى شىء، وتم استخدامهم فى الاعتصامات وعمليات التخريب من قبل، وهم نواة خصبة للانضمام بسهولة للجماعات الإرهابية، حيث قسوة الشارع وعدم وجود أمان أو مورد رزق أو أسرة يجعل لديهم دافعا كبيرا للانتقام من المجتمع بأى صورة وضرورة تصدى الدولة لهذا الملف الكبير والصعب، لبحث الأسباب وحصرها ودمجها فى مراكز تأهيل لسوق العمل، فلن يتحقق الأمان بدون التصدى لهذا الملف بكل قوة وحزم.

 

 وعدد أطفال الشوارع فى تزايد مستمر، ولنا فى تصرف ألمانيا مع اللاجئين مثالا يحتذى به، فتخيل معى لو لم تفعل ألمانيا ذلك لتحولوا إلى عبء كبير، وأيضا لحدثت فوضى كبيرة، فقامت بتعليمهم الحرف الخاصة وتدريبهم، وأيضا دمج الأطفال فى المدراس الألمانية من أجل الاستفادة منهم لمستقبل ألمانيا.

 

5- تجربة الإمارات فى تعيين وزير للتسامح، وهذا ليس من الوجاهة أو تجميل صورة الدولة كما يعتقد البعض. إنما هو اهتمام رسمى بغرس قيم التسامح للتعايش بين أبناء الإمارات، وأيضا إصدار قانون مكافحة التمييز والكراهية، وهو قانون يصب فى الخانة ذاتها، ويهدف إلى استئصال الكراهية النابعة من الدين أو الجنس أو العرق فى المجتمع الإماراتى، والتسامح هو السبيل الوحيد لتعميق مفهوم الانتماء بين أبناء الوطن، وأعتقد أننا فى أشد الاحتياج لوزير للتسامح من أجل مكافحة التطرف والكراهية.

 

6 – الرقابة، وهنا أقصد الرقابة على كل شىء المناهج التعليمية والتدريس الأزهرى والبرامج الدينية والأفلام والمسلسلات والكتب الدينية التى تباع على الأرصفة بدون أى ترخيص أو رقابة، والأئمة على المنابر وتوعية الناس أنفسهم، والأزهر عليه دور كبير جدا، ونذكر هنا مرصد الإفتاء التابع لدار الإفتاء، والذى يقوم بدور فعَّال فى هذا المجال من متابعة الصحف الورقية والمجلات والمواقع الإلكترونية لرصد الفتاوى التكفيرية والمناهج المتشددة التى تدمر الفكر والمجتمع ومواجهتها، وحسنا فعلت دار الإفتاء بإنشاء صفحة على الفيس بوك باللغة الإنجليزية بعنوان (المسلمون والمسيحيون متحدون ضد الإرهاب)، وهى خطوة جيدة تحتاج لمساندة الجميع لنشر هذه الصفحة خصوصا بالخارج لأنها صفحة رسمية.

 

7– الطاقات المكبوتة لدى الشباب والتى لا تجد سبيلا لها للخروج بشكل شرعى، حيث لا يوجد أندية رياضية كافية تستقطب الشباب وتقوم بإخراج الطاقة الزائدة منهم وندرة المسارح والأنشطة الفنية والثقافية وعدم وجود جمهور فى مباريات كرة القدم، وكل هذه الطاقات المكبوتة تجعل فرصة انضمامهم للجماعات الإرهابية كبيرة وخطيرة .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور / استراليا

تحية للاستاذ. محمد. ابو هرجة ومقاله النابع. من. قلبه

لقد. نقلت. صورة من. الواقع. الذي. نتعايشه. وفي. مختلف. الاتجاهات حيث عبرت. بكل. صدق. عن الامات. المسيحيين من جراء. ما حدث. للكنيسة. وقتل. عدد كبير. من. الأبرياء .. عزيزي. محمد ابو هرجة ان. :: المغالاة. في. الدين. أوصل. البعض. لحد. الخرف. وأصاب. الأغلبية بحالة. من. القرف. ... ان. الأديان. هدفها. النهوض بالإنسانية وليس. المساس. بالاخرين. او. اتهامهم. بما ليس. فيهم. ... ولك. تحياتي .

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد أبوهرجة

استاذ نشأت صديقي

اشكرك استاذ نشأت على كلامك الجميل وتشرفت المقال بمرورك عليها والتعليق فعلا هو ما يحدث التشدد فى الدين اوقعنا فى الكثير من المشاكل ودفعنا الثمن غاليا . وعايز اقول لحضرتك انا ذهبت لكنيسة سمنود العتيقة الشهيد ابانوب من اجل واجب العزاء للاخوة الاقباط وكانت جلسة فى منتهى الود والحب والاحترام من الجانبين وهذا هو الواجب من الاديان الارتقاء بالانسان . تحياتى استاذ نشات

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد محمود حبيب

رؤية محترمة

زادك الله بصيرة وعلم

عدد الردود 0

بواسطة:

صابر حسين خليل

أحسنت العرض والطرح

صديقي العزيز أحسنت الطرح والتحليل زادك الله من علمه

عدد الردود 0

بواسطة:

صابر حسين خليل

أحسنت العرض والطرح

صديقي العزيز أحسنت الطرح والتحليل زادك الله من علمه

عدد الردود 0

بواسطة:

وائل عبد الودود

الاستاذ محمد ابو هرجة

الاستاذ محمد ابو هرجه نتقدم جميعا بخالص العزاء للمصريين جميعا فالمصريين جميعا أخوة سواء مسلم او مسيحي واي مصيبة تمس اي مصري فهي تمسنا جميعا لا فرق بين اي مواطن مصري سوا حبه لاهله وبلده وناسه دعواتي للمصابين جميعا بالشفاء التام وللمتوفين بلرحمة والمغفرة وأن يصبر أهله اشكرك استاذ محمد على تحليلك الرائع لاسباب الارهاب في مصر ليس لي أي تعقيب على هذا الكلام وانما اضافة صغيرة اننا نتعرض لحرب عالمية هي حرب الجيل الرابع كما يطلقون عليها حرب بالعلم والمعرفة وليس بالسلاح ويجب ان نتطور في التعليم حتى نواكب الدول الاخرى وان نقف لها بالمرصاد دعواتي لمصر وللمصريين ان يثبتنا جميعا وينصر الارض التي عشنا فيها وسنموت عليها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة