جريمة قتل بصفاقس تكشف:"قسامى" فى تونس والدولة آخر من يعلم..الزوارى كان دائم التنقل بين تركيا وسوريا..وبيروت كانت آخر محطاته قبل اغتياله..رائحة الموساد تفوح والرأى العام التونسى يطالب الحكومة بالتحقيق

الإثنين، 19 ديسمبر 2016 07:22 م
جريمة قتل بصفاقس تكشف:"قسامى" فى تونس والدولة آخر من يعلم..الزوارى كان دائم التنقل بين تركيا وسوريا..وبيروت كانت آخر محطاته قبل اغتياله..رائحة الموساد تفوح والرأى العام التونسى يطالب الحكومة بالتحقيق محمد الزوارى قبل مقتله - كتائب القسام - الموساد
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدت الجريمة فى ساعاتها الأولى كعملية قتل عادية قد تكون نتجت عن خلل أمنى فى مدينه صفاقس التونسية، إلا أنه وعقب مرور الـ24 ساعة الأولى وإعلان هوية القتيل أصبحت قضية دولية تخللتها علاقات بين دول بالمنطقة وجماعات مسلحة.

 المهندس التونسى القتيل عضو سرى فى كتائب القسام

محمد الزوارى المهندس التونسى الذى لقى حتفه فى جريمة اغتيال بتونس منذ أيام كشف موته عن مفاجآت مدوية حول شخصيته، ولم تلبث القضية أن تحولت الى "قضية رأى عام فى تونس" بعد أن أعلنت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس الفلسطينية عن علاقاتها بالمهندس التونسى.

وأعلنت كتائب القسام فى بيان نشرته بعد يوم من مقتله أن الزوارى أحد أعضائها والتحق مبكرا فى صفوف كتائب "عز الدين القسام"، ووجهت أصابع الإتهام الى اسرائيل وأعتبرت أنها عملية اغتيال لأحد أعضائها، بل وتوعدت الكتائب بالإنتقام للمهندس الذى قدم لها دعما لوجستيا كثيرا، حيث كشفت أنه كان أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع "طائرات الأبابيل القسامية"، التى كان لها دور فى معركة "العصف المأكول" عام 2014.

وهى المعلومات التى أكد شقيقه رضوان الزواري، أنها كانت مفاجأة له قائلا "لم يكن محمد يحدثنا عن عمله مع كتائب القسام وتفاجئنا بذلك، فقد كان يسخر وقته للبحث العلمي، وتطوير مشاريعه التى تتعلق بموضوع الطائرات دون طيار، وغيرها من هواياته المفضلة".

الرأى العام التونسى يشتعل ضد عملية القتل 

بيان القسام أشعل الساحة التونسية وتعالت الأصوات المطالبة الحكومة بضرورة كشف غموض قتل المهندس التونسى، وتقديم توضيحات للرأى العام حول مدى اختراق الأجهزة الإستخباراتية الخارجية للساحة التونسية، ما دفع الحكومة التونسية الى عقد اجتماع عاجل أمس تناول الجهود التى تقوم  بها وزارة الداخلية لكشف الغموض.

وأصدرت رئاسة الحكومة بيانا مساء أمس أعلنت من خلاله أنه تبين تورط عناصر أجنبية فى اغتيال المهندس، وأكدت أن الدولة ملتزمة بتتبع الجناة داخل أرض الوطن وخارجه بكل الوسائل القانونية، وطبقا للمواثيق الدولية.

تفاصيل حياة المهندس التونسى الأربعينى  لم تخرج من تونس بل كشفت عنها أوساط المقاومة فى فلسطين ولبنان ووطنه آخر من يعلم، حيث أكدت صحيفة الأخبار اللبنانية القريبة من حزب الله أن الزوارى كان فى لبنان قبل مقتله بفترة وجيزة ومنها انتقل الى تركيا عائدا الى تونس قبل 5 أيام من مقتله.

حياة محمد الزوارى

وكان محمد الزوارى المهندس التونسى خلال دراسته قد أشرف على العمل الإسلامى لحركة النهضة بمعاهد صفاقس، وفى السنة الرابعة من الدراسة الجامعية تم اعتقاله أكثر من مره بتهمة الانتماء للحركة، وتمكن بعد الحكم عليه من الهروب إلى ليبيا عام 1991، حيث قضى بها 6 أشهر قبل أن يتنقل إلى سوريا، حيث قضى بها كذلك 6 أشهر وتزوج من زوجته السورية.

بعد ذلك طلب اللجوء السياسى لدى السودان، حيث أقام بها حوالى 6 سنوات، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية، حيث مكث بها شهراً واحداً قبل أن يعود إلى سوريا ليقيم بها، حيث عمل مع شركة فى الصيانة.

مع قيام الثورة التونسية والسورية عاد لتونس ليستقر فيها رفقة زوجته، حيث عمل كأستاذ جامعى بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وأسس مع عدد من طلبته وبعض الطيارين المتقاعدين نادى الطيران النموذجى بالجنوب.

وقالت الصحيفة اللبنانية أن أسلوب تنفيذ استهداف الزوارى مطابقة إلى حد كبير لطريقة اغتيال مسؤول «الوحدة الجوية» فى حزب الله حسان اللقيس، الذى اغتيل فى الضاحية الجنوبية لبيروت عام 2013.

الزوارى كان دائم التنقل بين تركيا وسوريا ولبنان

المعلومات التى نشرتها المقاومة اللبنانية والفلسطينية حول المهندس التونسى جميعها تؤكد أنه كان دائم التنقل بين دول هى فى مرحلة صدام وصراع، سوريا تركيا، وأكدت صحيفة المغرب اليومية أنه كان لديه قدره على الدخول إليها عبر الممرات الرسمية والقانونية دون ان يتعرض للمضايقات، وهو ما يثير الحيرة.

وأشارت الصحيفة الى أن تركيا التى قامت بمنع العشرات من التونسيين من الدخول الى أراضيها سمحت للرجل الذى يحمل فى جواز سفره تأشيرة سورية ولبنانية بالدخول والتنقل فى أراضيها وهى الخصم الصريح لنظام بشار الأسد، الذى يبدو أنه راض على الزوارى وسمح له بالدخول الى أراضيه فى أكثر من مناسبة لم يتضح هدفها.

الحادث يضع حكومة تونس بمأزق أمنى 

معطيات أن وقع تجميعها سوية تقدم صورة عن الرّجل الذى نشط فى شبابه بحركة النهضة قبل ان يغادر تونس فى فترة الحملة الامنية متجها الى الشرق ليستقرّ به ويرتبط بعلاقات مع فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ظلّ محافظا عليها بعد اندلاع الحرب السورية وبداية الصدام بين حركة حماس من جهة وسوريا وحزب الله وإيران من جهة ثانية.

الغموض وعلامات الاستفهام وإعلان الحكومة التونسية عن وجود عناصر أجنبية على علاقة بالقضية واتهامات المقاومة فى فلسطين ولبنان لإسرائيل بالضلوع فى عملية القتل يضع تونس فى مأزق أمنى، خاصة أنها بدأت تتعرض لضغط شعبى حيث نفذت جمعيات تونسية وعدد من نشطاء المجتمع المدنى وقفة احتجاجية طالبوا فيها الحكومة بسرعة الكشف عن الجريمة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة