الوطن والمواطن بينهما علاقة أبدية لا تنتهى ولا تتبدل، فالأول يرعى ويعطى ويربى ويمنح بلا عطاء والثانى يُحب ويعشق ويحمى ويدافع بلا مقابل، وقديما قالوا وطن لا نستطيع أن نحميه .. لا نستحق العيش فيه .
العلاقة إذن روحانية وروحية، فالوطن الذى ولدنا على أرضه وحبينا ودرجنا فى شوارعه وتعلمنا فى مدارسه، وعلقت فى ذاكرتنا أيام طفولية جميلة عشناه قبل أن نتحمل المسئولية، له الحق فى أن ندافع عنه بكل ما نستطيع، وهذا هو مربط الفرس، فلا أحد يستطيع أن يتخلى عن مسئوليته خصوصا فى تلك الأيام التى تحتاجنا مصر، مهما كان موقع الواحد منا، فهو مهم وهام ومفيد.
بداية من ربات المنازل وكبار السن والأطفال، مصر بحاجة إليهم فى وقت تتكالب عليها جهات عدة لتنال منها، الشجب والإنكار لما يحدث من الإرهابيين هذا دور، ويمتد الأمر لإبلاغ الجهات المسئولة عما نلاحظه من مشاهد قد تكون غريبة وغير منطقية من بعض الأشخاص.
ليس بالضرورة أن نكون جميعا جنود نحمل السلاح لكى نقول إننا نؤدى دورا مهما فى هذا الوطن العظيم، والحديث الذى رواه الصحابى الجليل أبى سعيد الخدرى خير برهان على ما أقول فعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان .
والدور المهم والأعظم هو للعامة قبل المثقفين من الكتاب والشعراء والساسة. فهم القلب النابض الذى يشعر ويتحمل ويتألم، ويحب بكل ما يملك، هم بالفعل القاعدة العريضة التى تستطيع أن تعطى بلا مقابل، لأنها تقدر وتعشق مصر وتحرس على مصلحتها، لأنها لا تملك إلا حب الوطن وليس عندها ما تخاف عليه من منصب سياسى أو اجتماعى أو حتى من المال.
العملية الإرهابية الأخيرة التى أزهقت أرواح الأخوة المسيحيين فى الكنيسة البطرسية، واجها الجميع برد فعل غاضب وهذا لا يكفى، فلا يجب أن ننتظر حدوث الكارثة حتى نتحرك، فعلى كل المستويات العامة و الحكومية لابد من الحيطة والحذر كى نضًيًع على من يخططون لهلاكنا فرصهم الذهبية من وجهة نظرهم .
المسئولية تضامنية وتاريخنا بداية من الثورة العرابية مرورا بثورة 25 يناير إلى ثورة يونيو، يثبت أننا على قدر المسئولية وإن اختلفت الأدوار فهى مطلوبة وعظيمة ومثمرة، وبالرغم من قلة ذات اليد إلا أن كل الشواهد تقول أننا فى الطريق الصحيح وبنظرة خاطفة لما حدث من حولنا ومقارنته بحال الجيش المصرى العظيم وبتماسكنا وثباتنا كشعب وبقاء ارضنا واحدة نستطيع أن نحمد الله على ما نحن فيه، ولسان حالنا يقول أن كل واحد منا هو جندى فى مكانة.
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
الله يرحمك
وطن لا نحمية لا نستحق العيش فية ، صحيح ورحم الله من قالها قبل اكثر من 15 سنة قولوا امين .