أكرم القصاص - علا الشافعي

مصطفى حامد يكتب : ميكانزمات الدفاع " 2"

السبت، 17 ديسمبر 2016 12:00 م
 مصطفى حامد يكتب : ميكانزمات الدفاع " 2" شخص متوتر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنا قد أشرنا من قبل أن الإنسان يتعرض لمثيرات قلق و توتر شبه يومى بل و لحظيا على أدق تعبير بحياته على كافة الصور والأشكال لذلك فهو يدافع عن راحته النفسية ضد تلك المثيرات بحرب ضروس حامية الوطيس دائما أبدا مستخدما بها عدة وعتاد تسمى ميكانزمات الدفاع و قد ذكرنا منها بالمقال السابق سلاح الإنكار وسلاح الإسقاط و عليها نكمل .. 
 

سلاح الانشطار:

وسيلة دفاعية، كما أشرنا يقسم الإنسان فيها البشر ما بين جيد و سيئ خيارين لا ثالث لهما و بالطبع يضع نفسه فى مصاف الأخيار و بعيد كل البعد عن مصاف الأشرار و قناعاته دائما أن هذه هى ذاته الحقيقية دون مبالغة منه أو تعظيم و على هذا، فالإنسان بهذا السلاح ينكر أن البشر مزيج بين عيوب و مميزات بين ركائز خيرة جميلة وبين ركائر شر و سوء فإدراكه الوحيد هو اللون الأسود أو اللون الأبيض.
 
وأنه ليس هناك لون رمادى ما بين اللونين فلا يجوز أن يكون هناك إنسان يحمل بين طيات جنباته مميزات وعيوب فإما إنسان كامل مكانه السيادة، يا إما إنسان ناقص مكانه الطاعة، وجدير بالذكر أن هذا السلاح خطير فى فرط استخدامه، لأن الإنسان مع الوقت ينصب نفسه الحاكم بأمره بين البشر له الولاية المطلقة بينهم يقسمهم وفقا لقناعاته يمن بالجنان العلى على مريدى فكره وطريقته ويزج الأشرار بنار الجحيم متعمقا فى عدم تقبل الآخر بعيدا عن تقبل أى رؤية مغايرة لرؤيته معظم لنفسه مريض بالنهايه بحب الذات و جنون العظمة.
 

سلاح إزاحة الغضب: 

سلاح خطير لا يحمد عقباه و لا يحمد ما يترتب على استخدامه فمالك بفرط استخدامه ، حيث يقوم الإنسان باختزان الطاقة الانفعالية الغاضبه الناتجه عن تعرضه لمثير مقلق بشكل شديد ثم إخراجها فى غير موضعها فيما بعد فتعرض النسيج النفسى للإنسان لمثيرات شديده التوتر أمر شائع و محاربته لها فى نفس لحظات الإصابه أمر طبيعى ولكنه يضطر أحيانا لتأجيل المواجهة لاعتبارات خارجة عن إرداته يكمن معظمها بالمسئوليات الملقاة على كاتفه وبهذا التأجيل ينتهى المثير مع الوقت ولكن لا تنتهى أثاره فتبدأ المواجهة المحملة بتلك الطاقات المخزنة لمثير آخر لا تستدعى تماما مواجهته هذه الطاقات بل وأحيانا لا يكون هناك مثير من الأساس ولكن تلك الطاقات تمزق نسيج النفس كثورة العبيد على السيد من أجل الحرية، فلابد وأن تخرج للنور وإلا مزقت النسيج النفسى كما أشرنا حتى ينزف دما، فحينما يخرج الغضب خاصة بوجه الأحباء والأهل ينهى علاقات بل ويدمرها أحيانا فهذا السلاح يريح الإنسان لحظات و لكنه فى المعتاد يجعله يندم سنين، ونكمل حديثنا فيما بعد بأمر الله عز وجل .
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة