كشف تحقيق أجرته صحيفتى "أنديانا بوليس ستار" و"يو إس إيه توداى" الأمريكيتين عن أن 368 لاعبة جمباز على الأقل زعمت تعرضهن للاعتداء الجنسى بصالات رياضية مرموقة بالولايات المتحدة الأمريكية خلال الـ20 عامًا الماضيين.
ومن خلال التدقيق فى ملفات الشرطة والوثائق القضائية، رصدت الصحيفتان مئات الانتهاكات الجنسية التى ارتكبت بواسطة 115 مدربا وبالغا يعملون فى صالات الجمباز مع ضحايا أغلبهن فتيات قاصرات، فمنهن من شعرن بالذنب والحرج مما منعهن من الإبلاغ عن الانتهاكات.
كما سلَّط التحقيق الضوء على الفشل المنهجى فى التعامل مع المدربين المتهمين، الذين تمكنوا من استعادة عضويتهم فى الهيئة الوطنية للجمباز فى الولايات المتحدة الأمريكية USA Gymnastics أو الانتقال للعمل فى صالات ألعاب رياضية أخرى بعد ارتكاب جريمتهم.
فقام المدرب السابق "جيفرى بتمان" بتثبيت كاميرات سرية فى غرف ملابس اللاعبات بصالات فى أوريجون وكاليفورنيا، وقام بتسجيل 469 مقطع فيديو لـ49 لاعبة جمباز تراوحت أعمارهن ما بين 8 إلى 16 عاما، يقبع "بتمان" حاليًا فى السجن لمدة 25 عامًا بتهم تسجيل مواد إباحية خاصة بالأطفال، وبالرغم من طرد "بتمان" من صالتين على الأقل بسبب "تصرفاته الغريبة" تمكن من العمل فى الهيئة الوطنية للجمباز فى الولايات المتحدة الأمريكية.
المدرب جيفرى بتمان يحتضن إحدى اللاعبات
وفى ميشيجان، أدين المدرب "فيليب بايج بيشوب" فى العام 2010 بتهم ارتكاب الدرجة الثانية من السلوك الإجرامى بعد أن تحرش بفتاة عمرها 10 سنوات، وفى ولاية كاليفورنيا، أدين طبيب الأسنان ومدرب الجمباز "ديفيد ريكفام" فى عام 2012 لتحرشهما بلاعبتين كانتا تعيشان معه وزوجته، إذ قالت إحداهن إنه اغتصبها فى سن الـ13.
وفى العام 2015، انتحر المدرب الأولمبى السابق "مارفن شارب" بالسجن بعد أن تم اكتشاف تدبيره لجلسات تصوير غير مشروعة يجعل خلالهن الفتيات المتدربات يقفن عاريات كاشفات لأعضائهن التناسلية.
المدرب مارفن شارب انتحر فى السجن بعد اتهامه بتصوير اللاعبات القاصرات عاريات
وأضاف التقرير أن بعض الضحايا كن ينظرن للمدربين باعتبارهم آباء لهن، مما جعلهن يحرصن على إرضائهم حتى وإن كان ذلك يعنى استسلامهن لمطالبهم الجنسية، فأقنع المدرب السابق "كريستوفر ويجنير" لاعبة تبلغ من العمر 14 عامًا بولاية تكساس أنه يخوض علاقة عاطفية شرعية مع البالغين المناط به رعايتهم.
وألقى القبض على "كينيث أرنولد" عضو الهيئة الوطنية للجمباز بسبب ملامسته الأعضاء التناسلية لفتيات صغيرات فى صالة رياضية بانديانا، بالرغم من عدم مواجهته لتهم التحرش بأطفال، وعجز التحقيق عن تحديد أعداد الضحايا والمدربين المتهمين بسبب تكتم الهيئة الوطنية للجمباز فى الولايات المتحدة الأمريكية عن الكشف عن المعلومات الخاصة بالاعتداءات الجنسية.
وقالت "نانسى هوجشيد" – سباحة أولمبية سابقة- فى تصريحات لصحيفة "أنديانا بوليس ستار" إن المدربين يتم تعيينهم أكثر من مرة فى أماكن مختلفة بكل سهولة وينتشر الاعتداء الجنسى "بسبب شعور الضحايا بالحرج عن التحدث عنه ويلتزمن الصمت حوله".
فيما صرحت الهيئة الوطنية للجمباز بأمريكا للصحيفة قائلة: "إننا نشعر بالحزن لأى ضرر يصيب أى رياضى خلال حياته المهنية بالجمباز.. وأنه لا يوجد هناك ما هو أكثر أهمية للهيئة من حماية الرياضيين والذى يتطلب اليقظة المستمرة من قبل الجميع- المدربين والرياضيين وأولياء الأمور والإداريين والمسئولين".
ودافعت الهيئة عن نفسها قائلة إنها حاولت مكافحة الأزمة من خلال تنفيذ تحريات جنائية عن المدربين قبل تعيينهم، ونشر أسماء المدربين الممنوعين من المشاركة فى المسابقات وتوفير مواد توعوية للأعضاء بصالات الرياضة التابعة لهم، ولكن الصحيفة الأمريكية أشارت فى نتائج تحقيقها إلى اهتمام الهيئة الوطنية فقط بالمواد التعليمية بدلًا من تطبيق القانون، ما أدى لانتشار الظاهرة لتكون بمثابة ادعاء كل 20 يومًا خلال العقدين الماضيين.
وفى ذلك السياق، أوضحت نتائج التحقيق وجود تضارب مصالح فيما يخص إعلان مالكى صالات الجمباز عن مثل هذه الانتهاكات الجنسية خوفًا على أعمالهم، حيث يكتفى البعض بإقالة المتهمين دون تحذير الصالات الأخرى من تعيينهم.
وخلال الأسبوع الماضى، ألقت الشرطة القبض على "جوزيف هانون"- 21 عامًا- بسبب ادعاء باعتدائه جنسيًا على فتاة تبلغ من العمر 9 سنوات فى إحدى الصالات الرياضية التابعة للهيئة الوطنية للجمباز بولاية إلينوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة