د.مصطفى النادى يكتب: عصابات المافيا والتنظيمات الإرهابية وجهان لعملة واحدة

الجمعة، 16 ديسمبر 2016 10:00 م
د.مصطفى النادى يكتب: عصابات المافيا والتنظيمات الإرهابية وجهان لعملة واحدة ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشبه بين الإرهاب والمافيا ليس فقط فى أن كليهما خارج على القانون، ويستخدم العنف والقتل وتهديد المواطنين المسالمين، لكن أيضا يجمعهما أن المنظمات التابعة للمافيا أو التى تمارس الإرهاب أصبحت ترتبط ببعضها فى إطار عمليات تبادل مصالح ومنافع وتنسيق، فكما أن هناك الآن شبكة دولية لعصابات المافيا، غالبا هناك أيضا شبكة دولية تجمع المنظمات الإرهابية فى مختلف الدول معا وتحت مظلة واحدة ،وهناك نوع من التطابق بين طريقة تفكير وإدارة كل منهما لأنشطتهما.
 
ومن المحتمل أن العصابات الإرهابية على اتصال بعصابات المافيا لتوفير السيولة المالية لتنفيذ عملياتهم، بالإضافة إلى لجوءهم لعمليات غسيل أموال كبرى مع المافيا، وقد أكدت هذه المعلومات العديد من الأجهزة الاستخباراتية لعدة دول عربية وأجنبية خلال الأعوام الماضية.
 
فالعلاقة بين عصابات المافيا والجماعات الإرهابية ممتدة ومتشعبة، ومن ثم لابد من تغير تكتيك التتبع والمراقبة، للتوصل إلى هذه العصابات والوصول إلى طرق تمويلها ومصادرات ملايين الدولارات قبل وصولها إلى الخلايا الإرهابية، بعد أن أصبح واضحا للجميع أن المافيا والعصابات الإرهابية وجهان لعملة واحدة.
 
إن العصابات الإرهابية تتاجر مع المافيا فى المخدرات والآثار والسلاح والبشر أيضا، والمافيا تتولى عمليات تهريب عناصر تلك الجماعات الإرهابية بين الدول المختلفة وتوفر السيولة إلى الخلايا الصغيرة منها فى أغلب دول أوروبا وشمال إفريقيا.
 
لذلك الحل يكمن فى غلق خطوط النقل أمام المافيا وضبط عناصرها النشطة فى جميع الدول، لشل حركة الخلايا الإرهابية فى أغلب الدول، خاصة أوروبا وشمال إفريقيا، واتباع هذا التكتيك من المحتمل أن يحقق نجاحاً لا بأس به.
 
فالمنظمات الإرهابية أصبحت تعمل كعصابات المافيا بنوع من التنسيق وتبادل أوجه التعاون فيما بينها فى المناطق التى ترتكب فيها العمليات الإرهابية، وهو ما ظهر واضحا فى سوريا، تركيا، فرنسا، بلجيكا ومصر. ففى كل منهما أعلنت منظمات إرهابية عن نفسها، وهى منظمات معظمها تضم عناصر أجنبية تسللت إلى هذه الدول، بل إن كثيرا من هذه المنظمات توجد بنفس الأسماء فى كل واحدة من هذه الدول، فعلى سبيل المثال نجد منظمة مثل داعش موجودة فى سوريا ولكن بدأ يظهر لها أنصار فى سيناء وعمليات إرهابية فى فرنسا وبلجيكا وغيرها من الدول، وجميع هذه المنظمات مرتبطة بتنظيم القاعدة وعلى اتصال بها سواء من ناحية تجنيد أفراد جدد أو تسهيل عمليات التمويل.
 
فمن الواضح أن جميع هذه المنظمات الإرهابية ترتبط مع بعضها فيما يشبه شبكة دولية للإرهاب، وهو نفس ما اكتشفته دول الاتحاد الأوروبى بالنسبة لنشاط المافيا وعلاقاتها بعصابات أخرى للمافيا فى دول أوروبية أخرى. 
 
وهناك مظاهر أخرى للتشابه بين المافيا والمنظمات الإرهابية، منها استخدام كل منهما العنف وارتكاب جرائم القتل والنهب، واقتراب بعض أفرادها من العمل السياسى سواء بدعم شخصيات سياسية معينة أو بتسريب عناصر غير معروف عنها انتمائها لهذه المنظمات نحو الاشتغال بالسياسية، وأكبر مثال على ذلك هو التحكم الكامل للمافيا على الحكم والحياة السياسية بالمكسيك، وفى روما توجد عصابات المافيا فى جنوب إيطاليا والتى تفرض سيطرتها عن طريق البلطجة فى العاصمة روما، وهكذا هو الحال مع المافيا الموجودة فى اسبانيا وإسكتلندا وألمانيا وفرنسا وهولندا وغيرها.
 
فلابد للمجتمع الدولى من إصدار قوانين مشددة لملاحقة هذه العصابات ومكافحة الإرهاب، على أساس أن كليهما يمثل شكلا من أشكال الجريمة المنظمة.
 
المافيا والعصابات والإرهاب فى الدول السابق ذكرها فى هذه المقالة ودول أخرى مثل روسيا والصين وألبانيا، هى منظمات لا تحترم القانون ولا تعمل به، وتهدد أمن الدولة.
 
فعصابات المافيا والجماعات الارهابية تمارس نشاطها داخل هذه الدول وكأنها دولة فى الظل أو دولة داخل الدولة، فهى تدفع بأعضاء منها للتسلل داخل مجال السياسات المحلية وتتمكن من السيطرة على بعض المناطق عن طريق التهديد واستخدام العنف.
 
فهل ينقلب السحر على الساحر، وتقوم عصابات المافيا بمقاتلة الجماعات الإرهابية فى حال توغل الأخيرة فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ؟
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة