صارت عبارة تجديد الخطاب الدينى، ومحاولة تنقية كتب التراث مما علق بها من أراء شاذة أو مخالفة للإسلام، صارت حرثاً فى البحر. والعجيب فى الأمر أننا بتنا نتساءل من أين أتى إلينا التعصب والتشدد؟!، وأصابتنا الدهشة عن واقعة السلفى الذى غطى تمثال المطربة "أم كلثوم"، بالنقاب منذ سنوات قليلة! وآخر قد دعا إلى طمس وجوه التماثيل وتغطيتها بالشمع! ولا ندرى أنه لا تزال المؤلفات التعليمية، التى منها يستقى أطفالنا الدين الحنيف لا تراعى الزمن الذى نعيشه - فقه الواقع .
فى منهج مادة الدين الإسلامى للشهادة الإعدادية درس عن علاقة الإسلام بالثقافة والفنون، والحق يقال إنه تناول الثقافة والفنون من غناء وموسيقى وقصة وشعر ومقال تناولاً معتدلاً، أما بخصوص تناوله موضوع اقتناء التماثيل أو صناعتها، فإن القائمين على هذا الدرس قد اختاروا التشدد والتعصب ناهيك عن خيانة الأمانة العلمية فيما يخص رأى الإسلام حول التماثيل؛ فقد حرموها نهائيا ومطلقا دون ذكر بعض الأراء التى تخالف التحريم المطلق، وهنا أنقل إليكم المكتوب بالكتاب المدرسى بحذافيره (أما فيما يتعلق بصناعة المجسمات "التماثيل"، فالعلماء متفقون على حرمة اقتنائها؛ لأنها رجس من عمل الشيطان، يجب البعد عنه).
فقد أفتى الدكتور على جمعة بجواز صناعتها واقتنائها فى بعض الحالات كالدراسة العلمية والنفسية ،كما أفتى كل من الإمام محمد عبده والدكتور عبد الصبور شاهين والدكتور محمد عمارة بجواز اقتنائها سواء للزينة أو للدراسات العلمية .
كما أن سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام، قد سخر الله له الجن كى يصنعوا له تماثيل، ولو كان فِعلُ ذلك محرما لنهاه الله عن ذلك .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة