أزمة حقيقة يعيشها أهالى الأطفال المصابون بضمور فى خلايا المخ بمحافظة الغربية بعدما زادت عليهم الأعباء المالية والنفسية، وتجاهلتهم الحكومة فى الشارع بعد وصولهم سن 6 سنوات. وطردوهم من التأمين الصحى على الأطفال ، على أمل اللحاق بتأمين المدارس ، فى الوقت الذى رفضتهم مدارس التربية الفكرية بالغربية لعدم مطابقة الشروط واللوائح ، وأصبح الأطفال فى الشارع بلا علاج أو رعاية صحية وعجز أهلهم عن توفير ثمن العلاج.
الطفل محمد أحمد السحيمى
أطفال بالعشرات وحالات مأساوية وقصص درامية يندى لها الجبين وتبكى لها العيون "عجز ومرض وفقر" ثالوث وحشى مزمن اجتمع على أهالى هؤلاء الأطفال شعور بالعجز والقهر والضغط النفسى كفيل أن يسود الدنيا فى عيونهم، وكلما تألم الأطفال وزاد العجز عن توفير ثمن العلاج كلما تمنى أهلهم الموت هربا من الواقع، حرموا من زينة البنون وعجزوا عن علاجهم .
ويُعتبر ضمور المخ كما عرفه الأطباء من أكثر الإعاقات شيوعاً لدى الأطفال؛ وهو ما يُسمّى مرض الشلل الدماغى الّذى يُسبّب تلفاً فى خلايا المخ فى أولى مراحل نمو الطفل، ويؤدّى إلى ضمور فى المخ من حيث القصور والحجم والأداء الوظيفى، وبالتالى فإنّه يؤدى للعجز الوظيفى لأعضاء الجسم فهو الذى يسيطر بشكل مباشر على نمو الجزء التالف فى الدماغ وحركته، وهناك تفاوت فى شدّة أعراض الشلل الدماغى وحدّتها؛ حيث إنّها قد تكون بسيطةً أو ربما خطيرة، وذلك يعتمد على حجم التلف وأيضاً موقعه.
السحيمى مصاب بالضمور
وقام العشرات من أولياء أمور الأطفال بإرسال العديد من الاستغاثات إلى وزير التربية والتعليم ومحافظة الغربية لإنقاذهم بعدما رفضتهم مدارس التربية الفكرية بالمحافظة بحجة عدم مطابقتهم للشروط واللوائح المنظمة لعمل المدارس على حد تعبير المسئولين بها وعجزوا عن توفير العلاج الذى يتجاوز آلاف الجنيهات شهريا فى الوقت الذى لا يجد فيه أولياء أمورهم قوت يومهم فجميعهم عمال من الطبقة الفقير التى تحصل على غذائها يوما بيوم.
"اليوم السابع " التقى بعدد من أولياء الأمور ليحكوا المأساة والمعاناة التى يعانون منها والقضية التى تتلخص فى عدم حصولهم على علاج تأمين صحى للأطفال بعد بلوغ سن 6 سنوات، ورفض مدارس التربية الفكرية دخولهم للحصول على بطاقة تأمين المدارس، وبالتالى يحتاجون آلاف الجنيهات شهريا وهم لا يقدرون عليها.
نجلة دحروج محرومة من العلاج
الطفلة "نورهان محمد سعيد" طفلة عمرها 10 سنوات من قرية إخناواى دائرة مركز طنطا ، منذ ولادتها وهى تعانى صراعا مريرا مع ضنك العيش، وقلة فرص العلاج، وغلاء ثمن الأدوية التى لا يقوى الأب على توفيرها.
وأكدت جميع التقارير الطبية الصادرة من اللجان الطبية أن الطفلة تعانى من ضمور فى خلايا المخ، وتصل نسبة العجز لأكثر من 50% ولا تقوى على الحركة ولا الكلام.
وقال محمد سعيد والد الطفلة نورهان أعمل صنايعى بلاط باليومية، وقوت يومى لا يكفى لعلاج "ابنتى"، وزوجتى لا تعمل بسبب ارتباطها بالبنت طوال الوقت، فهى لا تقوى على الحركة وتعتمد على والدتها فى كل شىء ولا أقوى علا العلاج والمدرسة ترفض التحاق بنتى بها بسبب أن نسبة العجز تعديت 50%.
نجلة محروج مصابة بالمرض المكلف
محمد أحمد السحيمى طفل آخر مصاب بضمور المخ، قصة أخرى ومعاناة حقيقية يرويها والد محمد قائلا كل المستشفيات فى المحافظة رفضت علاج ابنى "عشان ملهوش بطاقة تأمين صحى" ورفضتنا المؤسسات الحكومية بعد بلوغه 6 سنوات، وطالبونا ببطاقة علاجية، والولد لم يتمكن من الالتحاق بالمدرسة الفكرية لأن إصابته أكثر من الشروط الموضوعة، والحكومة تتجاهل مطالبنا بفتح فصول خاصة بأبنائنا.
وأضاف أحمد السحيمى والد الطفل أن علاج ابنه غير موجود بالتأمين الصحى وخاصة الحقنة التى يصل ثمنها لأكثر من 1500 جنيه كعلاج دورى ثابت.
وناشد والد محمد كل المسئولين بالنظر فى أمر ابنه وأمثاله بالعشرات فى الغربية قائلا حرام يرمونا فى الشارع بلا تأمين ولا علاج مش عايزين تعليم لولادنا بس وفروا التأمين الصحى وارحمونا من القهر .
محمد دحروج ولى أمر طفلة مصابة هى الأخرى بالمرض اللعين المسمى بضمور المخ يؤكد أنه لا يستطيع توفير قوت يومه وأكل عياله متسائلا هل أستطيع توفير علاج بآلاف الجنيهات، وقال إن مدارس التربية الفكرية رفضت دخول ابنتى لعمل بطاقة علاج، ووزارة الصحة تتجاهلنا ووزارة التربية والتعليم ترفض حل الأزمة بحجة اللوائح.
وطالب أولياء الأمور من وزير التربية والتعليم بحل أزمة أبنائهم وقبول أوراقهم فى المدرسة الفكرية للحصول على بطاقة التأمين الصحى وتوفير العلاج الذى عجزوا عليه، ورحمتهم من قسوة الزمن وغلاء الأسعار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة