سعيد الشحات

الكاتدرائية رمزنا الوطنى

الإثنين، 12 ديسمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يفرق الإرهاب الأسود بين جندى ومدنى، وبين مسلم ومسيحى، وبين مؤمن وملحد، وبين رجل وامرأة، وبين طفل وشيخ، فالأصل عند منفذى العمليات الإرهابية الجبناء هو دم يسيل، ومصابون قد يعيشون باقى حياتهم بعاهات مستديمة، وأسر قد تفقد عائلها فتعيش حزنا ممتدا ومقيما فى القلوب.
 
لا يريد الإرهابيون وطنا مستقرا، ولا يريدون بلدا آمنا، ولا يريدون تقدما وازدهارا، ولا يريدون نهضة، ولهذا فإن عقدهم مع شيطان قتل الأبرياء، هو عقد أبدى، والجريمة الإرهابية التى وقعت أمس فى الكاتدرائية الأرثوذكسية بالعباسية هى تنفيذ حرفى لهذا العقد، هى تنفيذ حرفى لكل الذين يخططون لمصر ألا تكون وطنا مستقرا وبلدا آمنا، يناضل أبناؤه من أجل تقدمه وازدهاره ونهضته، هى تنفيذ حرفى لمخططات إثارة الفوضى.
 
التفجير داخل الكاتدرائية لا يقف فى أهدافه على سقوط شهداء بفعل الإرهاب الأسود، فيزداد الذعر فى الجبهة الداخلية، وإنما هو يحمل رسائل خبيثة إلى الداخل والخارج، رسائل تقول فى مجملها: إن الحادث يقع فى أكبر مقر دينى للمسيحيين، فهل تصدقون أن الأماكن الأخرى فى مصر مؤمنة؟
 
رسائل ليست إلى الحكومات وفقط، وإنما إلى شعوب العالم بمنظماته المدنية ومؤسساته الاقتصادية، وذلك لضرب كل المحاولات التى تتعزز فى الفترة الأخيرة لإعادة تدفق السياح إلى مصر، بما يعنى أن مصر أصبحت بلدا آمنا ومستقرا ليس للإرهاب فيه كلمة ولا فرصة.
 
رسائل تريد القول بأن الضحايا من المسيحيين وفى توقيت يحتفلون فيه بعيدهم الأسبوعى، وبالتالى فإن مصر ليست بلدا آمنا من الناحية الطائفية، وهناك أغلبية دينية تقهر أقلية دينية أخرى، وهذا أمر فشل فيه المتربصون بمصر منذ أن كانت تحت الاحتلال الإنجليزى عام 1882، ومع ذلك لا ينساه الفاشلون، فيقومون باستدعائه وينسون أن مصر ليست بلدا كرتونيا، كالآخرين الذين يخططون لها فى الخفاء.
 
الجريمة ليست بعيدة عما يحدث فى محيطنا الإقليمى، وقبل أيام قلت إن بشائر هزيمة الإرهاب فى سوريا ربما يصاحبه تنشيط فى العمليات الإرهابية فى أكثر من مكان، ومن بينها مصر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة