أكرم القصاص - علا الشافعي

د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: ذكرى ميلاد الهادى نبراسًا يضئ لنا الطريق

الأحد، 11 ديسمبر 2016 02:00 م
د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: ذكرى ميلاد الهادى نبراسًا يضئ لنا الطريق مظاهر الاحتفال بالمولد النبوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتنسم الكون هذه الأيام ذكرى ميلاد أعظم الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذى كان مولده رحمة للعالمين، وبعثته هدى للحائرين.
 
 
كانت الدنيا بأسرها قبل مولده تعيش فى ظلمات دامسة، وشقاء ما بعده شقاء، حال الجزيرة العربية قتال وتناحر بين القبائل وصراعات وعادات مذمومة، من شرب للخمر ووأد للبنات، ولعب للميسر، حتى جاء الرسول الهادى بأعظم رسالة وأفضل قيم ومبادئ، غير وجه الأرض بدعوته، جاءت رسالته رحمة للعالمين ومولده سعادة للبشر، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مستحق للتعظيم والتبجيل لا تكفيه مجلدات لوصف سيرته العطرة من مولده لوفاته، مهما بذلنا من جهد، فقد كانت ولادته بشارة خير وهداية وفلاح للبشرية كلها، وفخرا لأمة العرب التى شرفها الله باختيارها، ليبعث خاتم الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
 
 
ولد الهادى البشير فى الثانى عشر من شهر ربيع الأول الذى يوافق عام الفيل، حينما حاول إبرهة الحبشى هدم الكعبة ورجع خالى الوفاض صفر اليدين. لقد كانت مكة على موعد مع حدث عظيم كان له تأثيره فى مسيرة البشرية وحياة البشر، وسيظل يشرق بنوره على الكون ويرشد بهداه الحائرين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لم يكتب لأحد من البشر الخلود والعظمة ما كتب لصاحب النسب الشريف صلى الله عليه وسلم، فهو من أشرف القبائل وأعظمها نسبًا، وأفضل الخلق على الإطلاق صلى الله عليه وسلم.
 
 
وتحكى كتب السيرة حدوث معجزات يوم مولده، منها أن أمه السيدة آمنة بنت وهب حين حملت فيه رأت نورا يخرج منها أضاء لها قصور بصرى من أرض الشام، وقالت والله ما رأيت من حمل قط أخف ولا أيسر منه، كذلك الليلة التى ولد فيها رسول الله تصدع إيوان كسرى وسقطت منه أربعة عشر شرفة، أيضا غاضت بحيرة ساوه، وخمدت نار الفرس، وتهاوت الأصنام التى حول الكعبة.
 
 
إن ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم يمثل علامة فارقة فى تاريخ البشرية، وستظل الذكرى العطرة لمولده تمثل روحًا متوقدة تدفع الناس للاقتداء به صلى الله عليه وسلم. لأننا لنا فى رسول الله قدوة حسنة، تتجدد الذكرى ويتجدد معها الأمل فى مستقبل مشرق، فى اتباع صاحب الذكرى العطرة فى أقواله وأفعاله.
 
 
إن ميلاد الرسول ليس للاحتفال الشكلى وأكل الحلوى فقط، بل تذكر أفعاله والتمسك بسنته والسير على دربه، والتأسى بحياته والعمل بسنته. لقد كانت حياة الرسول نموذجًا يحتذى به، حياته كانت قدوة واقعية لمن أراد النجاة، حياته كانت هدى ونورا لكل سالك، ولكل من يرد أن يسير الله منهج الله. لا نريد الاحتفال يوم واحد فقط بل طوال الحياة ستظل ذكرى ميلاد الهادى نبراسًا يضىء لنا الطريق. اللهم صلى وسلم عليك يا رسول الله يا خير مما جاهد فى الله حق جهاده وخير من بلغ الرسالة ونصح الأمة وكشف الغمة، وتركنا على المحاجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، هيا بنا نجدد العهد فى التمسك بسنة الحبيب، و اقتفاء أثره و الاهتداء بمنهجه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة