حنان عمار تكتب: الاحتفال بالمولد النبوى وحكايات من التاريخ

الأحد، 11 ديسمبر 2016 10:00 ص
حنان عمار تكتب: الاحتفال بالمولد النبوى وحكايات من التاريخ حلوى المولد النبوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأ الاحتفال بالمولد النبوى فى مصر الإسلامية فى عصر الخلافة الفاطمية (358-567هـ)، وأصبح تقليدًا راسخًا فى العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية على التوالى، واستمر لزمننا هذا.

 

 كانت مظاهر الاحتفال فى العصر الفاطمى تمزج بين الطابع الكرنفالى الحياتى، والطابع الروحى، والطابع الكرنفالى، تلك المظاهر التى أصبحت بمثابة عادات وتقاليد مثل حلوى المولد (على رأسها عروسة المولد والحصان، وأنواع الحلويات من السمسمية والفولية والمشبك، وست الحسن وأصابع زينب، حلويات مشهورة فى العصور الإسلامية؛ كان الناس يجتمعون بشكل جماعى يقرأون سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فى المساجد طوال شهر ربيع الأول، وفى العصور الحديثة كان يتم إنشاد قصيدة بردة المديح المباركة التى صاغها البوصيرى، وهى تحفة أدبية رائعة تلخص بشكل جميل سيرة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، والتى عارضها شوقى برائعته نهج البردة، وغنتها كوكب الشرق.

 

 كان الخلفاء الفاطميون يقيمون الموائد الفاخرة فى تلك المناسبة، ويتلقون التهانى والتبريكات، لأن الدولة الفاطمية كانت دولة رفاهية بامتياز بسبب تحسن الوضع الاقتصادى وتوفير الفائض المنهوب لصالح مركز الخلافة فى بغداد، استمر ذلك للفترة الأولى لعصر المستنصر وبعدها بدأت الدولة تعانى من جراء الأزمات الاقتصادية والمجاعات والأوبئة، أشهرها الشدة المستنصرية دامت حوالى سبع سنوات، أكل الناس بعضهم بعض كما يصف المؤرخون‫؛ فكان المولد من المناسبات الجميلة، وكان يشكل فرصة لعودة روح التعاون والتعاضد والتماسك فى المجتمع، خاصة الفقراء والمحتاجين، وكان له مذاق خاص، وللحلوى طعم ومذاق جميل امتزج بعبق التاريخ، وعظمة مصر الفاطمية، التى لازالت آثارها تشهد بذلك حتى اللحظة.

 

 توالت العصور، وظل المولد النبوى، وظلت فرحته خاصة لدى الأطفال بالحلوى (عروسة المولد والحصان) ليحتفل الناس وليأكلوا لقمة القاضى والحلوى، مسلمون ومسيحيون، ومن الأكلات التى تعرف عليها المصرى فى المولد النبوى كالفول النابت، والذى يمتاز بطعم خاص فى تلك المناسبة بالعيش الشمسى، ولليله الأخيرة احتفال وطقوس خاصة لدى الريف والحضر، يطوف الشوارع مجموعات من الشباب يحملون الرايات المزركشة والزينة وجريد النخل الأخضر، ينتمون للطرق الرفاعية والشاذلية، ورغم أنف مشايخ الفضائيات الذين يرون أن ذلك بدعة، تبقى مصر محتفظة بموروثها الثقافى الدينى والشعبى؛ وفى ظل موجة الغلاء التى ضربت مصر على القادرين إهداء الحلوى للفقراء وإدخال السرور عليهم فى تلك المناسبة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

المهندس توفيق ميخائيل

الأستاذه حنان عمار

تحياتي - كل سنه وانتي طيبه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة