يارا أمين النجار تكتب : واستسلمت للقدر الحزين

السبت، 10 ديسمبر 2016 06:00 م
يارا أمين النجار تكتب : واستسلمت للقدر الحزين أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يصرفنى عن الحديث مع صديقتى إلا صوت عجلات عربة الشاى التى يهتز من فوقها كل ما عليها خوفا ورعبا من خطا الصغيرة ابنة الثامنة الخادمة .. نهضت أساعدها شفقة بها نظرت إلى بعينين غائرتين بعمقهما رحلة طويلة من الشقاء والعذاب بدايته الغربة ونهايته مجهولة لن تخطها إلا الأيام .. تقدمت الخادمة تعد الشاى بأصابع صغيرة أمثالها من أولادنا يلعبون بالجيتار والكمبيوتر أين تلك الصغيرة من عالم الطفولة؟.. ثرت على صديقتى اتهمتها باغتصاب طفولة الخادمة وانتهاك آدميتها ولعنت الأيام .. ردت صديقتى (لا عليك لها ثمانية أشقاء منهم خمسة فتيات يعملن مثلها) واخترتها صغيرة لتقيم عندى طويلا وقصت على قصة (سلمييييييييي) التى جاء بها تاجر الخادمات.

 

انصرفت عن صديقتى وثورتى لا تهدأ أمسكت بالقلم لأجرى تحقيقا عن الطفولة والبراءة واختلاط الحملان بقطعان الذئاب ومزج السموم بالعقاقير حتى صار البعض مزيجا ناريا أحمق ضاعت المعانى انقلبت الموازين انتظرت انصار قوانين الطفولة وسن عملها بحثت عن صدى كلماتى حتى لا تنام الحقيقة على أنين الصغار لم أجد أحدا يتحرك مرت الايام لأتيقن أن تاجر الخادمات له قوى تسانده فلا تخلو منازل الكبار من صغيرات التاجر .. اهاتى المثقله بهموم الالم الاخرين اهلكت جسدى لم تنقذنى التجارب ولا شرر الاحتكاك بالجديد الغريب من انماط البشر العجيبه فى الزمن الردىء احسست بانى اقدم اعصابى وقواى قربانا لقيم وهمية والرحيل لكوكب آخر، حيث لا يرحب بالغرباء امر مستحيل والخروج من الدائرة يعنى القذف بالحجارة والنظر بعيدا عن الإطار المذهب اللامع لصوره لا تتغير مرضت بخيالات مدينة أفلاطون وأرسطو فشل الدواء تأخر الشفاء شلت حركتى لم أقو على أداء واجباتى وخدمه نفسى فكرت كثيرا حتى استسلمت للقدر الحزين وجدت اصابعى الكبيره تدير قرص التليفون المستدير طالبه رقم تاجر الخادمات وقلت له أريد شغالة بشرط (ان تكون فى عمر سلمي) هكذا استسلمت للقدر الحزين .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة