تناولت ندوة "أدب الجريمة والتشويق" التى نظمها معرض الشارقة الدولى للكتاب فى "ملتقى الأدب"، أبرز الملامح التى يتشكل فيها أدب الجريمة، وتزامن ظهوره مع عصر المدينة، حيث شارك فى الندوة أستاذة الطب النفسى للحوامل فى جامعة ملبورن، آنى بويست، والروائى الباكستانى المتخصص فى روايات التشويق عمر شهيد حميد، والدكتور والباحث الجنائى فى شرطة الشارقة، ممدوح عبد الحميد عبد المطلب، وأدارها محمد أبو عرب.
وتوقفت الندوة عند أربعة محاور رئيسية تكشف ملامح أدب الجريمة فى التاريخ الإبداعى المعاصر، حيث استعرض المشاركون دور الجثة فى العمل الروائى الأدبى ودورها فى تحريك مجريات العمل الإبداعى، والتفسيرات النفسية التى تتشكل لدى الإنسان حين يواجه جثة، والأدلة التى يمكن أن تقدمها الجثة للباحث الجنائى الشرطى.
وأكد المتحدثون أن الجثة فى العمل الروائى هى المحور الذى تدور حوله الأحداث، ومنها تتفرع الحكاية، وتأخذ شكلها، إذ غالباً ما تتكون الأعمال الأدبية المشوقة حول عمليات قتل، إذ ظل فك لغز الجريمة واحدة من القضايا التى تجذب القراء، وتدفعهم لمواصلة القراءة، للوصول إلى نتائج فى بحوثهم عن الجانى أو المجرم.
واعتبر المتحدثون أنه إلى جانب الأثر النفسى الذى تتركه الجثة عند القارئ أو المشاهد، خاصة إذ ما اقترت بقضايا الحياة وما بعدها، فإن الجثة ظلت الدليل الأساسى الذى يعمل المحققون على دراسته، فيقرأون الجثة بكامل تفاصيلها، ليعرفوا الطريقة التى قتلت فيها، والوقت، والمكان، وغيرها من الدلائل التى تكشف عن هوية المجرم.
واستعرض المتحدثون الثلاثة، أثر مجتمع المدينة المعاصرة فى تكوين مفهوم أدب الجريمة، موضحين أن العمل الإبداعى المرتبط بالقتل والتشويق والجرائم وغيرها، تكرّس وتبدت ملامحه مع المدينة الحديثة، حيث تراجعت مستويات التكافل الاجتماعى، وغابت أشكال التواصل، ونزع الفرد المعاصر نحو المادية، وغيّب الروحى والجمالى، مشيرين إلى الكثير من الأعمال الروائية المتخصصة بالجريمة، دارت أحداثها فى المدن الكبرى.
وتحدث المشاركون عن حضور الجريمة تاريخياً، وتجاوزها للمكان بحد ذاته، موضحين أن الجريمة لها علاقة بالوجود الإنسانى، بغض النظر عن القرية أو المدينة، وإن ما كرّس العلاقة بين شكل الجريمة الحديثة والأدب، هو التجارب الإبداعية الروائية الشهيرة، إلى جانب الأفلام السينمائية التى ظلت أحداثها تدور فى المدينة. واستعرضوا العلاقة بين الزمن والجريمة، انطلاقاً من أن أدب الجريمة وظف الليل فى بناء أحداثه، بحيث صار لازمة فى الأعمال الإبداعية.