للبيت الأبيض تاريخه الحافل مع النساء اللائى دخلنه من أبواب عدة وتحت تصنيفات عدة، بين السيدة الأولى، والموظفة البارزة، وحتى العشيقة، ولكن لم تدخله من قبل امرأة بصفة "رئيس الولايات المتحدة الأمريكية".
قبل ساعات من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ووسط التساؤلات حول الرئيس الذى يحتل المكتب البيضاوى خلال السنوات الأربعة القادمة، قد يتساءل البعض عن حال البيت الأبيض إن حكمته امرأة، كيف تديره وكيف يمكن أن تغير شكل الحياة داخله؟
وعلى الرغم من أن كلينتون فى حال فوزها ستكون المرأة الأولى التى تنال هذا اللقب، إلا أنه ليس من المتوقع أبدًا أن تحكمه كـ"أنثى" ولا أن تضع عليه بصمة أنثوية بارزة، مثلما فعلت غيرها من النساء اللائى دخلنه كسيدات أوائل للولايات المتحدة الأمريكية.
فبالرجوع إلى ما فعلته هيلارى كلينتون حين دخلت البيت الأبيض للمرة الأولى عام 1993 خلال فترة رئاسة "بيل كلينتون" يمكننا أن نخمن الكثير عن ملامح الوضع فى البيت الأبيض حال توليها الرئاسة، فحين دخلت هيلارى كلينتون البيت الأبيض كسيدة أولى، لم تقم بالدور التقليدى لزوجة الرئيس، والذى يقتصر على أنسنة القائد العام للقوات المسلحة والأعمال الاجتماعية التقليدية، كما قالت مجلة "نيويورك مجازين" فى تقرير على موقعها الإلكترونى.
وأصرت "كلينتون" على أن تحصل على مكتب فى الجناح الغربى بالبيت الأبيض، الذى يضم مكاتب فريق رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وقادت مبادرة سياسية كبرى وانخرطت فى العمل السياسى.
وعلى العكس من "جاكلين كيندى" على سبيل المثال التى حققت طفرة فى الأناقة داخل البيت الأبيض كانت "كلينتون" ترتدى بنطلون وبدلة.
هيلارى فى البيت الأبيض.. الكثير من الصرامة القليل من التسامح
وخلال فترة رئاسة بيل كلينتون، كان موظفو البيت الأبيض شاهدين على الاختلاف فى أساليب القيادة بين الزوجين، ففى حين كان يميل "بيل" للتهاون وعدم الحسم كان الموظفون يلاحظون أن هيلارى أكثر صرامة فى القيادة، وأقل من زوجها تسامحًا فى ما يخص التقصير فى العمل.
ديكور البيت الأبيض فى عهد هيلارى.. إهمال وذوق سىء
إضافة إلى اهتمامها بالسياسة رغم ما تنصه التقاليد بأن تمتنع زوجات الرؤساء عن الانخراط فى السياسة، لم تكن "هيلاري" تتعامل مع البيت الأبيض أبدًا كسيدة المنزل، فحسب تصريحات "لورا بوش" زوجة الرئيس الأمريكى الأسبق "جورج بوش"، والذى تولى الرئاسة بعد كلينتون، فإنها "صدمت" من سوء إدارة المنزل فى عهد هيلارى، والذوق السيء للديكور فى البيت الأبيض.
وقالت "لورا" فى كتاب باسم "صورة حميمة للسيدة الأولى" (an Intimate Portrait of the First Lady) والذى نشر عام 2006 إن كلينتون اصطحبتها فى جولة بالبيت الأبيض عام 2000، وأنها صدمت بحال السجاد والأثاث فى الجناح الغربى، والذى وصفته بأنه كان "مهترئًا"، أما الأثاث فى الجناح الشرقى بدا قديمًا للغاية.
وقالت إنها صدمت بالألوان المتضاربة فى الديكور وشديدة التوهج أيضًا، والتى تضمنت الأحمر والأزرق والذهبى.