لم تمر تصريحات إبراهيم منير، نائب مرشد الإخوان، الذى رحب ببيان محمد البرادعى، وأعلن أن الجماعة على استعداد التوحد معه، مرور الكرام مع حلفائها الإسلاميين، حيث كشفت الجماعة وجهها الحقيقى أن الحلفاء الإسلاميين، الذين توقعوا أن تهاجم الجماعة البرادعى، ليكتشفوا أن بيانه كان بتنسيق مع الجماعة.
جاءت تصريحات إبراهيم منير لتكشف انتهازية الإخوان أمام حلفائها، خاصة أن الإخوان التى كانت تهاجم محمد البرادعى خلال فترة حكم الإخوان، هى الآن التى تنسق معه .
عبد السلام الروزيقى، القيادى بالجماعة الإسلامية، أعلن رفضه لترحيب الإخوان ببيان البرادعى، مشيرا إلى أن مشروع البرادعى العلمانى لا يتفق مع مشروع الإسلاميين، متهما قيادات الجماعة بعدم الحكمة.
وقال فى بيان له : "من هو البرادعى وماهى مبادئه وما هى أفكاره ؟ الرجل يعلن بلا مواربة أنه ليبرالى علمانى ويقول صراحة إنه يختلف أيديولوجيا مع الإسلاميين السياسيين، الرجل يقول بكل وضوح بفصل الدولة عن الدين، من هنا كان البرادعى مؤمنا بفكرة خاصة به يسعى لتحقيقها وسواء كانت آراء البرادعى وأفكاره ذاتية أو تابعة لأمريكا أو أوربا فلا تغيير فى النتائج .
أحد كوادر الجماعة الإسلامية يدعى راجى عبد الرحمن، علق على تصريحات إبراهيم منير قائلا: "بيان البرادعى سياسى بامتياز، أنا أصبحت لا أثق فى رشد قيادة الإخوان فى قيادة أى حراك" .
على الدينارى، أحد قيادات الجماعة الإسلامية، اتهم الإخوان باتباع السياسة الميكروفونية، وافتقادهم للحكمة، قائلا فى بيان له: "موقف الإخوان من بيان البرادعى يؤكد أنه ليست هناك القيادة الواعية الدارسة للأمور البعيدة عن الأضواء والمنصات".
فيما سخر سمير العركى، القيادى بالجماعة الإسلامية، من موقف تحالف دعم الإخوان والصمت على بيان البرادعى قائلا: "يسألنى صديقى، أين التحالف من بيان البرادعى تكذيباً أو تصحيحاً، قلت له ما باليد حيلة التحالف حالياً لا يعمل إلا الخميس مساءً، ويوم الجمعة من بعد الصلاة فلننتظر!!!!!".
من جانبه قالت داليا زيادة، الناشطة الحقوقية، إن بيان محمد البرادعى الأخير تم خروجه باتفاق مع جماعة الإخوان، موضحة أن اتفاق ما بين البرادعى والإخوان قد تم بحيث يخرج هو ببيان كهذا ثم يتبعونه هم ببيانات وتصريحات إعلامية تعزز كلامه.
وأضافت فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن الهدف من كل ذلك هو إحداث حالة فى المجتمع حول محتوى بيان البرادعى وتثبيت الأكاذيب عن مظلومية الإخوان المزيفة وإعطاء إيحاء بأنهم على حق وأنهم منتصرون فى النهاية، كما أنها ايضاً دفعة معنوية قوية لقواعدهم قبل 11 نوفمبر. وقد سبق ولعبوا نفس اللعبة بنفس الطريقة فى موضوع المصالحة مع مثقفين ليبرالين بارزين.
وأوضحت أن كذبة البرادعى واضحة ومفضوحة، ودعم الإخوان الإعلامى لهذه الكذبة أكبر دليل على أنه لم يكن بيان عابر ولكن أداة لبث السم.
فيما أكد طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن الجماعة انتهازية وتتحالف مع أى شخص حتى لو مخالف لمنهجها لمجرد المصلحة، موضحا أن محمد البرادعى لا يقول أى شىء إلا بأوامر من الإدارة الأمريكية وخاصة الـ cia وتعليق إبراهيم منير نائب مرشد الإخوان، حول ترحيبه ببيان البرادعى يثبت بوضوح علاقة تنظيم الإخوان بالبرادعى وعلاقة الاثنين بالمخابرات الأمريكية كأذرع لهذه المخابرات.
وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن البرادعى بعيد تماماً عن الواقع المصرى ومن يقوم بتوظيفه بأن الوضع فى مصر هش وعلى وشك التغيير فأراد أن يضع نفسه داخل المشهد المصرى من جديد بهذا البيان الساذج.
وأكد البشبيشى أن البرادعى يتحرك تماماً بدعم من تنظيم الإخوان الدولى ويعمل الآن كعراب لهم بناءً على تعليمات أمريكية له.