رضوى عباس ابراهيم تكتب: الرباط المقدس

الأربعاء، 30 نوفمبر 2016 12:00 ص
رضوى عباس ابراهيم تكتب: الرباط المقدس أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الزواج (الرباط المقدس)، هو حلم كل شاب وفتاة لإنهاء أعوام الوحدة وتأسيس أسرة وحياة جديدة.

إن اختيار شريك الحياة يكون مبنيا على القبول بين الطرفين مع عدم التسرع خوفًا من العنوسة أو لمجرد إرضاء أنانية الأهل وبقية أفراد العائلة .

نعلم انهم يخشون على ابنائهم استكمال حياتهم فى مواجهة معاناة الوحدة خصوصًا عند التقدم فى العمر , و لكن ماذا لو استكملوها مع الشريك الخاطئ ؟

بالطبع لكل منا بعض العيوب فى الشخصية - فنحن بشر ولسنا ملائكة - ولكن عنصر القبول مهم جدا حتى يتحمل كل منهما الآخر عند الاصطدام بشدائد الحياة .

ونحن للأسف نعانى فى مصر من الأساليب التى يتبعها الأهل عند تزويج ابنائهم وبناتهم ومن أشهرها افتعال اللقاءات المدبرة كما لو كانوا نفايات يُرجَى التخلص منها فورًا !

فتأخر سن الزواج والصبر حتى ايجاد الشريك المناسب او الاستمرار بالوحدة أهون بكثير من تحمل حياة تعيسة يُظلَم فيها أطفال لم يرتكبوا أى ذنب مما يؤثر بالسلب على حياتهم النفسية و الدراسية , بل على العكس، يُساهم هذا التأخر فى نمو النضج العقلى لكليهما مما يساعد على الاختيار على النحو الأصوب، إذًا الزواج بسن مبكر لا يمكن اعتباره أبدا إنجاز مُحقَق .

ان الأبناء فى منزل الأهل ليسوا عبئًا – رغم مشاكلهم – للإلقاء بهم و تدمير حياتهم بهذا الشكل الذى أدى إلى زيادة نسبة الطلاق فى الفترة الماضية بصورة رهيبة .

لا أعلم كيف يُستهان بقرار مصيرى كهذا لا يَحتمل الاستهزاء به إلى هذا الحد ؟!!!

فليمضى قطار العمر أفضل من أن يقف فى المحطة الخاطئة .

ليس على العازب والعزباء الاعتماد على الارتباط بالطرف الآخر لإسعاده، فلكل منهما القدرة على إسعاد نفسه وتحقيق ذاته بالوسائل المتاحة إلى أن يلتقى بنصفه الآخر ليمضوا بقية حياتهما معًا .

ومما يرد على مسامعنا الاختيار على اساس المؤهل العلمى وإجادة الطبخ وغيرها من المفاهيم و المعتقدات التى تتموضع فى المكان الخاطئ ضمن أساسيات الاختيار ظنا أنها ستدعم قوة الرابطة بين الزوجين !

للأسف هناك أيضا البعض ممن يتخذون القرار بأولويات مادية بحتة تعلقا بالمظاهر، ولكن الرجل ليس صرافا آليا و لا المرأة خادمة , ففى قوله تعالى " و جعلنا بينكم مودة و رحمة " و لم يقل و جعلنا بينكم صفقة , فلنا أن نتخيل حياة امرأة تسعى للارتباط بزوج كل دوره أن يُلقَى على عاتقه الإنفاق المادى , و يهدف هو أيضًا للإرتباط بزوجة يقتصر دورها على الخدمات المنزلية دون إيجاد الوقت الكافى للإهتمام به , أى أن تكون يوميًا بنفس الهيئة حتى تصير كالآلة تعمل ليلا و نهارا , وتكون الوظيفة المشتركة الوحيدة بينهما هى الإنجاب حتى تتحول حياتهما إلى روتين ممل قاتل يسوده قسوة الجفاء و غير مفعم بالمشاعر على الإطلاق .

و الغريب أن نظرة المجتمع لأى ثنائى – نادر الوجود – من الأزواج المتحابين فى هذه الأيام تكون نظرة اتهام بأنهما غير سويين عقليًا !!!

هل اعتاد المجتمع على تطبيق النكد فى حياتهم الزوجية ام ماذا ؟!!!!

ان الحياة الزوجية ليست انتصارًا بارتداء خاتم و فستان زفاف او بانعقاد صفقة عاجلة , بل سعادتها الحقيقية أن تكون حياة تجمع بين طرفين متفاهمين قادرين على تحمل المسئولية و احترام قدسية ذلك الرباط .. ( الرباط المقدس ) .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة