حـســــن زايـــــد يـكـتـب : الـوجــه الـقــبـيــح لقاعدة الاسـتخبارات القطر / أمريكية

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 08:00 م
حـســــن زايـــــد يـكـتـب : الـوجــه الـقــبـيــح لقاعدة الاسـتخبارات القطر / أمريكية أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أننا فقدنا الذاكرة، أو أن بعضنا كان يشكك ـ بحسن نية، أو بسوئها ـ فى الدور القطرى المشبوه فى مصر . فقد بدأ هذا الدور مبكراً، فى مطلع فبراير / شباط 2006م بمنتدى مستقبل التغيير فى العالم العربى . وقد كتب عن هذا المنتدى موقع " ميدل ايست اولاين " تحت عنوان : " دور مشروع مستقبل التغيير القطرى الأمريكى فى إشعال الثورات العربية . وقد انحصرت مهمة التغيير المنشود فى طرفين هما : الولايات المتحدة، وقطر . وقد تم توزيع المهام بين البلدين، حيث تتولى قطر العمل على الإسلاميين، وتتولى أمريكا العمل على الليبراليين . وقد أثمر هذا التعاون تحفيز الشباب على قيادة التغيير، باستعمال أدوات الإعلام الحديث، والإتصال الإلكترونى من " فيسبوك " و " تويتر " و " يوتيوب " وغيرها . وقد تضمنت المهمة القطرية مشروعين، الأول : مشروع النهضة ويتولاه الإخوانى القطرى جاسم سلطان . الثانى : إنشاء فرع قطرى لأكاديمية التغيير، ويتولاه زوج ابنة يوسف القرضاوى . وهو مُنَفِّذ مهم لما يُنَظِّر له، ويضعه، جاسم سلطان من خطوط فكرية، ومنهج للتغيير والنهضة . أما المهمة الأمريكية والتى تعلقت باحتواء واحتضان الليبراليين، فقد وجدت ضالتها فى شباب 6 إبريل، وقد أسرعت فى التقاط نشطائها المقيمين فى واشنطن . وتم حشد شركات كبرى داعمة وموفرة للدعم الفنى للمشروع، وقد ساهمت جوجل، وفيسبوك، ومحطات تلفزيونية أمريكية أخرى، فى جعل التقنية الفنية خادمة للثورات . ولا ننسى أن جوجل وتويتر قد ساهمتا فى تقديم خطوط هاتفية دولية مجانية لخدمة المتظاهرين . ولعلنا نذكر الدور الذى لعبته الجزيرة فى الثورة المصرية، حيث انقلبت إلى محرض فاعل للجماهير، وانقلب مذيعوها إلى مقاتلين عبر الشاشات، يخوضون الصراعات، ويقودون الجماهير فى الشوارع . ولم يقتصر الدور القطرى على ما لعبته قناة الجزيرة، وإنما امتد إلى القيام بإدارة المعركة عملياً على الأرض، وذلك من خلال فرع أكاديمية التغيير بها ـ المركز الرئيسى مقره لندن، ويجرى تمويله من مخابرات غربية، ورجل أعمال يهودى مهووس ـ الذى يقوم على تدريب الكوادر، ومؤسسات المجتمع المدنى، والنشطاء على استراتيجيات، ووسائل، وسبل التغيير، وتوفير الأدوات المؤدية للغرض . ومن هنا كان الموقف الغربى، والأمريكى، وبالتبعية القطرى التركى من ثورة 30 يونيه فى مصر . ونستطيع أن نستنج من ذلك دون جهد أن قطر هى أداة محلية لتنفيذ المخطط الغرب / أمريكى فى المنطقة، إلى جانب جماعة الإخوان . والقصد إعادة دول المنطقة إلى المربع صفر كدول، والعودة إلى بناء وتأسيس دول وأنظمة جديدة منشغلة بحراكها الداخلى، بما يتيح للقوى الخارجية التدخل، وفرض خرائط جديدة على المنطقة . والمخطط المناويء لمصر لم ينته، ومن ثم فالدور القطرى مستمر، ودور الجزيرة مستمر، ودور الخونة من المصريين مع الجزيرة مستمر . وما الفيلم الوثائقى المذاع تحت مسمى : " حكايات التجنيد الإجبارى فى مصر " إلا حلقة من سلسلة حلقات تستهدف مؤسسات الدولة المصرية . وقد بدأت بفيلم " المندس " الذى كان يهدف مؤسسة الشرطة . وقد تكون المؤسسة المصرية التالية هى مؤسسة القضاء . وما عرض فيما سمى فيلماً وثائقياً لا يخلو من " الفبركة " التى اعتمدتها الجزيرة فى صناعة المظاهرات المتوهمة منذ عزل محمد مرسى، والأفلام والصور المفبركة عن فض اعتصامى رابعة والنهضة . ولا ريب أن الفيلم الأخير قد انكشفت فيه الأيادى المخابراتية فى معظم فقراته . فالدعوة إلى مناهضة التجنيد الإجبارى، حتى على المستوى الوجدانى والفكرى، قد تؤدى من وجهة نظرهم إلى انفراط عقد الجيش . والتركيز على قضايا الإهانة والتكدير، وكذا الوجبات الغذائية المقدمة، فضلاً عن مستويات التدريب ونوعيتها التى يتلقاها المجند، تستهدف دعم هذه الدعوة، وتثبيت قواعدها فى الأذهان والنفوس . خاصة على مستوى العوام من الناس . ومحاولة بذر بذور الشقاق بين الجنود والصف والضباط على المستوى الرأسى فى الهيكل التنظيمى الهرمى للجيش، وكذا الأمر بين الجنود على المستوى الأفقى، حيث المجند غير المؤهل علمياً، وذاك متوسط التأهل، والمؤهلات العليا . وفى تلك الدعوة دعوة مبطنة للهروب من التجنيد الإجبارى، ومقاومته . والإستدلال على عدم لزوم الجيش بصورته الحالية، طالما أنه منشغل بالعمل فى القطاعات المدنية سخرة، لمصلحة كبار الضباط . وهو فى تصوره الواهم قد صنع مشكلة فى رأس كل مصرى بتساؤله : وما لزوم الجيش طالما لا توجد حرب ؟ . وقد سارع بوضع البديل وهو التجنيد الإختيارى، حتى لا تطرأ على ذهن المواطن المشكلة التى تمثل عقبة كئود فى سبيل إتمام مخططه، حين يتساءل بينه وبين نفسه، وبينه وبين الآخرين، عمن يدافع عن البلاد والعباد والشجر والدواب . إذن الفيلم نوع من الدعاية السوداء المدعومة من أجهزة أمنية استخباراتية، فى إطار ما يسمى اصطلاحاً الحرب النفسية . ولا يصح لمواجهتها حالة الصراخ والتشنج، والسباب والشتائم، والصوت الزاعق الذى لا يعبر إلا عن منطق ضعيف . وإنما بجلوس مجموعة منتقاة من خبراء علم النفس، لوضع استراتيجية للمواجهة . فهل نحن فاعلون ؟ .







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة