قال كبير محللى الشئون الأمريكية فى صحيفة الفاينانشال تايمز، إدوارد لوس، إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورث الحكم فى وضع حرج بعد رئاسة جورج بوش، وحاول الحفاظ على ما تبقى من مكانة الولايات المتحدة ولكنه يسلمها لدونالد ترامب "فى حالة يرثى لها".
وأكد الكاتب، فى مقال له أمس الأحد، واحدة من الصفات الأساسية لأوباما هو اعتقاده المغلوط بأن المنطق يحكم تصرفات الناس، وأن فشل التكنوقراط الليبراليين يكمن فى افتراضهم أن الشئون الإنسانية يمكن تسويتها بالحجج العقلانية.
وقال الكاتب: "إنها نهاية العالم الذى عرفه أوباما، وعليه أن يتقبل بعض المسئولية عن زواله، لقد تولى منصبه فى الوقت الذى كان فيه النظام العالمى بقيادة الولايات المتحدة فى وضع حرج، فقد تداعت مكانة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط وغيره بسبب حروب بوش سيئة التخطيط فى العراق وأفغانستان".
كما أشار إلى أزمة 2008 المالية التى تسببت فى فقدان الاحترام لعقيدة السوق الحرة التى صنعتها الولايات المتحدة. وتابع: "تولى أوباما منصبه فى نقطة انعطاف جيوسياسية، وبينما يستعد للمغادرة، لا يعترض الكثيرون على حقيقة تراجع الولايات المتحدة النسبى. ومع كل تطلعاته العالية لم يتمكن أوباما من وقف هذه العملية"، مضيفا أن "العالم مثل خيبة أمل لأوباما".
وضرب "لوس" مثلا بتصريحات وزير خارجية أوباما جون كيرى بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، حين قال إنه لا يمكن لدولة أن تغزو أخرى "بحجج ملفقة" فى القرن الحادى والعشرين، فعلق لوس بأن الولايات المتحدة فعلت ذلك تمامًا فى العراق فى القرن الحادى والعشرين.
وتوقع المقال أن "ترامب لن يعكس التراجع النسبى لأمريكا، بل من المحتمل أنه سيعجل به بشكل كبير. إن الدور العالمى الذى ورثه أوباما وحاول إلى حد ما الحفاظ عليه هو الآن فى حالة يرثى لها"، مؤكدا: "النظام العالمى بقيادة الولايات المتحدة كما عرفناه لـ70 عاما انتهى، وعصر سياسات القوة العظمى عاد".
وسوف تتعامل روسيا "المتحمسة" والصين "الواثقة" مع "أمريكا المجروحة"، ويؤدى المسار على المدى الطويل باتجاه الصين، ولكن "الدراما على المدى القصير ستركز على تعاملات ترامب من بوتين"، على حد قول الكاتب الذى أضاف أن أوروبا والهيبة الأمريكية هما الخاسرتان فى المعادلة.
واختتم "لوس" مقاله بأنه "فى غضون ذلك سوف يركز أوباما لكتابة مذكراته. إذا كان الماضى دليلا له، فسوف تكون مكتوبة بشكل جميل. هنا كان زعيم غاية فى الذكاء ومحترم بالأساس، وسعى لشرح أهمية التعاون الدولى لعالم لم يكن يصغى. جاء أوباما وهو يحمل الأمل ويغادر وهو يحذر من الخوف. ولكن انتباه العالم قد تشتت. إن الناس خائفون للغاية، ولهم الحق فى ذلك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة