اصبر على جارك السوء.. مثل قديم حفظناه وسمعناه من أجدادنا.. ومعناه واضح ومفهوم للجميع، وهو أن تصبر على وجود جارك السيئ غير المحتمل مهما طال الزمان ومهما امتدت الأيام، سيأتى عليه يوم ويترك المنطقة ويتركك فى حالك.. ستدعو ليلاً ونهاراً من أجل أن يتحقق ذلك.. هذا الكلام مرتبط بواقعنا.. فكم من الأشخاص حولنا الذين لا يصنعون سلاما أبدا بل هم مصدر للقلق والمشاكل، وكم من مرات حاولنا معهم ولكن النتيجة صفر، فهل نصبر عليهم ونعطيهم فرصة أخرى أم نمسك لهم الورقة والقلم ونحاسبهم محاسبة الدائن للمديون.. وإذا طبقنا هذا الكلام على واقعنا ولكن بصفة شمولية أى ليس بالنسبة للفرد بل للمجتمع كله.. فمثلا هناك الكثير من المديرين الذين لا يقومون بواجباتهم بل كل ما يفعلون هو إيذاء الآخرين بدون وجه حق، وكل ما يبغونه هو التحكم والسيطرة، فهل نصبر عليهم إلى أن يأتى الوقت ويرحلون ؟.. مثال آخر عن واقعنا.. مثلاً نجد أحد الوزراء لا يستطيع أن يقوم بأعماله وكل ما يقوم به هو نوع من التقصير ولا يقوم بأقل واجباته والجميع يلاحظ عليه ذلك، ينتقده الإعلام وتنتقده الجرائد ويبغضه الشعب.. ولا من مجيب.. يبقى الوزير كما هو ويخرج علينا على القنوات الفضائية ويعد ويحصى إنجازاته التى هى لا شىء بالنسبة لنا معلنًا أنه الشخص الوحيد الذى يقوم بواجباته من بين كل الوزراء وأنه مثلاً رائعاً لكل الشباب فهو قدوة لهم.. يضحك كل من يشاهده من الشعب فهم الوحيدون الذين يدركون أن هذا الشخص لا يصلح.. أما الحكومة فهى صماء عمياء لا ترى ولا تسمع، ولكنها تعرف جيداً الحوار، تتكلم فقط ونحن نسمع.. متى يأتى ذلك اليوم الذى نرى فيه وزير مصرى قد استقال من منصبه برغبته لأنه لم يقم بواجباته أو بمعنى آخر لأنه فشل فى تحقيق ما يجب عليه إتمامه، وخرج علينا معللاً ذلك بأنه غير مناسب لهذا المنصب وهناك آخر أصلح منه.. بالطبع سنحترمه جدا وسننحنى له معلنين أنه مخلص يحب بلده، ولا يتمنى لها سوى الخير والنجاح.. ولكن إغراء الكرسى أقوى وحب السيطرة والعظمة يسود.. فالوزير يبقى وزيرا حتى بعد تغيير الحكومة ويتردد دائماً أن يضيف كلمة السابق إلى لقبه فى الماضى وكأنه ما زال وزير الحاضر.. وهنا يمكننا أن نقول لنصبر على جارنا السوء حتى يرحل ويذهب مع الريح.. أشياء كثيرة تسبب لنا الألم كشعب يريد الأفضل لبلده، وأن تحقق ذلك الأفضل فسيكون هناك الخير والرخاء الذى نبتغيه.