أصاب الشعوب العربية وباء، استعصى على الأطباء علاجه، هو التأخر والرجعية، واستخدام الوسائل البدائية، فى حياتهم اليومية، استبدلوا التقنيات الفنية والخطط المستقبلية، فى تعاملهم مع المواقف القومية والاستراتيجية، بأدوات هى أقصى ما توصف به هى العودة إلى التأخر والرجعية، والتوقف بالزمن عند عهد القدامى، الذين مازالوا يعيشون على ذكراهم فى العصر الحديث، ذلك العصر الذى يستطيع أن يعلم من يعيش فيه بما يحدث من الأقصى إلى الأقصى فى لحظات معدودات، بواسطة التقدم فى تكنولجيا المعلومات، أصبحت صفحات التواصل الاجتماعى تعج بالمعلومات، التى قد نعتقد بتفاهتها كشعوب عربية، من أحقاد وضغائن وشماتة ومكائد ولجان إلكترونية ومانعانيه فى حياتنا اليومية، فى الوقت ذاته، هناك الشعوب التى تحلل وتراقب وتبحث عن حقها فى البقاء والسامية، وأصبحت الإدارة تعالج الأمور بسطحية لاترقى كثيرا عن مواطن بسيط يعمل بإحدى دول الخليج، يستخدم حسابا على الفيس بوك لكى يتواصل مع زوجته وأولاده فى موطنه الأصلى، لماذا لا ننظر حولنا كشعوب عربية من زاوية أكثر اتساعا لكى نرى العالم وما وصل إليه، ونوقن تمام اليقين أن هناك الكثير من الشعوب بها تلك الوسائل البدائية السلبية، لكن فى شكل آخر أكثر إيجابية، ووظفوا التكنولوجيا فى التستر على ما يضمرون وإظهارهم على غير الحقيقة الرقى والحضارة والإنسانية .
مشكلتنا اليوم تكمن فى صراحتنا المقيتة، والتى انتقلت من الشعوب إلى الإدارة، التى اعتدنا واعتاد الجميع طريقة تعاملها الثابتة فى المواقف المتكررة، وهو أمر ينذر بكارثة، أصبحنا من السهل قراءة ما يدور فى أذهاننا، أصبح الخواء الفكرى السياسى سيد الموقف، فلنعطى مثالا، ننظر كشعوب عربية لحرائق إسرائيل بأنها غضب إلهى بسبب منعهم للآذان، ولا نفكر بأن الأمر قد يكون بالإضافة إلى كونه غضب إلهى هو لعبة سياسية، لاستقطاب تعاطف المجتمع الدولى معهم، وأن فلسطين وأبناءها هم من افتعلوا تلك الحرائق ردا على منع الآذان لماذا لانتساءل لماذا لم يصاب أحد من إسرائيل إلى تلك اللحظات ؟؟؟ وأن الأمر اقتصر على مجرد حرق الغابات والأشجار وبعض من المنازل والأدوات، لماذا لانفكر بأن الأمر مفتعل من القيادة الإسرائيلية، لمعرفة مدى استعداد تعاون الدول معهم ومعرفة العدو من الصديق، لماذا لانفكر بأن الأسرائيليين افتعلوا أمر الحرائق لمعرفة رد فعل شعوب المنطقة العربية المجاورين، وماهى الدرجة التى وصلوا إليها من التفكير مع أعدائهم، لماذا لا نفكر فى أن الحرائق وسيلة لمقياس درجة الوازع الدينى وما هو رد الفعل المنتظر عند التعدى عليه للشعوب العربية والدولية الإسلامية، ولإيضاح الرؤية أمام الإدارة الأمريكية الجديد.. فلماذا نفكر بطريقة بدائية تعوق تقدمنا كشعوب عربية؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة