خبراء روسيا يكشفون سر النزاع بين مصر وأمريكا والدول الأوروبية.. قناة السويس سبب اشتعال الخلافات مع فرنسا وإنجلترا.. وأمريكا تخلت عن الجميع لبسط سيطرتها.. والاتحاد السوفيتى كشف للقاهرة الصديق الحقيقى

السبت، 26 نوفمبر 2016 10:15 م
خبراء روسيا يكشفون سر النزاع بين مصر وأمريكا والدول الأوروبية.. قناة السويس سبب اشتعال الخلافات مع فرنسا وإنجلترا.. وأمريكا تخلت عن الجميع لبسط سيطرتها.. والاتحاد السوفيتى كشف للقاهرة الصديق الحقيقى خبراء روسيا يكشفون سر النزاع بين مصر وأمريكا والدول الأوروبية
كتب مؤمن مختار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- خبير عسكرى: أوباما أخطأ عندما قدر الدور المصرى بشكل غير صحيح ولم يدرك أن مصر قوة إقليمية ينبغى احترامها

- ترامب سيعمل على تحسين العلاقات مع مصر وعليه أن يدرك أن مصر اليوم ليست مصر حسنى مبارك

- عبد الناصر لعب الدور الرئيسى فى تعزيز العلاقات والتعاون بين الاتحاد السوفيتى ومصر.. والسيسى يمكنه لعب دور لا يقل أهمية فى تأكيد العلاقات والتقارب بين البلدين

- استقرار الأوضاع فى الشرق الأوسط أصبح مرهوناً باستقرار الأوضاع فى مصر وازدهارها

 

عقدت وكالة "ريا نوفوستى" الروسية بالتعاون مع المكتب الإعلامى للسفارة المصرية فى موسكو بحضور المستشار الإعلامى أيمن موسى مائدة مستديرة حول تسوية أزمة قناة السويس عام 1952 وإمكانية تطبيق التجربة على أزمات اليوم، حيث شارك فى الندوة كل من فلاديمير بيلياكوف كبير الباحثين فى معهد الاستشراق الروسى وفلاديمير يفسييف نائب مدير معهد دراسات دول الكومنولث والمحلل العسكرى الروسى وديمترى جانتييف المحاضر فى معهد دول أسيا وأفريقيا التابع لجامعة لومونوسوف بموسكو وجريجورى لوكيانوف كبير المحاضرين فى قسم العلوم السياسية فى المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو.

 

وبدأ فلاديمير بيلياكوف كبير الباحثين فى معهد الاستشراق الروسى الحديث باستعراض الأحداث التى سبقت الأزمة، التى أشار إلى أنها تبدأ مع الثورة المصرية فى عام 1952 عندما قررت مصر انتهاج سياسة خاصة بها تقوم على تأكيد استقلالها وسيادة قرارها، وفى ذلك الوقت وضعت القيادة المصرية هدفين أساسيين فى إطار إعادة بناء الدولة، وهو إعادة تسليح وتقوية الجيش المصرى الذى كان تسليحه وقتها ربما يعود إلى زمن الحرب العالمية الأولى، ولا يرقى للمعايير الحديثة والهدف الثانى هو بناء السد العالى بحيث يقود قاطرة التنمية من حيث توفير الطاقة اللازمة لعمليات التصنيع والتحديث.

 

وذكر كبير الباحثين فى معهد الاستشراق الروسى أنه فى البداية وعد البنك الدولى بتقديم القرض المالى اللازم لمصر لتنفيذ المشروع، لكن بعد ذلك بضغوط من الولايات المتحدة وإنجلترا تم سحب القرض ولم يكن أمام عبد الناصر سوى تأمين قناة السويس التى تقع بالكامل داخل الأراضى المصرية.

 

وأشار فلاديمير بيلياكوف إلى أن الغرب وقتها لم يكن راضياً عن الإصلاحات التى تقوم بها القيادة المصرية وبصفة خاصة شراء السلاح من الاتحاد السوفيتى، حتى وإن بدا ذلك فى البداية وكأن مصر تحصل على السلاح من تشيكوسلوفاكيا، ونوه بأنه حتى الضباط السوفيت الذين وصلوا مصر وقتها لتدريب المصريين على الأسلحة الجديدة كانوا يحملون جوازات السفر التشيكوسلوفاكية.

 

ولم يكن هذا الموضوع هو الوحيد الذى أثار استياء الغرب بل هناك عوامل أخرى بما فى ذلك اعتراف مصر بجمهورية الصين الشعبية، وبطبيعة الحال انتخاب عبد الناصر رئيساً لمصر بعد أن كان يشغل منصب رئيس الوزراء.

 

وأوضح بيلياكوف أن إنجلترا وفرنسا قد تخيرتا موعد العدوان على مصر بعناية شديدة، حيث كان الاتحاد السوفيتى وقتها منشغلاً بالأحداث فى المجر، ولم يتصورا إظهار الاتحاد السوفيتى اهتماما كبيرا أيضاً بأزمة قناة السويس رغم الأحداث فى المجر، مضيفا أن الزعيم السوفيتى وقتها خروتشوف كان قد عرض على الولايات المتحدة التصرف بشكل متسق مع الاتحاد السوفيتى لوقف العدوان، إلا أن الولايات المتحدة رفضت ذلك وحاولت التمسك بموقف محايد، حيث إن أى تطور للأحداث كان سيصب فى مصلحتها، فلو نجح العدوان فى بسط سيطرته على القناة من جديد لظلت القناة تحت سيطرة الغرب الموالى للولايات المتحدة وربما لسقط جمال عبد الناصر، ولو فشل العدوان فسوف يعنى ذلك فقدان فرنسا وإنجلترا لنفوذهما فى الشرق الأوسط ليبدأ عصر جديد من بسط النفوذ الأمريكى فى المنطقة.

 

واضطر الاتحاد السوفيتى للتصرف بمفرده فى هذه الأزمة، حيث تم استدعاء السفيرين الفرنسى والبريطانى فى ساعة متأخرة من مساء يوم الخامس من يونيو وتسليمهما ما يطلق عليه المصريون مذكرة فولجانين (رئيس وزراء الاتحاد السوفيتى آنذاك)، حيث أعرب الاتحاد السوفيتى عن استعداده لاستخدام القوة المسلحة لوقف العدوان على الأراضى المصرية واستعادة السلام فى الشرق الأوسط.

 

ويؤكد بيلياكوف أن هذه المذكرة والتهديد كان لهما تأثير كبير على إنهاء العدوان بغض النظر عن الجدية فى تنفيذ التهديد، حيث إنه فى ذلك الوقت لم يكن الطيران متقدماً مثلما هو الحال الآن وما كان للاتحاد السوفيتى أن يتمكن من نقل القوات الكافية لتنفيذ تهديداته فى الوقت المناسب، لذلك فلا يمكن نكران أن مصر قد تمكنت وقتها فعلياً من الانتصار على ثلاثة قوى كبرى، وكان ذلك بمثابة بداية عصر جديد من العلاقات والتعاون بين مصر والاتحاد السوفيتى مع مراعاة أنه قبل هذه الأحداث كانت البلدان تجهلان عن بعضهما أى شىء تماماً، حيث لم يكن أحد فى مصر يعرف اللغة الروسية ويمكن القول بأنه قد بدءا التعاون من الصفر.

 

ومن جانبه قال دميترى جانتييف المحاضر فى معهد دول أسيا وأفريقيا التابع لجامعة لومونوسوف بموسكو، أن أزمة السويس تنبع أهميتها من عاملين أساسيين، وهما أن الاتحاد السوفيتى قد قرر وقتها ولأول مرة التقدم على طريق إقامة علاقات استراتيجية مع مصر والعالم العربى بصفة أساسية.

 

ويرى جانتييف أن القرار السوفيتى كان له جوانب ملموسة وواضحة تتمثل فى إمداد مصر بالسلاح سواء بشكل مباشر أو غير مباشر وتهديده باستخدام القوة من أجل الدفاع عن هذا البلد وهو ما يعنى وقتها أن مصر قد أصبحت فعلياً حليفاً للاتحاد السوفيتى، والعامل الثانى والذى لا يقل أهمية هو تخلى الولايات المتحدة عن مساعدة حلفائها فى هذه الأزمة وأقصد هنا فرنسا وبريطانيا، وربما أن ذلك نبع من رغبة الولايات المتحدة فى إنهاء النفوذ البريطانى فى الشرق الأوسط، ولا يجب أن ننسى هنا أنه قبل أحداث 1956 كانت بريطانيا قد انسحبت من قناة السويس أثناء الجلاء عن مصر وكان المشهد مهيناً لها وربما أنها وجدت فى أزمة السويس فرصة جديدة للعودة إلى المنطقة وتعيد نفوذها بالقوة من جديد.

 

ونوه دميترى جانتييف أنه ربما أن الولايات المتحدة كانت قد شعرت بعدم الرضاء من أن بريطانيا وفرنسا قد قررتا بالاتفاق مع إسرائيل اجتياح مصر دون استشارتها، لذلك حرصت على إعطائهم الدرس القاسى وإظهار من له الكلمة العليا هنا، وربما أن الولايات المتحدة ذاتها أوقعت بفرنسا وإنجلترا فى هذه الأزمة لتواصل سياساتها نحو تفكيك الاستعمار، حيث إنه من المعروف أن الولايات المتحدة منذ حكم نيكسون كانت تنادى بتفكيك الاستعمار، لتشغل محل الدول المستعمرة السابقة لكن بأشكال جديدة للتحكم والسيطرة.

 

وأكد المحاضر فى معهد دول آسيا وأفريقيا التابع لجامعة لومونوسوف بموسكو أن ما يجرى فى الشرق الأوسط اليوم، أنا شخصياً لا أعتقد أنه نتائج أخطاء سياسة بوش الابن ومن بعده أوباما، بل على العكس ما تم فى العراق وأفغانستان وليبيا وغيرهم هو مخطط أمريكى دقيق، ونجحت الإدارتان اللتان أشرت إليهما فى تحقيقه بدقة، حيث إن الاستراتيجية الأمريكية تقوم على أساس زعزعة الاستقرار، وربما تفكيك الدول الرئيسية فى الشرق الأوسط على غرار العراق وليبيا وسوريا، وكذلك مصر وغيرهم، وعرقلة أى نوع من التقارب أو الحلول الوسط بين المملكة العربية السعودية وإيران، كما أن الولايات المتحدة لا ترغب فى قيام شراكة متوسطية أو شرق متوسطية أو بين دول شمال أفريقيا وأوروبا.

 

وأضاف جانتييف أن الأمريكيين قد خانوا الجميع فى سوريا بما فى ذلك المعارضة والسعودية وقطر وتركيا والأكراد وكل القوى على المسرح السورى، وأججوا الصراع وكالعادة دون أى آفاق أو مساعدة فى التسوية مثلما كانت الحال فى العراق وقبلها أفغانستان، فالولايات المتحدة الأمريكية لا تمتلك أصدقاء فهى وجهت ضربة شديدة للاتحاد الأوروبى عندما أغرقته بالمهاجرين والمشاكل حتى بات مستقبله محل تساؤل كبير، وبذلك تكون الولايات المتحدة قد تخلصت من منافس مهم لها.

 

ونوه أن العام المقبل سيظهر مدى جدية ترامب فى تنفيذ وعوده بحيث لو صدق فعليه أن يتخذ خطوات إيجابية للتعاون مع روسيا فى مجال مكافحة الإرهاب، خاصة تنظيم "داعش" الإرهابى، لكن الشىء المؤكد هو أن التعاون بين روسيا ومصر يكتسب طابعاً حتمياً فى ظل الظروف الحالية وعلى روسيا أن تمد يد المساعدة لمصر، كما فى السابق، وتنفذ البلدان معاً الكثير من المشروعات الكبيرة ونقل التكنولوجيا إلى مصر سواء ذلك بتمويل من السعودية والخليج أو من أى جهات أخرى لكن المهم هو أن تدرك روسيا أن استقرار الأوضاع فى الشرق الأوسط قد أصبح مرهوناً ليس فقط باستقرار الأوضاع فى مصر بل وازدهارها وتخطيها لمشاكلها الحالية.

 

من جانبه قال جريجورى لوكيانوف كبير المحاضرين فى قسم العلوم السياسية فى المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو أنه قد يبدو الأمر، وكأن التاريخ يعيد نفسه فخلال أحداث أزمة قناة السويس كان ما يجمع بين الاتحاد السوفيتى، ومصر هو العدو المشترك الذى كان يتمثل وقتها فى الاستعمار واليوم العدو المشترك يتمثل فى الإرهاب، فهناك مصالح مشترك بين البلدين تدفعهما إلى حتمية التعاون وأهمها دعاوى زعزعة الاستقرار فى المنطقة وإغراقها فى النزاعات.

 

وأوضح أن عبد الناصر لعب الدور الرئيسى فى تعزيز العلاقات والتعاون بين الاتحاد السوفيتى ومصر على الرغم من أن البلدين كان كل منهما يسير فى اتجاه مخالف عن الآخر فى التنمية والبناء الاجتماعي، فالرئيس عبد الفتاح السيسي يمكنه لعب دور لا يقل أهمية اليوم فى تأكيد العلاقات والتقارب بين البلدين، وعلى البلدين أن يتعاونا معاً لإعادة ترتيب البيت فى الشرق الأوسط والخروج بنظام آمن جديد يحقق الاستقرار فى المنطقة.

 

وفى نفس السياق علق فلاديمير يفسييف نائب مدير معهد دراسات دول الكومنولث والمحلل العسكرى الروسى، قائلا إن أوباما أخطأ عندما قدر الدور المصرى بشكل غير صحيح، ولم يدرك أن مصر هى قوة إقليمية ينبغى احترامها والتعامل معها بشكل لائق، لذلك سيعمل الرئيس الأمريكى الجديد ترامب على تحسين العلاقات مع مصر بأى وسيلة، وإن كان عليه أن يدرك أن مصر اليوم ليست هى مصر حسنى مبارك.

 

وأشار الخبير العسكرى إلى أن روسيا لم تدخل الشرق الأوسط لكى تخرج منه، وسوف تبقى روسيا فى المنطقة وتحتفظ لها بأسطول كامل هناك وقواعد عسكرية، وعلى الجميع أن يدرك ويستوعب هذه الحقيقة ويتعايش معها، حيث إن موسكو لم تشارك فى أحداث سوريا وتقدم التضحيات لترحل بعد ذلك بل هى جاءت إلى المنطقة لتبقى بها، ونعتقد أنه توجد الكثير من المصالح المشتركة التى تجمع بين مصر وروسيا، وإذا كانت الأخيرة ترغب فى البقاء فى المنطقة فعليها العمل على تعزيز التعاون مع مصر وتنفيذ عشرات المشروعات المشتركة معها خاصة التى تحمل الطابع متوسط وطويل المدى.

 

وأكد أنه سيكون للتعاون العسكرى بين مصر وروسيا أهمية كبيرة على أساس أن المشروعات المدنية تتطلب وقتا وإجراءات بينما التعاون العسكرى يمكنه اكتساب الديناميكية فى أى وقت.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة