د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: مادح نفسه كاذب

الخميس، 24 نوفمبر 2016 12:00 م
د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: مادح نفسه كاذب داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الواقع أنه يُوجد كثير من الأشخاص يستمتعون بالكلام عن أنفسهم، فهم يُقدسون ذاتهم لدرجة تصل بهم إلى الكذب، فالقصة عندهم تأخذ حجمًا أكبر من الحجم الحقيقى، فيبدأون فى سرد الوقائع والمبالغة فيها وربما فبركتها؛ لكى يظهروا فى صورة الأبطال أو العظماء، ومما لاشك فيه أنهم فى أحيان كثيرة يكذبون للدرجة التى يُصدقون فيها أنفسهم، ويعتقدون أن أقاويلهم المفبركة أصبحت جزءًا من حياتهم، وصدق من قال: "مادح نفسه كاذب" .
 
وقصة هذا المثل أنه كان هناك صديقان يتجولان فى الغابة، وكان أحدهما كثير الكلام والمُباهاة بنفسه، وأنه قادر على اصطياد الأسود والأفاعى، ولا يهاب الوحوش، وبينما كانا يسيران هاجمهما دُبٌّ، فهرب كثير الكلام وسقط الآخر على الأرض كاتمًا أنفاسه، حيث اقترب منه الدُبُّ واشتمه وغادر عنه دون أن يؤذيه؛ لأنه ظن أنه ميت، والدُبٌّ لا يقترب من الموتى، وبعدها عاد كثير الكـلام إلى صاحبه، وقال له: "ماذا كان يقول لك الدب؟" فأجابه أنه قال له: "إن مادح نفسه كذاب".
 
وبالفعل، من يمتدح نفسه ويروى الأساطير والقصص عن نفسه وعن بطولاته، هو فى الواقع إنسان كذاب؛ لأن البطولة والشجاعة تحكى عن صاحبها ولا تنتظره حتى يحكيها، ولأن من يتسم بالصفات الرائعة، من أهم صفاته عدم الحديث طيلة الوقت عن ذاته؛ لأنه يكون أكبر من الحدث، فهو لا يحتاج إلى تذكرة الآخرين بذاته، فالعمل الناجح يتحدث عن صاحبه، ولا ينتظر صاحبه حتى يتحدث عنه، والأفضل لكل من تغيب عنه هذه الحقيقة أن يعلمها أو يُحاول أن يتعلمها؛ حتى لا يجرفه التيار ويتحول إلى مجرد شخص كاذب يروى ما لا يمت له بصلة، أو على الأقل سيتحول إلى شخصية نرجسية وكليهما مرفوض.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة