قرأت لك.. "المتحدثون" يثبت أن الإنسان "متحور بطبعه"

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016 07:00 ص
قرأت لك.. "المتحدثون" يثبت أن الإنسان "متحور بطبعه" كتاب المتحدثون
قرأت لك مع أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر حديثًا عن المركز القومى للترجمة الطبعة العربية من كتاب (المتحدثون: الأدب وانفجار الحديث) من تأليف ايرين كاكاندي، ومن ترجمة خيرى دومة، وبحسب المؤلفة، فأينما وليت وجهك اليوم فثمة شيء أو شخص يتحدث إليك: التلفزيون، الراديو، الهواتف الخلوية أو حتى حاسوبك الشخصى، ولو فكرت فى أن بعض الروايات والقصص التى تقرؤها،  إنما تتحدث إليك أيضا فلست وحدك فى هذا، ولست على خطأ.

ويؤكد المترجم فى تقديمه للكتاب، أنه يركز على قصه البوح والحكى، وإمكانية تبادل الحديث أو المحادثة أو الحوار، غير أن هذه عبارة "القصص الحوارى" لم تكن لتصلح عنوانا للترجمة العربية؛ لأن وصف "الحوارى" أو "الحوارية" فى سياق  السرد العربية يشى بمعنيين لا علاقة لهما بمضمون هذا الكتاب: معنى الحوار المعروف فى دراسة الرواية، ويضيف، لهذا كله احتفظت بترجمة "القصص الحوارى"فى متن الكتاب، بينما اخترت للعنوان الرئيسى كلمة واحدة وجدتها أقرب إلى فحوى الكتاب، وهى كلمة "المتحدثون".

"المتحدثون" مفردة تشير إلى المحتوى العام للكتاب ؛ إذ يتألف الكتاب من خمسة فصول،  أولها يعالج فكرة انفجار "الحديث" فى زمن الشفاهية الثانوية، أى زمن وسائل الاتصال الحديثة التى اعادت انتاج الشفاهية الاولى قى اشكال جديدة ترث عصر الكتابة وتبنى عليه و تطوره، والفصل الثانى الحديث والحكى وسيلة للبقاء البشرى وللمقاومة ضد كل عوامل الظلم والفناء،والفصل الثالث يتناول على حديث "الشهادة السردية على الفجائع"، شهادة تلتف على الفجيعة وتستخدم الظلم ووسائله لكى تأخذ الشخصيات والجماعات أيضًا طريقها الى التعافى .أما الفصل الرابع فينصب على المخاطبة غير المباشرة بطريقة تشبه الالتفات القديم، وهى مخاطبة أدائية تسمح بان يكون الأداء ماكرًا، وان يتوجه لمخاطبين متعددين فى اللحظة نفسها، ثم يأتى الفصل الخامس والأخير ليتناول لونًا من ألوان النصوص الشعبية المعاصرة التى تبنى على وسائل الاتصال الحديثة وتقيم  حديثُا تعاونيا مع القارئ المتلقى، بحيث تسمح لهؤولاء المتلقين بأن يشتركوا فى صياغة السرد وتطوره.

scan0006

فى هذا العمل العلمى العابر للعلوم، تقرا المؤلفة القصص المعاصر وكأنه شكل من أشكال المحادث،وكأنه جزء من محادثة أوسع وهى الثقافة الحديثة.

يتضمن  الكتاب عددا كبيرا من التحليلات لأنماط شديدة التنوع، وفى النهاية تقول المؤلفة ايرين كاكانديز، إنني  أسلم بأن الروايات والقصص التى حللتها فى هذه الدراسة لم تفعل سوى ذلك، فالقصص الحواري  يستغل العواطف من خلال صيغة تخلق استحواذاً بين الأنت والنص. وتنويعه الردود  سواء الإحساس بمسئولية المرور على القصص التى تحافظ على الجماعات فى صيغتي  عن "الحكى" أو المساعدة فى تمكين الشهادة على الفجيعة فى صيغتي  عن "الشهادة"، أو أداء دور يمكن للمرء أن يتطابق معه أو لا يمكن فى صيغتي  عن "الالتفات"، تفضي  إلى الإيمان بأن "الحديث الأدبي" ينتج أنواعاً مميزة من المتعة. وتتأكد هذه المتع جزئياً من إدراك العمل الثقافي  الذي  تحققه الكتابة والقراءة. وهذه المتع تؤكد أن القصص النثري  لن يزول فى أي  وقت قريب منظور.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة