وائل القمرى يكتب: البطالة الصريحة والمقنعة

السبت، 19 نوفمبر 2016 04:00 ص
وائل القمرى يكتب: البطالة الصريحة والمقنعة البطالة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا شك بأن البطالة مشكلة اقتصادية، كما هى مشكلة نفسية، واجتماعية، وأمنية، وسياسية أيضا، ولا ينحصر تأثير ارتفاع نسبتها على النمو الاقتصادى فى الدولة فقط، بل يتعدّى ذلك إلى التأثير المجتمعى والأخلاقى والأمنى فيتسبب بخلق الكثير من الأمراض الاجتماعية بين الشباب، فهناك علاقةٌ بين البطالة والفقر والجريمة .

 

وما نشاهده اليوم من مظاهر التطرف لهو دليل قاطع بأن أغلب من وصل إلى مرحلة التطرف من الشباب، هو من عانى من الفراغ وكان الانصراف إلى التطرّف كمخرجٍ له من الأزمة النفسية التى يعيشها، علماً بأن ذلك ليس بمبررٍ لتعطيل الإنسان لعقله وانسداد الأفق أمامه ولكن الفئات العاطلة التى لم تعد تؤمن بالوعود والآمال المعطاة لها تبدأ بالتمرد على المجتمع، ولا يمكن لومها، و لا يعنى ذلك تشجيعها على التمرد على الوطن وآمنة، بل لا بد من محاولة لتفهم موقف الآخرين ومحاولة نشر العدالة السياسية والاجتماعية ومحاولة الاستماع للطرف الاخر وإبداء رأيه فى المطالبة بحقه.

 

والشباب العربى يعانى اليوم أنواعا من البطالة، أبسطها هو "البطالة الصريحة" التى يعجز فيها الشاب عن العثور على عمل نافع بأجر مناسب، وأبشع صورها هو "البطالة المقنعة" التى يحصل فيها الشاب على وظيفة لا هى نافعة للمجتمع، ولا هى تدر عليه العائد الذى يجزيه ويكافئ جهده الذى بذله طوال عقد ونصف من التعليم.

 

فقد يبدو للوهلة الأولى أن تعريف العاطل بأنه من لا يعمل هو التعريف الصحيح والكافى، ولكن الحقيقة هو أن التعريف غير كاف وغير دقيق، فليس كل من لا يعمل يعتبر عاطلاً، كما أنه ليس كل من يبحث عن عمل يعتبر أيضاً عاطلاً، لأن دائرة من لا يعملون تعتبر أكبر بكثير من دائرة العاطلين.

 

يمكن القول إن البطالة هى بقاء الفرد بلا عمل وعجزه عن الكسب بغض النظر عن أسباب ذلك، لأنها معلومة جيدا لكافة المؤسسات والهيئات والحكومات. كما أن البطالة تاريخيا تحكمت فيها ظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية، فلا مجال للشك فى أن البطالة قد تجاوزت الخطوط الحمراء خاصة فى الوطن العربى، فللبطالة انعكاساتها على المجتمعات ماديا ومعنويا وعلى جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، مما يتوجب على الجميع أفرادا وحكومات الإسراع إلى تدارك المشكلة واحتوائها عن طريق إيجاد علاج مناسب لها للنهوض بالمجتمع ومؤسساته المختلفة .







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة