بولس رفعت يكتب: وكمان بتضحك لى!

الجمعة، 18 نوفمبر 2016 07:00 م
بولس رفعت يكتب: وكمان بتضحك لى! إدارة مرور - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشوار المرور.. وما أدراك ما المرور! مشوار يخشاه كل قائد سيارة، وطالما تمتلك سيارة فأنت شخص مرفه ميسور الحال، استحمل بقى.. ضريبة، أوراق، تصوير، ملف، وفوق كل ذلك رسوم تأمين، وشركات تأمين تتهافت على الزبون اللقطة وتتمنى تشريفك، والسؤال الذى يطرح نفسه: تأمين على إيه!؟؟ يمكن تأمين على أسفلت الطريق، أو تأمين للأرصفة من التكسير والتشويه؟ أظن أنه تأمين على السائق من هول ما يلاقيه من أحداث يومية!! وشعارنا دائماً ادفع الأول وبعدين اشتكى.. بالتأكيد سأجد يوماً إجابة لسؤالى!

 

هذه المرة الوضع مختلف، فاليوم تجديد رخصة القيادة وليست رخصة السيارة، الحمد لله الأمر أهون.. هكذا كنت أتخيل وأقول لنفسى مشجعاً ومعزياً لها، بدأت الرحلة وجاء اليوم المشهود، لا أعلم هل هو يوم أم يومين أم عدة أيام، والله الموفق والمستعان..

إجراءات وطوابير ومصاريف وأوراق وو.. إلى أن وصلت للمحطة الأخيرة، محطة التصوير للرخصة الجديدة، أحمدك يا رب إنجاز لا أحلم به، بعد أربعة زيارات فقط للمرور نجحت نجاح سحيق فى الوصول لمقابلة الوحش وانتزاع الرخصة بكل قوة، مش مصدق نفسى صورة العمر، تمساكت والفرحة لا تسعنى، ابتسمت لهذه الصورة التى سترافقنى عشر سنوات، آه عشرة عمر!

 

دخلت المكتب وجلست مبتسماً مسروراً بما وصلت إليه بعد معاناة وصراع طويل مع الإجراءات، وجاءت اللحظة الحاسمة ونظر لى السيد الفاضل الذى سيقوم بتصويرى، وفجأة... وكمان بتضحك لى!؟ هكذا سألنى فى اندهاش واستنكار! معذور، اعتاد على القيام بهذا العمل عشرات بل ومئات المرات يومياً لوجوه متجهمة عابسة، حتى صار هذا هو الوضع المعتاد.

 

وظل السؤال يلح على، بتضحك ليه وأنت بتتصور!!؟ فين التكشيرة والملامح الجادة الصارمة!!؟

 

اعتدنا أن نمشى فى الشوارع متجهمين عابسين، وأتساءل هل هذا هو الوضع الطبيعى!؟ كنت أسمع هذا التعبير فى المدرسة لمن يضحك باستمرار مع من حوله: أنت بتوزع ابتسامات!؟ والسؤال لنا: هل نوزع ابتسامات أم تكشيرات!؟

 

ابتسموا يا سادة، لا أنكر أن هناك الكثير من الصعوبات اليومية التى تقابلنا؛ ولكن وبالرغم من ذلك نحتاج أن نعيش بشكل أفضل تجاه بعضنا البعض، فالحياة قصيرة نعيشها بحلوها ومرها، انشر البهجة فيمن حولك، كن سبب فرحتهم بوجهك البشوش، فلربما تنزع عن أحدهم ضيقه وكربته بابتسامتك.. ابتسم.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة