عصام كرم الطوخى يكتب : أكذوبة سعادة كاملة

الثلاثاء، 01 نوفمبر 2016 06:00 م
عصام كرم الطوخى يكتب : أكذوبة سعادة كاملة شخص سعيد يضحك يبتسم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 ليس بالضرورة أن تكون سعيدا كل الوقت ولكن أن تكون مبرمجا لذاتك على عدم الرضا معظم الوقت فثق أن فيروس التعاسة وجد أرضا خصبة للتكاثر ومداهمتك من آن إلى آخر فى كثير من تصرفاتك ومحاربتك فى عقر دارك، وجعل الشعور بالحيرة والارتباك والخوف يلازمك كظلك أينما ذهبت، حتى لو أتتك لحظات جميلة فى حياتك كانت ابتسامتك باهتة، مما يجعل واقعك قاسيا كونك تركت اللحظة الراهنة ودائما ما ترهن سعادتك بالماضى بأشخاص رحلوا أو أماكن أو أحداث بعينها، حتى نظرتك إلى المستقبل تجدها محبطة ومخيبة للآمال مما يفسر ذلك على أنه هروب من الواقع.
 
يقول مصطفى محمود: "إن السعادة فى معناها الوحيد الممكن هى الصلح بين الظاهر والباطن، هى الصلح بين الإنسان ونفسه ".
 
لا توجد سعادة كاملة لذلك حاول استشعار السعادة فى أشياء عديدة تصادفك، فالكثير منا مما كان يعمل بكل قوته من أجل هدف معين مع توقعه أن هذا الهدف سيجلب له السعادة وبمجرد تحقيقه يصاب بحالة من الردة إلى واقعه المؤلم مرة أخرى ويبدأ محاولة أخرى للبحث عن هدف آخر يحقق له المتعة والسعادة الكاملة ونقنع أنفسنا بذلك مما نجدها حلقة مفرغة، اسأل ذاتك إلى أى مدى ستشعر بالسعادة مما تحققه أو تنجزه إنها سعادة وقتية أو عابرة سراب سعادة السذج من العامة.
يقول نجيب محفوظ: "هذه الصورة القديمة جامعة لأفراد أسرتى، وهذه جامعة لأصدقاء العهد القديم، نظرت إليهما طويلا حتى غرقت فى الذكريات، جميع الوجوه مشرقة ومطمئنة وتنطق بالحياة، ولا إشارة ولو خفيفة إلى ما يخبئه الغيب، وها هم قد رحلوا جميعا فلم يبق منهم أحد، فمن يستطيع أن يثبت أن السعادة كانت واقعا حيا، لا حلما ولا وهما".
 
 لذلك لا يوجد شيء فى الحياة يسمى قمة السعادة فبمرور الوقت يتلاشى ذلك الشعور ويعود لمنحناه الطبيعى بل كثير من الأشياء تنحدر من القمة إلى القاع للاعتقاد الزائف عن السعادة وحصرها فى أهداف أو أشياء معينة، فالسعادة هى منحة القلوب التقية النقية الصافية هى ثمرة الحب والعطاء وكل شيء جميل نسعى إليه هى رؤية داخليه لحالة من الصلح الراقى مع الحياة واليقين بالله بأن كل ما يحدث لنا خير. 
استشعر السعادة فيما أنت عليه فهى أمر داخلى فهى تقدير لما أتاك الله من النعم التى فى حوزتك الآن والاستمتاع بها فهى ليست بكثرة الانجازات وإنما هى نتيجة لأفعالك فنحن سعداء بمن حولنا وأغنياء بما داخل نفوسنا من معطيات الخير لمن وبمن نعيش بينهم.
 
 يقول أنيس منصور: "وإذا كانت السعادة هى الغاية التى يريدها كل إنسان.. فإن أحداً لا يعرف-بالضبط- ما تعنيه كلمة السعادة.. إنها مثل الصحة نحسها ولا نعرف ما هي، إنها مثل الكهرباء نعرفها ولا نراها، فالسعادة ليست برتقاله نقطفها ونقشرها ونأكلها بعد ذلك.. إنها مجموعة أشياء معاً".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة