الأجيال التى سبقتنا سلمت لنا رايات هذا الوطن عالية خفاقة، عاكسة لنا أسمى معانى العزة والكرامة، وأنه مهما قابلتنا العثرات فإرادتنا قادرة على تخطى المستحيل لتصنع مستحيلا ظن المستحيل أنه فى منأى عنه.
حينما أستمع إلى أحاديث الأبطال من حرب أكتوبر وقدر الحماسة التى تصدرها لنا وجوههم وذكرهم التفاصيل التى لم تنسيها لهم السنون، أستشعر أنهم قد أنهو هذه الحرب منذ ساعتين فقط، ففى هؤلاء الأبطال أعمارا فوق السبعين من العمر إلا أنهم حينما يتحدثوا أستشعر وكأن شابا فى حماسة عمر العشرين يتكلم، وكأنهم يقولون لنا إن هذا الوطن غال بذلنا لكم فيه كل غال ونفيس من أن تنعموا فيه بالعزة وترفعوا رؤوسكم عالية فى داخله وخارجه فلا تضيعوا شبر سالت من أجله دماء طاهرة تأبى إلا الشموخ لها ولكم.
نستلهم من روح أكتوبر العظيم الإرادة التى تمح كلمة المستحيل من مستقبلنا، فمهما وجهت لنا الحروب فنحن لن نرضخ لذل أو هون أو ضيم، ومهما اشتدت ظروف بلادنا فحتما عبورنا الثانى قادم.
العبور الثانى نحو العزة التى يعقبها الأمن والاستقرار قادم ومن لا يراه فهو لا يعرف هذا الشعب، فمصر لن تقف مكتوفة الأيدى أمام العبث فى أمنها ومن خلفها أمن أمتها العربية.
نؤكد عبورنا الثانى الذى يضع مصر فى مكانها الحقيقى ومكانتها بين الدول، نؤكد عبورنا الثانى نحو أمننا من الإرهاب وأمن أمتنا العربية من التشرد واللجوء والقتل بدم بارد.
نؤكد عبورنا الثانى نحو الحداثة والتطور بعقولنا التى تعرف كيف تفكر لتبنى المجد وتستعيد حضارتنا السالفة.
نؤكد عبورنا الثانى الذى يجعل مصر كالدنيا بأثرها، محاطة بالسلام من كل النواحى، ومسطرة صفحات جديدة للتاريخ الذى لا معنى له بلا أمجاد المصريين وكفاحهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة