عراقيون يروون تفاصيل حياتهم اليومية فى ظل حكم "داعش": كنا نعيش تحت نظام الرعب والموت.. أغلقوا المدارس والمقاهى.. منعوا التدخين ومشاهدة التلفزيون.. والموت عقاب مخاطبة النساء

الخميس، 27 أكتوبر 2016 04:17 م
عراقيون يروون تفاصيل حياتهم اليومية فى ظل حكم "داعش": كنا نعيش تحت نظام الرعب والموت.. أغلقوا المدارس والمقاهى.. منعوا التدخين ومشاهدة التلفزيون.. والموت عقاب مخاطبة النساء نزوح العراقيين بعد نجاح القوات العراقية فى تحرير 80 قرية
كتب محمد جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد مرور ما يقرب من أسبوعين على بدء معارك تحرير مدينة الموصل العراقية، والتى شهدت تقدم للقوات العراقية، ونجاحها فى تحرير ما يزيد عن (80) قرية فى قرى المدينة، أجرت وكالة الأنباء الفرنسية عدة لقاءات مع أهالى هربوا من قبضة التنظيم، ونقلت رواياتهم عن المعاناة التى كانوا يعيشون فيها تحت وطأه تنظيم داعش الإرهابى.

ومن بين من أجرت معم الحوار هو المواطن العراقى صدام دحام الذى قضى حياته بحسب قوله على الصلاة والمساومة مع المتشددين على طول لحيته ودشداشته، قبل أن يتمكن من الهرب أخيرًا مع زوجته وأولاده الثلاثة من بلدته طوبزاوه التى لا يزال يسيطر عليها التنظيم وتتقدم نحوها القوات العراقية.

وأعلن تنظيم داعش عن إقامة "دولة خلافة" فى الموصل فى شمال العراق فى أواخر يونيو 2014 وبعد شهر تحديدًا فى السابع من أغسطس دخل مسلحوه إلى قرية طوبزاوه المجاورة، وانقلبت حياة دحام وجيرانه بالكامل.

على جانب الطريق حيث كان ينتظر منذ ساعات إذنًا للعبور إلى مخيم الخازر للنازحين روى دحام الكردى لوكالة فرانس برس "منعنا من التدخين واستخدام الهواتف ومشاهدة التلفزيون وأجبرنا على إطلاق اللحى وارتداء دشداشات قصيرة" مثلما يفعل أعضاء التنظيم.

فى اليوم التالى علت وجهه ابتسامه بعد أن استقر وعائلته فى إحدى الخيم، ولم يتوقف عن لمس خديه بعد حلاقة ذقنه.

وقال سائق الشحن البرى البالغ 36 عامًا "كنت أشعر بوجهى ثقيلا، شعرت بالانزعاج والحاجة إلى الحك"، وتابع الرجل الذى فقد عمله يوم قطع مقاتلى داعش الطرقات إلى كردستان "لكننى وجدت فى صندوق المساعدات الانسانية شفرة حلاقة".

مع تقدم القوات الكردية والعراقية باتجاه الموصل، وصل أكثر من ألف عراقى فى يوم واحد إلى كردستان هربهم العسكريون، ولم يكن ذلك إلا بداية أزمة إنسانية مطولة تدق الأمم المتحدة والمنظمات بشأنها ناقوس الخطر منذ أشهر.

بعد الإنتظار يوما كان دحام وعائلته من أوائل الذين خصصت لهم إحدى آلاف الخيم التى تنصب فى مختلف أرجاء السهل، ولم يحمل أفراد العائلة أى أمتعة لأن العسكريين لم يفسحوا لهم الوقت، لكنهم رغم فراغ جيوبهم وإيوائهم فى خيمة ناموا دون أن يشعروا "بقلق دائم" وبعيدًا عن " شبح الموت" الذى كان يؤرقهم فى كل مكان.

وقال الرجل "كنا نعيش فى ظل نظام الموت، لم نشعر بالطمأنينة فى أى وقت" فيما حمل ابنته منى البالغة ثلاث سنوات ذات الشعر الأسود الحالك والملامح الجدية، أضاف "حتى تحت الخيمة حالنا أفضل هنا مما كان فى ديارنا، منذ إقامتنا فى كردستان لم نعد نعيش تحت القنابل".

أثناء سيطرة تنظيم داعش المطبقة على القرية أغلقت جميع المدارس أبوابها، ولم يذهب شقيقا منى، زينة (7 سنوات) وعمر (6 سنوات) إلى المدرسة منذ أكثر من عامين، كما أن المخيم الذى استقروا فيه لا يتضمن مساحة مخصصة للأطفال، لكنهم "أفضل حالًا هنا" بحسب والدهم ففى طوبزاوه "كانوا خائفين ويبكون باستمرار".

حتى البالغون "كانت حياتهم فظيعة، كل شىء ممنوع باستثناء الصلاة بلا انقطاع".

وقالت أم على البالغة 35 عامًا الوافدة من قرية أخرى قرب الموصل "كنا نعيش فى ما يشبه القرون الوسطى، فالمدارس أغلقت لأنهم أخذوا كل ما وجدوا فيها من تجهيزات إلى سوريا".

وأضافت شابة منقبة قربها "لم تكن لدينا أى حرية".

بابتسامة شابتها المرارة روى قريب دحام، رافضًا الكشف عن اسمه خشية تعرض أفراد عائلته الذين بقوا فى مناطق سيطرة المتشددين للخطر، كيف أجبر الجهاديون زوجته على ارتداء النقاب.

وأضاف "عندما نذهب إلى السوق معًا كان يتعذر على تمييزها عن سائر النساء، وفى مناطق التنظيم الجهادى من المستحيل مخاطبة إمراة أو لمسها فى مكان عام، فعقاب ذلك الموت، وبالتالى كنت اتعرف عليها من حقيبة يدها".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة