سالم المراغى يكتب: خسارة بطعم الفوز

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016 10:00 م
سالم المراغى يكتب: خسارة بطعم الفوز فريق الزمالك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتحدث عن مباراة الزمالك وصن داونز الجنوب أفريقى فى نهائى دورى أبطال أفريقيا.
شاء الله وما قدر فعل، لم أنظر للمباراة على أنها تسعون دقيقة من ركل الكرة ثم الفوز أو الهزيمة فى ( ماتش ) خاصة إذا كانت المباراة قومية أو لنادى يلعب باسم مصر، لا بل أنظر وأتابع أولاً صورة وثقافة وطن وجماهير، وأمن وحضور وثقة، وشعب يزعم الجبناء من أصحاب الأبواق العفنة: أنه يعانى من جوع أو فقر وانهيار أمنى، فإذا بالصورة التى لا تكذب ترد عليهم وبآلاف الحضور فى عرس حقيقى حتى لتظن أن كل أو جل الشعب المصرى مرفهاً.
 
نعم صورة من كل الزوايا والألوان والاتجاهات نقلتها الميديا والتلفاز والشاشات من استاد برج العرب فى مدينة الإسكندرية لكل الدنيا، ألاف الحضور وأستاد مليء، لأول مرة منذ ما سمى بخريف الخراب العربى، ها هى مصر تعبر عن نفسها وعن شعبها وأمنها وأمانها، وأن شعبها بمثل ما لديه من هموم ومشاغل حياتية ومعيشية لديه أو له أيضاً أمال وتطلعات ووقفات، وتعبير عن النفس والذات، ورد على كل الجبناء، من أن التخمة والكروش لا تعنى التميز أو التفرد، بل ربما تعبر عن مرض وشره وعفن، وأن الثراء المادى من دولارات خضراء وأرصدة فى البنوك لا يعنى بناء حقيقياً قدر كما الثراء الإنسانى والحضارى والفكرى، وتحدى للمصاعب كالذى تواجهه مصر، وأعداء كثر يعبثون فى السر وفى العلن لهدم القيمة والرمز مصر العظيمة.
 
لذلك نظرت لمباراة الزمالك والفريق الجنوب أفريقى، من تلك الزاوية والشاشة التى تنقل للدنيا كلها، نعم كنت أمنى النفس كملايين غيرى بالفوز ( إلا من بعض الجبناء والحاقدون من الجماعة الارهابية ممن يكرهون أنفسهم قبل الوطن ويعدون فى كل مرة كرسى لإلقائه فى كلوب الفرح ) لذلك أعود وأقول: الفوز لا يعنى فقط التتويج بكأس أو ما شابه، بل التتويج بالثقة والاعتداد والاعتزاز بالنفس، من أننا واقفون وإن مرضنا لا نموت، والآخرون ممن باعوا أنفسهم وضمائرهم يتقازمون وهم من التحقير والعفن حقيقة.
 
مبروك لمصر مبروك للزمالك إدارة وجمهور ولاعبون، مبروك لرجال الأمن والشرطة والجيش، مبروك لكل إنسان مخلص، أحب وعشق وتمنى ومنى النفس، شكراً لكل أهلاوى حبيب وعزيز ممن أزروا وكتبوا وعبروا عن أمنياتهم لمصر، وأقول لمصر لوطنيتهم وليقين عندهم أن الزمالك يمثل مصر.
 
شكراً للقائد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فمنك نتعلم ونصمد، ونترفع عن الصغائر ونتحمل ونعمل فى صمت برغم ما أصاب الأخرون من عمى أو تعامى عن رؤية الحقائق، حفظك الله يا سيادة الرئيس وهكذا الرياضة فوز وهزيمة.
 
البرازيل أعجوبة كرة القدم وسيدتها التى يقولون عنها أنها لا تقهر، قهرت فى شهر يونيو قبل الماضى، على ملعبها وبين جمهورها، بسبعة أهداف مقابل هدف، نتيجة ثقيلة وقاسية، ومن فريق ضيف، وأقرب المتشائمين لم يكن يتخيل سيناريو مرعب كهذا فأسوا الاحتمالات كانت بهدف، هدفين، ثلاث، ولكن سبعة أهداف ؟ 
 
نعم شاء الله وما قدر فعل، وعندما أقول شاء، أى قدر، وكتب لك ما تزرعه، وتصنعه، ولذلك ليس فى الإمكان أروع مما حدث وكان، فذلك يعد من قبيل الإنجاز فى وطن تكالب عليه أعداء كثر فى الداخل والخارج، العراق لم يلعب على أرضه مباراة لا أقول منذ عام 2003 بل منذ أغسطس 1990، سوريا دولة، وليست دولة ! لاحظوا أننى تحدثت عن عواصم الخلافة العربية التقليدية الثلاث بغداد ودمشق، وحدها القاهرة بقيت صامدة وواقفة، لذلك يحق لنا أن نقول مبروك للزمالك ولمصر فخسارة مباراة نعم، ولكنها بطعم الفوز.  






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة