حمدى نصر يكتب: نقص المناعة وراء "أورام" الجزر العربية

الجمعة، 21 أكتوبر 2016 12:21 ص
حمدى نصر يكتب: نقص المناعة وراء "أورام" الجزر العربية جزيرة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاكل الجزر العربية تذكرنى بالمسلسلات المكسيكية التى ترفض الانتهاء، فلا يمر عقد من الزمان إلا بظهور مشكلة جذرية عربية تأخذ منا الكثير "جهداً ومالاً وشتاتاً وخلافاً واختلافاً وعداءً".
 
مشكلة جزيرتى صنافير وتيران أحدث أحداث المسلسل، اتخذته المعارضة مسرحاً للردح والتخوين والطعن والتهوين، لأنها وجدت فيه ضالتها لتنشر ضلالها ومساحة مناسبة اقتنصتها لتنشر فيها أكاذيبها وحقدها للوقيعة بين مصر وشقيقتها السعودية. وهذا فى يقينى لم يكن من الوطنية والغيرة على الوطن بقدر ماهو غيرة من النظام ونكاية فيه، فحثت أتباعها على الخروج فى مسيرات تعلم تمام العلم هوانها وعدم تأثيرها ولكنها حلاوة روح ورغبة فى إشغال وشغل الحكومة، ثم عرضت الأمر على القضاء لتبدأ سلسلة الكيد الرسمى ما بين حكم ونقضه واستئنافه ورفضه من باب إثبات أنها ما تزال على قيد الحياة.
 
وسيبقى المسلسل مستمراً من باب:"ورانا إيه؟.. خلينا نتسلى(!) ونشغلهم ونوترهم حتى يقعوا فى أخطاء لاستغلالها.
والسبب فى تورم المسلسل والمسلسلات العربية الأخرى هو نقص المناعة التى أقصد بها الوثائق والمستندات جنباً إلى جنب مع القوة. فبسبب نقص مناعة القوة والردع تحولت الجزر إلى خُرّاجَاتْ وأورام فى الجسم العربى المنهك والذى لا ينقصه ولا يحتمل أوراماً أخرى.
 
ونبدأ بالجزر التى لا تزال تنزف دماً وألماً فى وطننا العربى بالأقدمية، وهى مشاكل جزر سبتة ومليلة وليلى فى المغرب العربى اللاتى يمثلن ورماً يلتهب بين الحين والآخر.. والجزيرتان الأوليان احتلتهما إسبانيا وضمتهما لها وهما يعيشان الآن تحت الحكم الذاتى.. وعنهما تذكر الموسوعة العلمية (ويكبيديا) أن: سبتة هى عبارة عن شبه جزيرة تقع فى أقصى الشمال الغربى لإفريقيا، يُحيطُ بِها البحر الأبيض المتوسط من الجهات الثلاث الشمالية، والشرقية، والجنوبية، وتحدها من الغرب والجنوب الغربى المملكة المغربية، ويفصلها عن أسبانبا مسافة 26 كيلومتراً .
 
أما مليلة فتقع على القارة الأفريقية، قبالة الساحل الجنوبى لشبه الجزيرة الأيبيرية وتحيط بها الأراضى الريفية المغربية من كل الأطراف، يحدها من الشرق والشمال الشرقى البحر الأبيض المتوسط، ويحدها من الغرب والشمال الغربى والجنوب المملكة المغربية.
 
أما جزيرة ليلى المتنازع عليها بين المغرب وإسبانيا فتقع فى مضيق جبل طارق، وقد حدث فى 11 يوليو 2002 أن نزلت على شواطئ الجزيرة مجموعة من الجنود المغاربة لغرض مراقبة عمليات الهجرة غير الشرعية، وكان رد الجيش الإسبانى محاصرة الجزيرة والقبض على الجنود المغاربة وتعمد تسليمهم إلى السلطات المغربية عبر الحدود عند سبتة فى خطوة تأكيدية لسيادة إسبانيا على سبتة وجزيرة ليلى. 
 
وبرعاية أمريكية تم الاتفاق بين البلدين المتنازعين على أن تبقى الجزيرة خالية وأن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل دخول الجنود المغاربة للجزيرة مما يُعد انتصاراً ديبلوماسياً وسياسياً لإسبانيا. والخبراء يزعمون: أن هذه الجزيرة تحديداً مرشحة لأن تكون فتيل انفجار مواجهة عسكرية بين المغرب وإسبانيا.
 
دمامل فى الخاصرة العربية: 
وما بين الشرق والغرب هناك دمامل أخرى كانت مسرحاً لصراعات سياسية وعسكرية.. فقد وقعت جزيرة فيلكا الكويتية تحت الاحتلال العراقى فى حرب الخليج الثانية، وتحديدا فى 3 أغسطس 1990 حيث قامت القوات العراقية بعد السيطرة عليها بتهجير سكانها لتحويلها إلى قاعدة عسكرية، إلا أنه فى مارس 1991 تم تحريرها من الاحتلال العراقى فى حرب تحرير الكويت، وما دمنا فى سيرة العراق نذكر أنه فى شهر سبتمبر الماضى وتحديدا يوم 23 تمكن الجيش العراقى: من استعادة السيطرة على جزيرة البغدادى بمحافظة الأنبار غربى العراق، من سيطرة تنظيم(داعش) الإرهابى فى إطار عمليات تحرير جزيرتى الرمادى والبغدادى . وقد تمكنت القوات العراقية من تحرير جزيرة البغدادى بالكامل من قبضة داعش.
 
وفى الشرق احتلت إيران جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى فى الخليج العربى فى نوفمبر 1971، وأعلنت ضمها لها، كما حدث مع سبته ومليلة المغربيتان.
 
أما الجزر الإماراتية فقد فضلت الإمارات اللجوء للحل السياسى بدعم عالمى، لكن إيران لم تستجب حتى الآن لكل المحاولات السياسية التى لا تزال مستمرة وما ضاع حق وراءه مطالب.
 
اتكاءة على التاريخ: 
فى ديسمبر 1995 انفجر صراع عسكرى مفاجئ بين اليمن وإريتريا سقطت على إثره جزيرة حنيش اليمنية التى تقع فى الجزء الجنوبى من البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب تحت السيطرة الإريترية وفى اتكاءة على التاريخ، لجأ اليمن للتحكيم الدولى الذى أقر فى 1998 أن حنيش يمنية وتمت استعادتها . 
 
ولأن الشىء بالشىء يذكر، أذكر لكم موقعة جزيرة شدوان تأكيداً على ما ذكرته فى البداية من أهمية وجود مناعة القوة .
 
فى فجر يوم الخميس 22 يناير 1970 وأثناء حرب الاستنزاف بين قواتنا المسلحة والقوات الإسرائيلية التى كانت تحتل سيناء قامت القوات الإسرائيلية بعملية عسكرية هدفها زعزعة ثقة جيشنا فى نفسه وقدراته باحتلال جزيرة شدوان المصرية الواقعة بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وكان عليها فنار لإرشاد السفن وتبعد عن الغردقة 35 كيلو متراً وعن السويس 325 كيلو متراً، إلا أن بسالة القوة المصرية التى كانت موجودة على الجزيرة سطرت ملحمة بطولية أخرى للجيش المصرى، وقد تم تحرير الجزيرة تماماً فى 22 يناير بعد معارك بطولية، وقد اتخذت محافظة البحر الأحمر ذلك اليوم عيداً قومياً لها تخليداً لتلك الملحمة .






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة