"مأوى الغلابة"، أو "عاصمة جهنم"، أو "أرض النسيان".. هكذا كانوا يطلقون على منطقة عشش محفوظ، التى ظلت ربع قرن فى طى النسيان، حتى أصبحت خطرا يهدد الأمن القومى للبلاد، بسبب انتشار البلطجة والمخدرات.
منظر خارجى للعمارات
أنين المواطنين بتلك المنطقة كان صداعا فى رأس المسئولين التنفيذيين، بسبب انتشار الفقر والبطالة والأمراض فيها، حيث كانت تقطن تلك المنطقة عشرات من الأسر المتكدس أفرادها بعضهم فوق بعض، إلى أن بدأت الدولة فى الاهتمام بالمناطق العشوائية، وبدأت فى تنفيذ التطوير رغم الصعوبات التى واجهت المحافظة، قبل هدم تلك العشش لبناء العمارات السكنية عليها.
أحد العمال وهو يحمل الرمال
وتمكنت المحافظة من البدء فى مرحلة البناء والتطوير لإنشاء 35 عمارة سكنية للأسر المقيمة فى تلك العشش لتختفى الصورة القاتمة إلى الأبد، وذلك على 3 مراحل إنشائية.
المرحلة الأولى تضمنت إنشاء 5 عمارات سكنية، العمارة بها 5 أدوار بالإضافة إلى دور تجارى، تم تخصيصه للمحال والورش، بينهم 4 عمارات تضم 20 شقة، والدور به 4 شقق، وعمارة واحده من بين الـ5 عمارات، تضم 10 شقق فقط لتسيير الحركة بالمنطقة، وتم تسليم 90 وحده سكنية للمستفيدين.
المرحلة الثانية أثناء التشييد
أما المرحلة الثانية فتضم 14 عمارة بنفس المواصفات السابقة، وبعد الانتهاء من أعمال التشطيبات والبنية الأساسية من كهرباء ومياه وطرق، سوف يتم تسليمها للمستفيدين خلال الشهر القادم.
أما المرحلة الثالثة، والتى يجرى العمل بها بالتزامن مع المرحلة الثانية تضم 16 عمارة، وسيتم تسليم 348 وحدة سكنية للمستفيدين، وجار الانتهاء من أعمال التشطيبات والمرافق نهاية الشهر الجارى.
منظر خارجى للمرحلتين الثانية والثالثة
ومن ناحيته قال المهندس نيازى مصطفى مدير المكتب الفنى بوحدة تطوير العشوائيات، إن أعمال التطوير تشمل تنفيذ 35 عمارة سكنية على ثلاث مراحل لنقل 814 أسرة إليها، وتنفيذ أعمال البنية الأساسية والشبكات ( طرق- مياه- كهرباء- صرف) إضافة إلى تنفيذ برامج لتطوير الاجتماعي والاقتصادي يشمل توفير فرص عمل للشباب وبرنامج لتوفير الرعاية الصحية للمرأة وبرنامج لمحو الأمية وإصدار بطاقات رقم قومى.
المرحلة الثانية أثناء عمل التشطيبات
وأضاف أن عملية الإنشاء تم تقسيمها على 3 مراحل: المرحلة الأولى استهدفت إنشاء 5 عمارات سكنية، العمارة تضم 5 أدوار، بالإضافة إلى دور تجارى، وكل طابق به 4 وحدات سكنية، ومن العمارات الخمس تم تنفيذ عمارة واحدة بنموذج مختلف، تضم 10 وحدات سكنية فقط، ليصبح إجمالى عدد الوحدات 90 وحدة سكنية تستهدف 90 أسرة، وتم تسليمها بالفعل للأهالى.
المرحلة الثالثة أوشكت على الانتهاء
واستطرد مصطفى أن المرحلة الثانية استهدفت إنشاء 14 عمارة، تضم 304 وحدات سكنية، بينما المرحلة الثالثة استهدفت إنشاء 16 عمارة تضم 348 وحدة سكنية بينها عمارات بها 21 وحدة سكنية وأخرى بها 22 وحدة.
لافتة تحمل اسم عشش محفوظ
هذا بالإضافة إلى 40 وحدة تجارية للمرحلة الأولى، و72 وحدة تجارية للمرحلة الثانية، و80 وحدة تجارية فى المرحلة الثالثة، وأوضح مصطفى أن من ضمن وحدات المشروع ضم عمارات خاصة بالأولى بالرعاية، وهى ملاصقة للمشروع وتضم 72 وحدة سكنية، مؤكدا أن إجمالى عدد الوحدات السكنية يصل إلى 814 وحدة، وهذا ما تمكن المشروع من توفيره، بالإضافة إلى 192 وحدة تجارية.
أدوات العمل أمام العمارات السكنية
وذكر مصطفى أن عمارات المشروع تم تقسيمها على نموذجين النموذج الأول "أ" ويضم 34 عمارة والدور ينقسم إلى 4 وحدات سكنية، بغجمالى 814 وحدة ،أما النموذج الثانى وهو نموذج "ب" وهو عباره عن عمارة واحدة وتصميمها تصميم مختلف حتى يتم تسير الحركة بالمنطقة وتضم 10 وحدات سكنيه فقط
العمال أثناء العمل بالعمارات السكنية
وأن المخطط التفصيلى للمنطقة يضم حضانه واحده نموذجية حتى يتمكن الأهالى من تعليم أبنائهم فى مراحل قبل التعليم الأساسى، مؤكدا أن المنطقة المحيطة بالعمارات لاتبعد عن المناطق العمرانية سوى بضع مترات، وأن المنطقة يوجد بها جميع المدارس الخاصة بالمراحل التعليمية المختلفة.
مشهد خارجى للعمارات والعمال
وبدوره قال المهندس رضا حسنى مدير المشروع إنه تم تسليم 5 عمارات سكنيه فى المرحلة الأولى للتطوير، وإنه تم دمج المرحلة الثانية والثالثة وسوف يتم الانتهاء منهما خلال الشهر القادم، حيث إنه لم يتبق سو بعض تشطيبات المرافق التى تقوم بها الأجهزة الأخرى، من كهرباء ومياه وهناك بعض العمارات تم الانتهاء منها بالفعل.
وقال محمد طاهر أحد العمال إن العمل يبدأ فى الموقع مبكرا حتى الساعات الأولى من الليل، حيث إن هناك خطة للانتهاء من المشروع. وأضاف: نتقاضى أجورنا بشكل دائم ومنتظم، وتجمعنا روح الفريق والتكاتف من أجل الانتهاء من تسليم المشروع فى موعده.
العمال والمهندسون أثناء العمل
فيما قال عبد اللطيف محمد أحد العاملين بالمشروع إن المشروع يمثل نقلة نوعية لسكان المنطقة، بعد أن كانت مجرد عشش تضم عشرات الأسر ليس بها حياة آدمية، واليوم المشهد جيد جدا، وأضاف أن العمل يسير بشكل منتظم وسريع للانتهاء من المرحلة الثانية والثالثة وتسليمها فى موعدها.
أما نادى عبد الجليل أحد السكان، فقال "احنا كنا فين وبقينا فين، الدولة بذلت مجهود كبير للارتقاء بالمنطقة، وبالفعل نحن اليوم نشعر اننا من ضمن البشر ولسنا درجة أخيرة"، وأوضح أن تطوير المنطقة ساعد فى نظافتها ومنع التجاوزات التى كانت تحدث بالمنطقة.
العمارة رقم 18
أما أحمد رشاد أحد السكان فقال: أشكر الرئيس السيسى والحكومة على ما قدمته لنا، وعلى انتشالنا من بؤرة الأمراض والجهل، وإعادتنا إلى ىدميتنا من جديد، أنا سعيد جدا بالوحده السكنية الجديدة، واليوم أنا اشعر أن ابنائى فى أمان، أستطيع أن أغلق بابى وأنام وأنا سعيد دون قلق، فالحياه السابقة كانت صعبه جدا اما اليوم نحن نسكن فى مكان آدمى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة