هناء ثروت تكتب: الحياة غير الشرعية

الأحد، 02 أكتوبر 2016 12:00 م
هناء ثروت تكتب: الحياة غير الشرعية هجرة غير شرعية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الأسبوع الماضى أدمت قلوبنا حادثة غرق مركب رشيد والتى كانت تُقل مجموعة شباب يرغبون فى الهجرة.. وقد ارتفعت ظاهرة الهجرة غير الشرعية فى الفترة الماضية بطريقة جعلت الشباب لا يعبأ بما سوف يحدث.. فالشباب يستخدم هذه الطريقة وهو يعلم أن نسبة نجاته ووصوله إلى غرضه تكاد تكون ضئيلة.. ولكن لماذا يلجأ الشباب لهذه الطريقة.. لماذا يلقى بنفسه إلى البحر وهو يعلم أنها قد تكون آخر تجربة له.. ما الذى جعل الموت بالنسبة له فرصة.. على المستوى الشخصى قد حملت هؤلاء الشباب مسئولية ما حدث ولكن عاجلتنى صديقتى بالإجابة "الحاجة وحشة" نعم فالاحتياج صعب خصوصاً لو أنك تعول عائلة تحتاج إلى مأكل وملبس وعلاج وتعليم وكل هذا يحتاج إلى الكثير من الأموال لكى لا تحتاج إلى أحد أو تلجأ إلى الاستدانة ممن حولك.. جاءت إجابة صديقتى لتفتح الكثير من الأوجاع التى تحيط بنا.. فكم أسرة تنام حتى لا تشعر بقرصة الجوع.. كم شاب لم يجد فرصته فى عمل مناسب يدر له عائداً يغنيه عن السؤال.. وكما حملت الشباب مسئولية ما حدث أحمل أيضاً الدولة الجانب الأكبر من المسئولية.. هل سأل مسئول واحد نفسه لماذا يعرض هؤلاء الشباب أنفسهم للموت؟ هل قام أحد المسئولين بتقديم استقالته لإحساسه بالتقصير أو حتى لإحساسه بالذنب بالطبع لا.. المشانق عُلقت لهؤلاء حتى أن أاحد الناجين تم "كلبشته" فى سرير المستشفى ومن قال إنهم طماعين او كسالى لا يريدون العمل و التعب ومن حمل اسرهم مسئولية الانجاب الكثير .. دون أن يسأل هؤلاء اللامون.. إذا وجد هؤلاء المهاجرون الفرص الملائمة للحياة الكريمة "الحياة الشرعية" أيعرض أحد منهم نفسه للموت؟؟ وهل الشباب فى الخارج يجلس وتأتى إليه الدولارات دون تعب أو جهد؟ ولكن النماذج التى سافرت وحصلت على اموال جعلت السفر هدفاً للشباب.. يسافرون وهم يحملون هموم عائلاتهم الديون .. المرض .. زواج الأخوات .. التعليم والى آخره من متطلبات الحياة .. لا بل سنوا أسنانهم على الضحايا وأسرهم دون حتى مراعاة حرمة الموت والحزن والقهر وساعات الموت التى عاشوها لم يشر أحد هؤلاء إلى الاسعار التى ارتفعت .. إلى المستشفيات الحكومية التى لا تصلح للاستعمال الآدمى .. هل فكر هؤلاء أن هناك اسر تحسب مصروفاتها بالقرش ولن تتحمل الغلاء الفاحش .. هل لام هؤلاء المسئولين عن جشع التجار واستغلالهم للشعب .. يا هؤلاء ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء .. أيتها الأرواح القابعة فى قاع بحر الغربة اعتذر لكم وأنحنى أمام إصراركم على الحياة الكريمة .. ويا أيها الناجون .. كلمة فى اذنكم .. لا تلقوا بأيديكم إلى قاع البحر فأنتم حياة أسركم انظروا إلى من فقدوا أبنائهم .. انظروا إلى الحسرة والحزن .. نعم ظروفنا صعبة وحياتنا صعبة ولكن حياتكم غالية .. رحم الله الضحايا ورحم الله أسرهم .. ودعونا جميعا نجتهد لنجد الحياة الشرعية التى تليق بنا وبأبنائنا.. حفظ الله مصر وأبنائها.
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة