أحمد أيوب

وللجيش أيضا شعب يدعمه ويسانده

الإثنين، 17 أكتوبر 2016 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما اختارت إدارة الشئون المعنوية عنوانا للفيلم التسجيلى الذى عرضته خلال الندوة التثقيفية التى حضرها الرئيس كان "للشعب جيش يحميه"، كانت رسالة واضحة بأن كل ما شهدته القوات المسلحة من تطوير وتحديث لقدراتها وإمكانياتها ورفع لكفاءتها، كان هدفه الأول والأخير هو المواطن المصرى، وحمايته وصون أرضه، فالجيش ملك للشعب لا يتحرك إلا من أجله ولا يقاتل إلا دفاعا عنه، وعلى مدى تاريخه لم يُخير الجيش بين المواطن أو الحاكم إلا واختار المواطن، ولهذا كان اختيار العنوان ذكيا ومعبرا عن علاقة لن تنقطع ومهمة مقدسة وهب الجيش نفسه لها وأقسم ألا يفرط أو يتهاون فيها.
 
 
لكن الشئون المعنوية لم تكمل العنوان لأنها مثل كل إدارات وأسلحة الجيش لا تزايد ولا تقبل أن تحمل الشعب فوق طاقته، ولو كان الأمر بيدى لأضفت للعنوان فقرة أخرى نحتاج إليها الآن وبشدة وهى ".. وللجيش شعب يسانده ويدعمه ويدافع عنه"، فكما أن الجيش وهب نفسه فداء هذا الشعب فمن حقه على الشعب أن يقف بجانبه فلا يتركه وحيداً فى الحرب القذرة التى تدار حوله من قوى دولية تمارس فيها كل المخططات غير المشروعة، وتنفق المليارات كى تهدم هذا الجيش لتخلص لها المنطقة لقمة سائغة تفعل فيها ما تشاء.
 
 
يقينا جيش مصر لن يسقط ومخططات استهدافه لن تنال منه، لأنه جيش وطنى قوى محترف لديه عقيدة متمسك بها، لكن هذا لا يمنع أن هذا الجيش يحتاج إلى أن يستمر ويتواصل الدعم الشعبى، وأن تظل الثقة كما هى فى جيشنا، فلا تخدعنا الشائعات والأخبار المكذوبة، ولا نستجيب لمؤامرات من يريدون الفتنة بين الشعب وجيشه، وكما قال الرئيس السيسي نفسه الجيش المصرى مستعد ليقاتل الجميع بشرط أن تظل الجبهة الداخلية متماسكة، وتظل ثقة الشعب والتفافه حول جيشه كما كانت أثناء حرب أكتوبر.
 
 
هذا هو الشعب الذى يحمى جيشه، وكما يتصدى رجال الجيش للإرهاب بصدورهم ليمنعوا شره عن الشعب، فأقل ما يجب على الشعب أن يتصدى بعقله وفكره وإرادته لكل مخططات التشكيك فى جيشه أو الادعاء عليه لتشويهه، وإذا كان التاريخ يشهد لهذا الشعب بأنه لم يفرط لحظة فى جيشه، بل كان دائما فى ظهره، إلا أن المشكلة أن التحديات الآن ضخمة والمؤامرة كبيرة والأساليب الخبيثة يمكن أن تؤثر على الأقل فى بعض البسطاء والمخدوعين.
 
 
وهنا دور الإعلام والمثقفين فى الحفاظ على هذه اللحمة المقدسة بين الشعب والجيش، وطالما أن القوات المسلحة بكل تضحياتها لا تريد أن تزايد على الشعب ولا تقبل أن تطالب بحقها علينا كمواطنين، فعلينا نحن أن نتصدى لهذه المهمة وأن نقوم بتنوير المواطن بما يقوم به الجيش دون أى تهوين أو تهويل، بل نضع الحقيقة أمامه ليعلم كم يبذل رجال القوات المسلحة من تضحيات، وكم يفقدون من أرواح فى سبيل هذا الوطن، وكم ينفق من دول وقوى إقليمية وعالمية لتدمير وتفكيك هذا الجيش، علينا أن نشرح للناس فى هذا الظرف الصعب أن جيشهم من لحم الشعب ودمه، ولا ينفق بذخا كما يدعى من يتآمرون عليه، وإنما تحقيقاً لهدف واحد وهو أن يحافظ على قدراته التى تمكنه من الدفاع عن الشعب، ولا يحصل على ميزات سرية ولا مخصصات أخرى، وإنما على العكس يقدم أبناءه هدية لهذا الشعب.
 
 
لا بد أن نُعيد على المصريين بطولات وتضحيات جيش الشعب، وأن نكشف لهم ماذا حدث لجيوش المنطقة وماذا ينتظرنا لو فقدنا جيشنا، حتى نوقظ من سرقهم الإعلام الموجه ولعب فى عقولهم ويدركون أن الوطن بديله الملاجئ وأن الجيش الوطنى بديله الميليشيات والعصابات.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة