"رشة ملح جنب الطبق.. حبات الرز وشكلها.. العروق الخضراء فى ورقة الريحان.. لمعة الكراميل على الحلويات" تفاصيل دقيقة لا يعرف أهميتها للعين التى تأكل قبل الفم إلا قليلين وربما لا يعرف الكثيرون أنها تشكل الفارق الأكبر بين الصورة العادية لطبق لا يمكنك أن تعرف إن كان شهيًا أو لا دون تذوقه أو شم رائحته، وصورة أخرى للطبق نفسه تجعلك تريد أن تلتهمه التهامًا، وبين الصورتين تقف "هبة عبدالعليم" التى تهتم لكل تلك التفاصيل فقط من أجل "الصورة الحلوة".
صور لطعام من تنسيق هبة عبدالعليم
هبة: مهمة منسق الطعام تحويل العادى إلى مبهر
من أجل هذه "الصورة الحلوة" والقدرة على تحويل العادى إلى مبهر تحب "هبة" مهنة الـ Food Styling التى لا يعرف الكثيرون أهميتها ولا يعرف البعض أنها موجودة من الأساس.
وتحكى بشغف عن الفارق بين مهمة منسق الطعام ومصوره "الفارق كبير جدًا بينهما، فالمصور مسؤول عن الصورة والإضاءة واختيار العدسات التى تبرز أدق التفاصيل، ولكن "الفوود ستايلست" مسؤول عن كل ما يظهر فى الكادر، مسؤول عن ترتيب الطعام فى الطبق واختيار الطبق وشكله ولونه ومدى ملائمته للطعام المقدم، وكذلك اختيار الإكسسوارات المصاحبة للطبق من أدوات مائدة أو مناديل وغيرها من التفاصيل الدقيقة".
هبة عبدالعليم فى كواليس تنسيق الطعام
تضيف لـ"اليوم السابع": "يجب أن تكون كل هذه التفاصيل متناسقة مع بعضها البعض ومع الطعام المقدم كى تخرج الصورة فى النهاية بالنتيجة المرجوة منها وهى تحريك شهية المشاهد للطعام فى الصورة".
هبة: درست المحاسبة وأبتكر وصفات الطعام وأكتب عن السينما
"هبة" تعمل الآن منسقة طعام لمجموعة من كبرى المطاعم كما تستعين بها شركات الدعاية والإعلان لعمل قوائم طعام للمطاعم ودعاية لشركات الأغذية، إلى جانب العمل مع برامج للمطبخ لتنسيق الطعام فى مقاطع فيديو تعليم وصفات الطعام القصيرة على فيسبوك، وإلى جانب هذا هى أيضًا مدونة وصفات طعام.
وتقول "لى أكثر من 500 وصفة منشورة من تطويرى وبعض الوصفات من ابتكارى بالكامل، وبدأت تنسيق الطعام بشكل احترافى بداية هذا العام فقط".
صور لطعام من تنسيق هبة عبدالعليم
ولكن فى المقابل تعمل "هبة" فى مهنة أخرى بعيدة تمامًا عن هذا العالم وتقول "درست المحاسبة وأنا حاليًا مدير حسابات، بالإضافة إلى الكتابة حيث صدر لى كتاب من قبل وحاليًا هناك كتاب آخر تحت الطبع بالإضافة إلى كتابة مقالات فى السينما والنقد الأدبى ومقالات خاصة بشؤون المرأة فى بعض المواقع الإلكترونية".
رحلة "هبة فى المطبخ" من الوصفات إلى تنسيق الطعام
رحلة "هبة فى المطبخ" من الوصفات إلى تنسيق الطعام طويلة جدًا فتحكى "بدأت الطبخ قبل حتى أن أدخل المدرسة، أول مرة وقفت فى المطبخ كنت فى الخامسة من عمرى.
وموهبتى فى الطبخ تطورت على مرحلتين الأولى عندما عملت فى شركة لاستيراد الفواكه والخضار للفنادق الكبيرة ووقتها عرفت الكثير من المنتجات الزراعية الآسيوية والأفريقية التى لا تتوافر فى مصر، والمرحلة الثانية عندما تزوجت وأصبح لى مطبخ منفصل عن مطبخ الأسرة وبدأت أجرب وصفات وأكلات مختلفة عن الطعام التقليدى وبدأت أطور فى الوصفات حتى أصبحت مطورة وصفات".
جانب من أعمال هبة عبدالعليم
حلقة بعد أخرى سحبت "هبة" إلى عالم تنسيق الطعام وتحكى "عندما بدأت عمل وصفاتى الخاصة ونشرها شعرت أننى لابد أن أجذب الناس بصور جيدة للوصفة تجعلهم يحبون تجربتها خاصة أننى لا أحب نشر صور مجهولة المصدر، ومن هنا بدأ اهتمامى بصورة الأكل ووقتها عرفت أن هناك ما يعرف باسم الـ Food Styling فبدأت أقرأ وأتابع كبار "الفوود ستايلست" فى مصر والعالم العربى وباقى العالم وبالممارسة والمتابعة تطور عملى حتى وصلت للمرحلة الحالية".
صورة لطبق من تنسيق هبة
هبة: الممارسة والإصرار والدأب سر تحول الهواية لعمل احترافى
ترى "هبة" أن الممارسة والدأب والإصرار هم السر فى تحول هوايتها المفضلة لمشروع عمل احترافى، رغم ما تواجهه هذه المهنة من مشاكل فى مصر وتقول "العميل لا يعترف أصلاً بهذه المهنة، ويعتقد أنه لعمل الدعاية لمنتجه يحتاج مصور فقط ولا يعرف أن هذه الحلقة المفقودة بين العميل والمصور هى منسق الطعام، ولكن المصورين هم من يحاولون توعية العملاء بأهمية هذه المهنة ويوضحوا لهم أن إخراج صورة جميلة مسئولية الاستايلست وليس المصور وحده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة