صلاح يحيى يكتب: الرجل القادم من أقصى المدينة

السبت، 15 أكتوبر 2016 10:00 ص
صلاح يحيى يكتب: الرجل القادم من أقصى المدينة وزير التعليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قابلته أول مرة كمواطن مظلوم، أستبد به الفساد. مُجمعا كل عناصره للتنكيل بى، لأنى وقفت ضد الفساد ونجحت. ليعود الفساد بعنفوان وجهالة الثأر، وقبح الدوافع الشخصية، بإجراءات مخالفة للقواعد والأصول القانونية والحقوقية والتربوية، محطما أولادى ومسببا لهما جراحا نفسية مازالت تدمى حتى الآن.

 قابلته.. واندهشت ثم انبهرت وآمنت، بأن الله سبحانه وتعالى من رحمته أنه يأتى ببشر – وإن كانوا قليلين- لرفع ظلم الشياطين من البشر، ومسح دمعة ونصرة المظلومين.

حينئذ بدأت تتبلور بداخلى مبادرة "الرجل القادم من أقصى المدينة".

وعدت لذات المكان بعد أقل من عام، لأجد عناصر الفساد ومراكز القوى فى انحسار ملفت للنظر.

ومن تبقى منهم قد أدرك أن "الدنيا قد تغيرت". وأن من هو على رأس هذه المؤسسة يحارب الفساد الإدارى منه والمالى بضراوة وإصرار.

 

عدت لذات الغرفة المصاب أحد جدرانها بوباء "النشع" المتفشى بين ما بُنى بواسطة الدولة منذ أحقاب، بأموال شعب معذب عاش بين لوحين من الزجاج ليعيش المرتشين والفاسدين فى قصور من البلور.

 

عدت لأجد سياسته "بابى دائما مفتوحا" قد نمت وترعرعت وآتت أكلها، فليس بينه وبين المواطنين أى حاجز فهو اندماج للوزير وإدارة خدمة المواطنين فى شخص واحد. تجلت فيه مثالية اللامركزية والإدارة المحلية، لحل مشكلات المواطنين بفورية ومهارة هى خلاصة سنين من الخبرة والفطنة، وشخصية هادئة مستمعة بصدر رحب دون ضجر لشكاوى أولياء الأمور والمدرسين والإداريون على السواء.

 

جلست أراقبه لمدة ثلاثة أيام عمل متتالية، خلال فترة بدء العام الدراسى، وهى أكثر شهور العام الدراسى شقاء وتعقيدا.

مرحلة عبئها ثقيل. فهى تشهد استكمال أبنية، وافتتاح مدارس، وصيانة كل المدارس العاملة، استلام وتسليم للكتب، نقل المدرسين. وقبول الجدد بالأجر أو المكافأة، أو بدون أجر أو مكافأة! فترة تكاد أن تُخضعَ فيها وزارة التربية لعقاب أولياء أمور الطلاب الجدد. فنظرا لمحدودية الأماكن المتوفرة تتصارع عليها الآلاف من الراغبين اللذين منهم:-

طبقة الألقاب بكافة شيعها وألوانها ونفوذها وعلاقاتها، للفوز بنصيب الأسد من بند "الاستثناءات".

الأسر المنقولة إداريا من خارج وداخل المحافظة. والمتمتعة بحق قانونى فى أماكن لأولادها فى مدارس متطابقة لمدارسهم المنقولين منها.

الأب المعذب بين أروقة المدارس والإدارات التعليمية. الأم وطفل رضيع على صدرها ومتعلقا بجلبابها الرث أطفال قد يصبح أحدهم يوما وزيرا للتربية والتعليم لإنصاف مدير الإدارة التعليمية لهم.

 لنضع أيدينا معا . كل من يحب مصر، لنصفق تحية لهذا الرجل . رجل وجدت باب مكتبه دائما مفتوحا . أدراج مكتبة نظيفة مشرعة للجميع توكيدا لنقاء الذات ونصاعة ضياء اليد . رجل كرسيه ذو عَجَل كناية عن التضحية بهذا الكرسى فهيهات هيهات أن يكون من الفاسدين من أجلى وأجل كل مظلوم تحية لهذا الرجل القادم من أقصى المدينة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة