مصر الجديدة لا أعنى بها تلك المنطقة الراقية المكتظة بالمبانى والمعالم المشهورة التى يتطلع إليها القادمين من الخارج أو المهاجرين إليها من الداخل، إنما هى فكرة فى خيال كاتب وأحلام نرجسية يصبوا لرؤيتها فوق تلك البقعة التى تتوسط قارات العالم وقلب الكرة الأرضية .
الفكرة هى أن نضع أيدينا فى أيادى البعض متجاوزين الخلافات والانشقاقات الفكرية العقيمة التى نثرت بذورها أنظمة مختلفة منذ قديم الزمان وروتها بمياه الاختلاف على سفاسف الأمور.
لا يخفى على ذوى الألباب أننا أصبحنا شعباً كارها لنفسه بعد أن كنا شعباً ودوداً يرحب بالغريب والقريب وبدّلنا أدخلوها بسلام أمنين إلى أهلا بكم فى دنيا المتناحرين المختلفين الجاهزين للانفجار اللفظى أو البدنى عند أى موقف حتى لو كان بسيطا .
وللخروج من تلك الحالة نحتاج إلى الرجوع إلى الحب والتسامح وإعلاء مصلحة الوطن فوق الجميع، فالبلدان تُبنى بالترفع عن النقائص وصغائر الأمور مع عقد النيات على أن تكون مصلحة الوطن فوق مصلحة الفرد واستعمال الساعد فى البناء والتعمير لا المشاحنة وفرد العضلات على بعضنا البعض.
بلدنا جميلة وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا قد نختلف وهذه طبيعة الحياة والمجتمعات، فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، ولكن بالمقابل هناك الكثير من القواسم المشتركة تجمعنا فنحن شعبا ثرى بالمشاعر والعواطف وعشق تراب الوطن رغم النكبات التى نعانيها.
مصر الجديدة ربما حلم نرجسى فى خيال كاتب لكنه قابل للتطبيق أن صلحت نياتنا فى أعمالنا كون لها أحباء فهى الدواء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة