شحات خلف الله عثمان يكتب: أزمة ضمير

الإثنين، 10 أكتوبر 2016 09:13 م
شحات خلف الله عثمان يكتب: أزمة ضمير صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا من فَاقـةٍ نشتكى ولا من عـِلّـةِ يداويها طبيب، بل نشتكى من ضياع الضمير وندرة وجوده فى حياتنا وسلوكياتنا ومجتمعاتنا.

 

الكثير أصبح الضمير لديهم مجرد مصطلح عفا عليه الدهر، وأعلن الانحراف الوقوف عليه دقيقة حداد وقليل منهم من صلى عليه صلاة الغائب.

 

كل المهن الإنسانية والاجتماعية سواء كانت أكاديمية أو حرفية انتشر فيها المرض اللعين الخبيث المتمثل فى انعدام الضمير.

 

من القمة إلى القاع وفى شتى البقاع أصابتنا ويلات هذا الورم الخبيث حتى أصبحنا لا يوجد لدينا المناعة من مقاومة توابعه وأعراضه الجانبية ولم يجدى معه علاج الواعظين الروحانيين أو المثقفين من ذوى الملكات الفكرية التى تحاول أن ترسم الحياة بألوان خالية من اللون الأسود رغم فخامته أحيانا ولاسيما فى المناسبات الرسمية.

 

أدران الأمراض الأخلاقية وقاذورات الرواسب فى السلوكيات لم تعد قادرة على الاستجابة لدعاوى النصح والإرشاد من قبل أولئك الّذين حملوا على عاتقهم مهمة ألأطباء الجراحين المتخصِصين فى بتر تلك العاهات وعندما تدبرت فى طرق السعى الحثيث لهؤلاء وجدت أنهم من المنبوذين فى المجتمعات وكأنهم عالم أخر لا علاقة له بالعالم ومنتسبين لطائفة الشواذ الّذين يجب القضاء عليهم بشتى الوسائل والطرق.

 

عندما استشرت الفاحشة فى قوم لوط وكانوا يأتون الذكور دون النساء لجأ مُصْلح زمانهم نبى السماء إلى النصح والإرشاد وإيقاظ الضمائر التى ماتت ولم يستجب قوم لوط إلى ما دعاهم به بل استمروا فى الضلال وفعل الفواحش وكذبوا نبى الله لوط وأخذوا يكذبون بيوم القيامة وعذاب الله لهم فكانوا يقولون له: ائتنا بعذاب الله أن كنت من الصادقين، وأخذوا يهددون نبى الله بالطرد من قريتهم وتمادوا فى العناد وهموا بإخراجه من القرية وقد قال الله تبارك وتعالى: { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } فى سورة الأعراف، وقال تعالى {قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ} سورة الشعراء، وهذا حال المصلحين فى كل مكان ذوى الضمائر اليقظة التى تأبى العيش فى براثن الرزيلة وأوحال الفواحش والموبقات دوما منبوذين والرغبة فى السيطرة عليهم من قبل هذه الفئات وتشويه صورتهم.

 

ربما قصة قوم لوط مثال حى فى مجتمعاتنا ولكنها تجاوزت جريمة اللواط إلى جرائم اخرى كالغش والخداع والنفاق والجهل والعصبية والقبلية والباطل ووووو

ويبقى دور المصلحين ما دامت الحياة والأرض والعمل على إيقاظ الضمائر شيمة من شمائل وخصائص المرسلين والقديسين فى كل زمان ومكان فهنيئا لمن أيقظ ضميراً بعد أن أصابته الغفلة، وهنيئا أيضا لكل من قال كلمة حق فى وجه باطل وهنيئاً لى بأعين تتفاعل مع حروفى وتنشرها فى أماكن أخرى عَلّها تَكُنْ سببا فى صَحوْة ضمير.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة