أحد أهم أخطائى هو أننى أشاهد قناة ناشيونال جيوجرافيك وهى قناة دائمًا تبحث عن الحقائق العلمية ولم تستسهل الحياة لتبحث عن الجن والعفاريت، وأنا هنا لا أناقش ولا أستطيع أن أدعى أننى أناقش المشكلة من الناحية الدينية ولكنى فقط أناقشها من خلال مشاهداتى لبعض الأمور المماثلة فى الواقع الغربى وحتى لا أطيل عليكم أبدأ قصتى فقد بدأت بإشارة استغاثة من إحدى السفن العملاقة فى عرض البحر وكانت المشكلة هى اندلاع حريق فى السفينة وتحركت الأجهزة المتخصصة فى حرائق السفن ووصلت وكانت السفينة قد احترقت تماما بمن عليها إلا البعض الذى كُتبت لهم النجاة وتم سحب السفينة إلى المرسى المخصص للفحص الفنى وكان من السهل والهين واليسير أن تتهم السلطات الجن والعفاريت بما حدث ولكنهم اختاروا طريق العلم هو صحيح طريق طويل ولكنه واضح وعملى وأيضًا علمى وبدأ البحث عن سبب الحريق وكانت البداية من مناطق الاشتعال وهى المطبخ ولكنهم لم يتوصلوا لأن البداية لم تكن من هناك وكانت المشكلة الثانية هى أسلاك التكييفات ووسائل الكهرباء فى السفينة وكان فحصها بالكامل ولكن ورغم احتراق كل السلوك كانت النتائج سلبية لأن احتراق السلك شىء والبداية منه لها شكل آخر تمامًا وكان مخزن البضائع هو الهدف التالى ولكنهم وجدوا كل شىء محترق ولكنه ليس سبب الاحتراق وكانت كابينة الركاب هى هدفهم التالى ولأن الركاب الغربيين لايأخذون معهم براد الشاى الكهربائى (الكاتيل) ولا أسطوانة الغاز لتسخين العيش فكان من السهل اكتشاف أن كبائن الركاب لم تكن السبب الرئيسى فى بداية الاشتعال وكانت الملاحظة الهامة التى جعلت الخيوط تتفتح أمام فريق التحقيق المتخصص فى الحرائق (مش أى شخص مش مجرد ضابط معلم وفاهمها وهى طايره يعنى مافيش فهلوة المصريين) لاحظ أثناء سيره فى طرقات السفينة وجود ركن محترق بشدة وبفحص دقيق كانت هذه المنطقة هى بداية الحريق وكانت المشكلة الاكبر لا يوجد هنا أسلاك كهربائية ولو موجودة ليست هى السبب ولايوجد أى مسببات لاشتعال النيران ولكنهم لايقفون ولايتركون شيئًا للظروف وكل شىء خاضع للتحليلات وكانت المفاجأة وهى وجود صندوق للقمامة فى نفس المكان وعرفوا وتأكدوا أن الاشتعال قد بدأ من هنا هذا مؤكد ولكن مجرد ورقتين أو ثلاثة من المناديل الورقية أو أعقاب السجائر لا تؤدى لهذا الحريق ولأنهم لا يتركون شيئًا للظروف فكان القرار بتحليل مواد الدهانات التى تم طلاء السفينة بها وبعد عام كامل من الفحص والتحليل وبصبر نبينا أيوب كانت النتائج أن مواد الاشتعال فى مادة الطلاء التى تم طلاء السفينة بها كانت مواد سريعة الاشتعال وكانت سببًا فى سرعة امتداد النيران بسرعة شديدة وهكذا كان للعلم كلمته ولم يتراشق رجال الدين ورجال الدجل بالألفاظ ولم يلجأ بلاد الغرب للسحرة والمشعوذين ولا لقراءة الإنجيل فى السفينة فالكتب الدينية هى غذاء للروح وللجسد وللعبادة وللاتعاظ ولحياتنا كلها فى الدنيا والآخرة ولكن العلم هو أساس تلك المشاكل كلمات سكان القرية كانت قاسية على مسامعى ودجل الدجالين كان سوطًا على جسدى ورأى الأزهر كان وسامًا على صدرى كرجل مسلم والإسلام رفع قامة العلم والعلماء وأتمنى أن تكون فكرتى محل اهتمام ونبحث عن مواد الطلاء ربما تكون سببا.
حريق منزل - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة