لماذا أصبحنا جميعاً نخاف من ثورتنا، حكومةً وشعباً، ربما لأننا نخاف من العودة إلى ساعات التيه التى عشناها عقب ثورة يناير 2011 م تلك الساعات التى شعرنا فيها جميعاً بالخوف، وانعدام الأمن وفقدان الثقة فى مختلف الأجهزة الأمنية وانتشار الشائعات وثقافة التخوين والعمالة للجميع، وظهور جماعات وأحزاب ركبت الموجة وأمتطت جواد الثورة بدلاً من شبابها الأنقياء الذين قاموا بها رافعين مبادئ العدالة الاجتماعية والعيش والكرامة الإنسانية.
ربما نخاف من العودة إلى المربع صفر ونخسر كل ما قدمناه ومازلنا نقدمه من تضحيات للقضاء على الفاسدين ودعاة الإرهاب والتخريب وما تحاول القيادة السياسية القيام به من بناء وطن من جديد على أنقاض دولة الفساد والمحسوبية التى ظلت 30 عاماً قابعة فوق صدورنا، ربما فقد بعضنا الأمل فى الإصلاح ولكن الكثرة يرون القيادة السياسية قلقه مثلهم على مستقبل مصر وتعمل فى ظل ظروف قاهرية وصعبة من إرهاب غامض قابع عند حدودها الشرقية والغربية، وتوترات فى الجنوب وفى حوض النيل، وتدهور فى إحدى أدوات الناتج القومى وتأثير ذلك على إقتصاد مصر، فالأمر لا يحتاج ثورة جديدة لأن القيادة معكم تشعر بما تشعرون وتحارب ما تحاربون، فالأمر مختلف، يناير 2016 يختلف جذرياً عن يناير 2011، فلا داعى للخوف أو القلق من ذكرى ثورتنا العظيمة، ولكن إن ما يدعو البعض للخوف من الاحتفال والاحتفاء بذكرى يناير، هى تلك الدعوات التى تخرج من هنا وهناك تدعو للتظاهر والخروج رفضاً للنظام القائم، ليس طلباً للعدالة أو الكرامة أو القضاء على الفساد كما كانت تلك مطالبنا فى 2011 ولكن دعوات حاقدين على النظام وطالبى السلطة، وصراع على على كرسى الحكم، حسمته انتخابات رئاسية ودستور قائم وتلتها إنتخابات تشريعية، لمجلس النواب ستعقد أولى جلساته الأيام القادمة، فلماذا نخرج ونتظاهر وماهى مطالبنا وما هو البديل إذا سقط النظام (لاقدر الله).
البديل هو الانهيار والضياع لأن الصدام هذه المرة سيكون بين الشعب والشعب، بين الشباب والشباب بين الأمن والمتظاهرين، فماذا ستكون النتيجة بعد كل ذلك، وطن منهار غير آمن، مكتسبات خسرناها، دماء جديدة وضحايا جدد يضافون إلى سجلات الضحايا الأبرياء منذ يناير 2011، لا أدعوكم إلى الصبر على السيد الرئيس وحكومته بل أدعوكم إلى الصبر على بلادكم ووطنكم مصر فهى لا تستحق منا كل هذا التدهور المتوقع، ولنسلك سبلاً أخرى نطالب فيها السيد الرئيس وحكومته والبرلمان، بالعمل من أجلنا ومن أجل الشعب الذى منحه ثقته، وأن يعيد بناء مصر على أسس، الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لكل مصرى ومصرية داخل البلاد أو خارجها، وأن يمنح أهل الخبرة والكفاءة ثقته، ويدعه من أهل الثقة ومعدومى الكفاءة.
نطالب الرئيس فى ذكرى يناير أن يدرس جيداً لماذا قامت الثورة ومن المؤكد أنه سيصل إلى النتيجة وهى لماذا من الممكن أن تقوم الثورة مرة أخـــرى، وقتها سيدرك السيد الرئيس ويدرك القائمون معه على حكم وإدارة مصرنا الحبيبة أنه لا بد من الإصلاح والصلاح، والعمل والإنتاج بجدية وبعدالة للجميع، عدل يلمسه الجميع، العامل والفلاح والطالب والخريج والموظف والمستثمر، إذا تحقق ذلك على أرض الواقع فلن هناك مجال لثورة جديدة ولن يكون هناك شىء يدعونا للخوف من الاحتفال بذكرى الثورة، لأن الشعب سيرى ثمارها ولو بعد حين، وسيدرك أن السيد الرئيس معه وبجانب كل ناجح متفوق مجتهد بصرف النظر عن كونه ابنا من فى مصر.
جمعة على عبد الحفيظ يكتب: الخوف من العودة إلى المربع صفر
الخميس، 07 يناير 2016 01:11 م
اشتباكات - أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة