الحرب المذهبية وتأثيرها على الثقافة.. عمار على حسن: تعصب وتخلف.. حسن طلب: تنشئ جيلا متطرفا.. صلاح عيسى: تؤثر على حرية الرأى والتعبير.. قرنى: تهديد مباشر للعقل الثقافى العربى

الأربعاء، 06 يناير 2016 08:59 م
الحرب المذهبية وتأثيرها على الثقافة.. عمار على حسن: تعصب وتخلف.. حسن طلب: تنشئ جيلا متطرفا.. صلاح عيسى: تؤثر على حرية الرأى والتعبير.. قرنى: تهديد مباشر للعقل الثقافى العربى عمار على حسن
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشهد العالم الإسلامى دائما نوعا من الصراع السياسى الذى ينعكس على الجانب الثقافى، ويتسبب فى منع الأفكار والكتب، ولعل أشهر صراع إسلامى هو الصراع الشيعى السنى، ولعل ما حدث بالأمس بين إيران والمملكة العربية السعودية يكشف جانبا مهما من هذا الصراع، وبرصد آراء المثقفين يمكن الوصول إلى خطر هذا الصراع المذهبى على الثقافة.

قال الدكتور عمار على حسن، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن الحرب المذهبية أثرت فى القديم على حرية الثقافة العربية، فوجدنا أدباء وفلاسفة يمجدون بنى أمية، كما وجدنا آخرين فى المقابل يمجدون نسل سيدنا على، وظل هذا الفصام فى التصور موزعا على الثقافة الإسلامية طيلة تاريخها.

وأوضح عمار على حسن، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن اللحظة التى نعيشها لن تكون استثناء، فإذا دارت رحى الحرب من جديد فبعض الكتاب والمثقفين والفنانين، سينقسمون بين مؤيد لهذا ومؤيد لذاك، ويترتب على هذا الانحياز إنتاج ألوان من الثقافة متشبعة بالتعصب والكراهية والصراع ومعاداة التقدم الإنسانى.

وأكد الدكتور عمار على حسن، أنه ستظل بين الفريقين مجموعة من المثقفين العقلاء الذى يرون أن استدعاء التاريخ القديم الذى كان فى زمن الفتنة الكبرى ليصبح أيديولوجيا للحاضر هو تخلف وأن الحرب الدينية بين المسلمين هى انتحار، وأن نتائجها تصب فى صالح أعدائهم، وبالتالى سيظل خطاب هؤلاء عقلانيا، يتحدث عن التسامح والمواطنة والتقدم، وينادى بضرورة وقف هذه المهزلة التى ينفخ فيها شيوخ متطرفون وأئمة من الجانبين.

بينما قال الشاعر الكبير حسن طلب، إن الصراع القائم الآن بين السنة والشيعة، ما هو إلا نتاج ثقافى، وهى ثقافة التعصب والتطرف إلى هذا التعصب إلى حد العداء، وكأن التاريخ يعيد نفسه.

وأوضح حسن طلب، أن ثقافة التعصب هذه هى التى سادت فى العصور الوسطى، واستغلت الحروب والفتن التى راح ضحيتها ملايين البشر عبر التاريخ، وشهد ذلك فى صراع السنة والشيعة ومعارك دامية منذ القرن الأول الهجرى وحتى الآن، كما شهد ذلك فى الغرب بين الطائفة الكاثوليكية والبروتستانتية، والتى أزهقت أرواح الملايين، ولكن الغرب استطاع أن ينجو من هذه الصراعات، ولكن مازلنا نحن فى ذلك المستنقع.

وأضاف حسن طلب، أن الغرب استطاع أن ينجو من التعصب لأنه عزل الدين عن السياسة، وجعل الدين شأن يخص الفرد فى علاقة بربه، ولا يتجاوز هذه الحدود، وعندما نستطيع أن يطبق العرب ذلك بالتأكيد سننجو.

وأكد حسن طلب، أن تلك الصراعات والحروب المذهبية تؤثر بشكل كبير على الثقافة، ويأتى ذلك من الأفلام والكتب وعدم الاطلاع على عادات وتقاليد الآخرين من إحدى الأطراف المتصارعة، ولذلك يصب ذلك لصالح التعصب، وتزداد الحروب الثقافية ويعود من جديد تأثيرها على تردى الأوضاع، لأنه جزء مرتبط بفكرة عدم الاعتراف بالآخر واحتكار الحقيقة، فكلما اشتد هذا الصراع كلما ازدادت قوة هذه الأفكار الثقافية المتطرفة، وأصبحت الثقافة ثقافة امتلاك الحقيقة المطلقة وتجرد الآخر منها تماما، مما يؤدى ذلك ثقافيا إلى انقسام المسلمين، إلى معسكر النار والشياطين.

وقال الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، لاشك أن كل مذهب من المذاهب له ثقافة، وهذه الثقافة مؤثرة على الفنون والآداب، والآراء المختلفة، فيما يتعلق بالحياة التعليمية والدينية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية.

وأوضح محمد إبراهيم أبو سنة، أن المذاهب ليست معزولة عن ثقافة المجتمع، ولكل مذهب ثقافة، وهذه الثقافة أحيانا تكون متشددة وأحيانا تكون متسامحة، والتشدد يؤدى إلى الصراع والعنف داخل المجتمعات المختلفة، ولهذا فإن هذا الصراع بين المذاهب المختلفة ربما يعتمد فى جوهرة على الأفكار المتعلقة والمتشددة التى تؤدى إلى العنف والصراع.

وأضاف إبراهيم أبو سنة، أن العقول المتفتحة سواء عند السنة أو الشيعة، يؤدى عادة إلى التسامح واحتضان الحرية وخاصة حرية التعبير، مشيرا إلى أن الفكرة السادة فى الوقت الحالى لا تعطى القيادة للمفكرين والمثقفين، ولكنها تعطى القيادة فى كل اتجاه، ورجال الدين عرف عنهم أنهم يلتزمون بالنصوص الدينية التزاما حرفيا يؤدى إلى كثير من الأحيان إلى عدم التفاهم والتسامح مع المذاهب الأخرى.

ودعا محمد إبراهيم أبو سنة، إلى منح المثقفين مساحة من حرية التعبير والإبداع، وهذه المساحة هى التى تجنب المجتمع العنف والصراع، ولا شك أن الثقافة الحقيقة والإبداع الفكرى والأدبى والاجتماعى سواء على المستوى الشيعى والسنى، يؤدى فى النهاية إلى التسامح والتراضى، ووقف العنف والصراع، طالبا القائمين على تلك الصراعات التصالح الوطنى والأدبى حتى ينتهى مجتمعنا من الصراع الذى أدى إلى الوضع الذى نحن عليه داخل منطقة الشرق الأوسط.

وقال الكاتب الكبير صلاح عيسى، إن الصراعات المذهبية تولد أفكار أحادية التفكير والجانب، وقد تؤدى إلى منع وحجب الدولة المذهبية ثقافة الدولة المختلفة معها، كما تقوم بحظر دراسة المذاهب المختلفة، وهذا يؤثر على الثقافة بشكل عام، لآن دراسة تلك المذاهب جزء مهم من الثقافة العامة، الذى يبنى العقلية الثقافية.

وأوضح صلاح عيسى، أن الصراعات المذهبية تجعل المتشددين يمنعون كل الثقافات المختلفة معهم، مما يؤثر على حرية الرأى والتعبير، ويمنع تطلعنا على ثقافة العالم الآخر، فينبغى لكل أطراف الصراع أن تهدأ حتى يكون هناك لون يتفق عليه الجميع، ويرضى جميع الأطراف.

وقال الشاعر محمود قرنى، إن كل الحروب المذهبية عبر التاريخ هى نتاج لتدمير بناء العقلية التى تغلبت فيها النزاعات الاستئصالية، والإقصائية على القيم التى أسست عليها الأديان التى تخاط من أجلها هذه الحروب، ومن المفارقات أن تكون ملايين الجماجم التى قرأنا وسمعنا ورأينا كيف ذهبت، ضحية هلوسات رجال الدين وساسة من المجانين لا يعنيهم إلا حماية عروشهم، وهم يندفعون كفئران هاجة إلى إعادة إنتاج نفس المشاهد التى تجاوزها العقل الإنسانى، وأسس عشرات المفاهيم الأكثر رقى لأنة الأكثر عدالة والأكثر إنسانية وأخلاقية.

وأوضح محمود قرنى، أن غياب مفهوم الآخر وحقه فى الحياة واحد من المفاهيم الثقافية التى لازال يغيب عن العقل العربى على نحو خاص، ويغيب عن العقل الطائفى شكلا عاما ومن ثم فإن ما تراه اليوم من اندفاع محموم "سعودى إيرانى"، نحو تأجيج الحرب المذهبية، ما هو إلا نتاج لهذا العقل الغائب نحو مزاعم حماية المذاهب التى أودت بحياة ملايين البشر.

وتابع محمود قرنى، تقديرى أن نشوب مثل هذه الحرب سيكون كارثيًا، بكل المعانى وسيعود العقل العربى مئات السنين إلى الوراء، وسنفقد الحضارة العربية جزء غاليا من خصائصها ضد التطرف وضد مفاهيم التعدد، والتنوع التى تحدث عنها أئمة كبار فى تاريخ الفقة الإسلامى، وكل هذا فى الإجمال تهديد مباشر للعقل الثقافى العربى، بأنه سيزكى مناخات التعصب، ويقضى على مساحات الحرية المتاحة، وسيعود الجميع إلى الماضى باعتباره حصانة ضد أعداء جدد.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة