وتم التوصل إلى أن الأسباب التى تدفع إلى التطرف هى انسداد الأفق السياسى وغلق المجال العام أمام الشباب للتعبير، وتردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتضاؤل دور الأسرة فى عملية التربية والتنشئة، جمود ومركزية العملية التعليمية.
واتفق الحضور على أن السياسات التى اتبعتها الدول فى مواجهة ظاهرة التطرف ليست كافية، وأن الحل الأمنى لوحده لا يكفى، بل يجب أن يدعمه حل سياسى واجتماعى وثقافى، من أجل ملء الفراغ الفكرى والرد على تساؤلات الشباب.
وتم تقديم عدد من مقترحات الحلول وهى الاهتمام بالعملية التعليمية وتطويرها بما يتناسب مع العصر، وتطوير مناهج تعزز من قيم المساواة والتسامح وقبول الآخر، كذلك فتح المجال العام، دعم المبادرات الشبابية والتطوعية التى تهدف إلى خدمة المجتمع، كذلك فتح حوارات ونقاشات مع الشباب من أجل مناقشة أوضاعهم ومشكلاتهم والعمل على تبنى آراء الشباب ومقترحاتهم وحل هذه المشكلات.
من جانبه أكد الدكتور افتخار مالك، الأستاذ بجامعة باث بإنجلترا والباحث بالمعهد الملكى بالتاريخ وعضو بكلية ويلسون بجامعة أكسفورد، على أن المسلمين ليسوا كما يعتقد البعض وافدين جدد على أوروبا، بل أن تواجد المسلمين مسجل فى العديد من الدول الأوروبية منذ مئات القرون، وأن هناك ارتباط واتصال موجود دائما بين الإسلام والدول الإسلامية وأوروبا منذ زمن طويل.
ورد الدكتور على المغالاة فى نسبة المسلمين فى أوروبا، وقال أن أحدث إحصائية عن نسبة المسلمين فى أوروبا وصلت إلى 6% وأنها ستزيد إلى 7% خلال السنوات القادمة نتيجة لحركة الهجرة من الدول الإسلامية والعربية إلى الدول الأوروبية فى الفترة الحالية، ولكنها لم تصل إلى 40% كما يدعى البعض.
وانتقد مالك فى ختام كلمته قيام العديد من المجتمعات الأوروبية المثقفة التى تقف ضد الإسلام وتقوم بتشويه صورته، وتنظر إليه نظرة سلبية على أنه دين عنف وجهل وتخلف، وأن هذه المجتمعات تقوم بتوجيه الرأى العام لتبنى آراء وتصورات خاطئة ومشوهة عن الإسلام والمسلمين.
وتناولت الدكتورة فرانشيسكا بيانكانا، أستاذة التاريخ بإحدى الجامعات الإيطالية، عن التطرف فى إيطاليا، وتأثير التطرف كما يمثله داعش على حياة المجتمعات الإسلامية فى إيطاليا، وأشارت إلى أن إيطاليا قد مسها التطرف بشكل كبير نتيجة لوضعها الجغرافى فهى تعتبر إحدى النقاط التى يلجأ إليها المهاجرون، كذلك وجود الفاتيكان بها الأمر الذى يجعل ضمن دائرة الدول الأكثر عرضة لخطر هجمات داعش.
وحملت بيانكانا الإعلام الإيطالى والمثقفين مسئولية دعم وصناعة التطرف ضد الإسلام، وأشارت إلى أن هناك العديد من المثقفين الذين يسهمون فى تشكيل الرأى العام تم منعهم، مما أدى إلى شعور الآلاف من الأشخاص بالتهميش والتمييز ضدهم بسبب تحمليهم مسئولية العنف الذى يحدث، على الرغم من احترام هؤلاء للقيم والثقافة المدنية والإيطالية، وذلك بسبب الاعتقاد الخاطئ والسائد بوجود منطقة رمادية بين المسلمين فى أوروبا وداعش، الأمر الذى أدى إلى اليمين الأوروبى الجاليات المسلمة بإعلان صريح عن دعمهم للمؤسسات القومية والثقافة المدنية ورفضهم لداعش وأعمالها.
وأكدت فى كلمتها على انتشار التطرف بين الشباب المسلم وغير المسلم فى إيطاليا وذلك لأسباب اقتصادية واجتماعية، وان الإعلام يعمل بشكل كبير على تضخيم من فكرة هم ونحن، ولكن يعتبر الإعلام أيضاَ أحد الحلول الهامة لمثل هذه القضايا.
وفى الختام أشار الأستاذ عبد الوهاب بدرخان إلى دور الإعلام والصحافة الصفراء فى أوروبا فى تشويه صورة الإسلام والمسلمين من خلال التركيز على نماذج المتطرفين والإرهابين وإظهار الدين الإسلامى كدين عنف وجهل، دون إلقاء الضوء على النماذج الناجحة من المسلمين وإظهار سماحة واعتدال الدين الإسلامى، واختزال صورة الإسلام والمسلمين فقط فى صورة أسامة بن لادن، وهذا ظلم للإسلام والمسلمين.
فيما قال أيمن الرقيب، استاذ جامعى وباحث من فلسطين أن التنظيم الداعشى تنظيم إرهابى صهيونى صناعة أمريكية، لم يوجه ضربة واحدة إلى دولة إسرائيل، وقال ننحن نواجة إرهاب دولة لا يقل عن داعش والعالم يعامل الفلسطنيين كحشرات وليس كبشر.
وأشار الرقيب إلى أن ما تشهده الدول العربية العربية ومحاولة تفكيكها، شهدته فلسطين منذ سنوات بداية من إرهاب دولة فلسطين وإرهاب حركة حماس، مؤكداً على أن ما يحدث بالمنطقة هو أفعال حركة حماس وأن فلسطين مازالت تعانى من نارين، نار الاحتلال ونار حركة حماس.
وأضاف أن الكثير من المعلومات التى تصل من تنظيم داعش تصل عبر الإعلام الأمريكى والهدف الانشغال بالحرب الداخلية وعدم الالتفاف إلى ما تفعله إسرائيل للمنطقة، قائلا كيل العالم بمكيالين يجعل المواطن العربى يعيش صراعا وإحباطا.
وكشف أن الحل العادل للقضية الفلسطنية وتجفيف مصادر الإرهاب الصهيونى سيقضى على الإرهاب بالمنطقة، قائلا: "لا يجب أن نستهين بقدراتنا كعرب والقضاء على العدو المستعمر الرئيسى وهو أمريكا، كما طالب بتوحد الوطن العربى والسعى نحو الوحدة العربية بدلا من التفكيك.
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)
.jpg)