أشرف أبو زيد محمود يكتب: أنا الميت

أنا الذى لبست أفخم الثياب
واتعطرت بأرقى العطور
أنا ذو القوة والشباب
فى غفلة أصبحت فى القبور
من هذا الذى يدخل دارى وقصرى بدون استئذان
قال أنا ملك الموت أنا النهاية جئت لأقبض روحك يا إنسان
قلت يا ويلى أنا ملىء بالمعاصى والذنوب كيف سألقى ربى
وانتفض جسدى وسال دمعى وتسارعت دقات قلبى
وغسلونى وصلوا عليه وهرولوا بى وأنزلونى فى قبرى
وهالوا على وجهى التراب وانصرفوا وتركونى وحدى
وأنا أنادى بأعلى صوت ولا أجد من يسمعنى
أرجعونى أرجعونى كيف هنت عليكم فتركتمونى
لما انصرفتم وتركتمونى لم أبخل عليكم بكل عزيز وغالٍ
جمعت أموالى من الحلال والحرام لم يكن فى خيالى أنى فى التراب سأنام
يا حسرتى أنا نادم لو عدت للدنيا سأكون خادم
لا أريد مالاً ولا قصور ولا ثياباً وعطور
سأرتدى خيشاً وأكل ماءاً وعيشاً
فأنا حتماً عائداً للقبور
يارب سامحنى واغفرلى
يارب ارحمنى ولا تعذبني
أنت القوى وأنا الضعيف
أنت الكبير واللطيف
أنت الغنى وأنا الفقير
أنت العزيز وأنا الحقير
سامحنى يا الله سامحنى يا الله